بوتين يقترح “إدارة مؤقتة” لحكم أوكرانيا برعاية أميركية أممية

اقترح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الخميس، إنشاء إدارة مؤقتة لحكم أوكرانيا، برعاية الأمم المتحدة والولايات المتحدة، وبالتعاون مع الدول الأوروبية، معتبراً أن “هذا سيفتح الطريق أمام مفاوضات مشروعة بشأن التسوية” مع كييف.
وقال بوتين خلال اجتماع مع بحارة الغواصة النووية “أرخانجيلسك”، إن “روسيا لا تفهم مع من ينبغي لها أن توقع أي اتفاقيات على الجانب الأوكراني، لأن قادة آخرين سيأتون إلى هناك غداً”.
واقترح الرئيس الروسي “مناقشة إقامة إدارة مؤقتة في أوكرانيا تحت رعاية الأمم المتحدة وعدد من البلدان من أجل إجراء الانتخابات هناك”، بحسب ما نقلته شبكة “RT” الروسية.
وتابع قائلاً: “بعد الانتخابات، قد تبدأ المفاوضات بشأن معاهدة السلام، ومن الممكن، برعاية الأمم المتحدة والولايات المتحدة، وبالتعاون مع الدول الأوروبية، وبالطبع مع شركائنا وأصدقائنا، مناقشة إمكانية إدارة مؤقتة لأوكرانيا. بهدف إجراء انتخابات ديمقراطية، وإيصال حكومة كفؤة تحظى بثقة الشعب”.
وأشار إلى أنه “كانت هناك بالفعل سوابق مع إدخال الحكم الخارجي تحت رعاية الأمم المتحدة في تيمور الشرقية وغينيا الجديدة وأجزاء من يوغوسلافيا السابقة”. ولفت إلى أن “هذا مجرد خيار واحد من الخيارات”، مضيفاً: “لا أقول إن الخيارات الأخرى غير موجودة. الوضع يتغير بسرعة”.
“ترمب يريد بصدق إنهاء الصراع”
وذكر بوتين أن نظيره الأميركي دونالد ترمب “يريد بصدق إنهاء هذا الصراع” في أوكرانيا، وتابع: “روسيا تؤيد حل الصراع الأوكراني بالوسائل السلمية، ولكن بشرط القضاء على الأسباب الجذرية”.
واعتبر أن روسيا “تتمتع بتوازن استراتيجي مع الولايات المتحدة”، مؤكداً أن بلاده “ستعمل على تطوير أسطولها في الوقت المناسب وبطريقة دقيقة”.
وانضمت واشنطن مؤخراً إلى موسكو في الدعوة لإجراء انتخابات في أوكرانيا، ما أثار قلقاً كبيراً في كييف في وقت تعاني فيه البلاد من تبعات الحرب منذ فبراير 2022.
وطالب ترمب مراراً بإجراء انتخابات في كييف، وقال في فبراير الماضي: “أوكرانيا لم تجر انتخابات، إذ إنها في حالة الأحكام العرفية.. ونسبة تأييد القيادة الأوكرانية وصلت قرابة 4%”، موضحاً أنه “منذ وقت طويل لم يتم إجراء انتخابات، هذا ليس مطلب روسيا، بل هو مني، ومن دول عدة”.
وسبق أن قالت روسيا منذ فترة طويلة إن زيلينسكي “لم يعد يتمتع بسلطة قانونية”، بعد أن انتهت فترة ولايته في مايو 2024، فيما لم تُعقد أي انتخابات رئاسية منذ ذلك الحين.
تصويت على بقاء زيلينسكي
وأقر البرلمان الأوكراني، في 25 فبراير الماضي، مشروع قرار يؤكد شرعية بقاء فولوديمير زيلينسكي رئيساً للبلاد طالما استمرت الحرب مع روسيا، ويرفض إجراء الانتخابات الرئاسية إلا بعد انتهاء الحرب وتحقيق السلام.
ووافق المشرعون في البرلمان الأوكراني على القرار بأغلبية 268 صوتاً من أصل 280 صوتاً.
ونص القرار الذي حمل اسم “دعم الديمقراطية في أوكرانيا في مواجهة العدوان الروسي”، على أنه “لا يمكن إجراء الانتخابات في ظل الأحكام العرفية”، مشدداً على “الحاجة للاستمرارية في القيادة” في مثل هذه الظروف.
ويمنح دستور أوكرانيا رئيس البرلمان سلطة التصرف في حال كان الرئيس غير قادر على القيام بذلك، لكن السلطات الأوكرانية تقول إن زيلينسكي يظل “الرئيس الشرعي” بناء على الأحكام العرفية التي لا تزال سارية منذ بدء الغزو الروسي في فبراير 2022، مشيرين إلى أن ظروف الحرب لا تسمح بإجراء انتخابات.
ووقّع الرئيس الأوكراني، في 6 نوفمبر 2024، تشريعاً لتمديد الأحكام العرفية الحالية والتعبئة العسكرية العامة الراهنة في أوكرانيا لمدة 90 يوماً أخرى. وجرى تمديدها مرة أخرى حتى 9 مايو 2025.
وأفاد تقرير لمجلة “بوليتيكو”، في 6 مارس الجاري، بأن شخصيات كبيرة مقربة ترمب أجروا مناقشات مع عدد من أكبر المعارضين السياسيين لزيلينسكي.
ونقل التقرير عن 3 نواب أوكرانيين وخبير في السياسة الخارجية من الحزب الجمهوري الأميركي، أن المحادثات جرت مع زعيمة المعارضة الأوكرانية يوليا تيموشينكو وأعضاء كبار في حزب الرئيس السابق بيترو بوروشينكو.
وذكر التقرير، أن المناقشات ركزت على ما إذا كان من الممكن أن تجري أوكرانيا انتخابات رئاسية سريعاً.