قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الأربعاء، إن بلاده مستعدة لتوسيع التعاون مع إندونيسيا في المجال العسكري والطاقة النووية، مشيراً إلى أن الجانبين سيبحثان أيضاً إمدادات القمح.
وأضاف بوتين، خلال استقباله نظيره الإندونيسي برابوو سوبيانتو في الكرملين، أنه يرغب أيضاً في مناقشة ما وصفه بانخفاض طفيف في حجم صادرات القمح الروسي إلى إندونيسيا هذا العام.
وكان هذا اللقاء هو الثاني بين الزعيمين هذا العام في روسيا، بينما يسعى بوتين لاستقطاب زعيم رابع أكبر دولة في العالم من حيث عدد السكان، في إطار استراتيجية لبناء علاقات أقوى مع دول الجنوب العالمي، في وقت لا يزال اقتصاده تحت عقوبات غربية؛ بسبب الحرب في أوكرانيا.
من جانبه، أشاد برابوو بـ”العلاقات الممتازة” بين موسكو وجاكارتا، مشيراً إلى زيارة بوتين الأخيرة إلى الهند، ودعاه إلى زيارة إندونيسيا “عندما يناسبك” في عام 2026 أو 2027.
وتقوم روسيا ببناء محطات طاقة نووية في عدد من الدول، وقال بوتين لبرابوو: “إذا رأيتم أن من الممكن الاستعانة بخبرائنا، فنحن دائماً رهن إشارتكم”.
محطات نووية
وقالت إندونيسيا إنها ترغب في بناء أول محطة طاقة نووية لديها بحلول عام 2032، بطاقة 500 ميجاواط، بهدف إدخالها الخدمة خلال العقد المقبل.
وفي مجال الزراعة، قال بوتين إن لإندونيسيا فائضاً تجارياً طفيفاً مع روسيا، وأضاف: “ليس لدينا أي شكاوى؛ ونحن مستعدون للبحث عن سبل لتطوير العلاقات في هذا القطاع”.
وتابع: “أعتقد أن توريد القمح إلى سوقكم قد انخفض قليلاً، وسيكون هذا أيضاً موضوعاً لمناقشتنا اليوم”.
وتعد روسيا أكبر مُصدّر للقمح في العالم، وقد استأنفت الشحنات إلى إندونيسيا في أكتوبر بعد توقف منذ يناير؛ بسبب المفاوضات بين البلدين حول وصول الحبوب الروسية.
وقالت هيئة الرقابة الصحية الزراعية الروسية إن وكالة الحجر الزراعي الإندونيسية وافقت في أغسطس على تمديد شهادات السلامة للحبوب الروسية، مما مهد الطريق لتوريد 52 ألف طن متري من القمح في أكتوبر.
وقدّرت وكالة الصادرات الزراعية الروسية “أجروإكسبورت” إمدادات الحبوب إلى إندونيسيا، ومعظمها من القمح، بـ1.3 مليون طن في عام 2024. وقالت إنه قبل الاتفاق الجديد، كانت روسيا قد زوّدت إندونيسيا بـ123 ألف طن فقط من الحبوب هذا العام، جميعها في يناير.
وتسعى روسيا إلى تنويع صادرات القمح نحو آسيا بعيداً عن زبائنها التقليديين في الشرق الأوسط، لكن من المرجح أن تواجه منافسة شديدة من الولايات المتحدة، التي يُتوقع أن تنمو إمداداتها بعد إبرام صفقات تجارية مع دول آسيوية.
وحافظ برابوو على سياسة إندونيسيا الخارجية غير المنحازة، متعهداً بإقامة علاقات صداقة مع أي دولة، بما في ذلك روسيا والولايات المتحدة، وقال إن إندونيسيا لن تنضم إلى أي تكتل عسكري.
العلاقات العسكرية
وأجرت روسيا وإندونيسيا أول مناورات بحرية مشتركة بينهما في بحر جاوة في نوفمبر 2024، وأشادت موسكو بما وصفته بالموقف المتوازن من جاكارتا إزاء الحرب في أوكرانيا.
وقال بوتين إن العلاقات العسكرية “تتطور وهي في مستوى جيد من التعاون المهني”، وأضاف أن “المتخصصين الإندونيسيين يتدربون باستمرار في جامعاتنا، بما في ذلك الأكاديميات العسكرية”.
وشارك في الاجتماع أيضاً وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، والنائب الأول لرئيس الوزراء دينيس مانتوروف، والمستشار الرئاسي يوري أوشاكوف، ووزيرة الزراعة أوكسانا لوت، ونائب وزير الدفاع فاسيلي أوسماكوف، ومدير الهيئة الفيدرالية الروسية للتعاون العسكري التقني ديمتري شوجاييف، ورئيسة البنك المركزي الروسي إلفيرا نابيولينا.
وكان سوبيانتو زار روسيا في يونيو، حيث استقبله الرئيس الروسي في سانت بطرسبرج. كما حضر الرئيسان منتدى سانت بطرسبرج الاقتصادي الدولي.
وخلال زيارة سوبيانتو السابقة، وقّعت روسيا وإندونيسيا إعلاناً بشأن الشراكة الاستراتيجية الثنائية، إذ تربط موسكو علاقات مماثلة مع بكين وبيونج يانج وطهران. إضافةً إلى ذلك، أعرب بوتين عن استعداد روسيا للمشاركة في مشاريع التنقيب عن النفط والغاز البحرية في إندونيسيا، وتوسيع إمدادات الهيدروكربونات إلى جاكرتا.
