بوتين يهنئ ترمب بالرئاسة.. ويأمل إصلاح العلاقات مع واشنطن
هنأ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الخميس، الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب على فوزه بالسباق الرئاسي، معرباً عن استعداده للتحدث مع الأخير، كما اعتبر أن أي أفكار بشأن تسهيل إنهاء “أزمة أوكرانيا”، واستعادة واشنطن العلاقات مع موسكو “تستحق الاهتمام”.
وأكد بوتين في منتدى فالداي للحوار بمنتجع سوتشي على البحر الأسود، استعداده لإجراء حوار مع ترمب، مشدداً على “استعداد موسكو للعمل مع أي رئيس أميركي يثق به الشعب الأميركي”.
وأشار إلى أن الرئيس المنتخب “تعرض للمطاردة والمضايقة خلال فترته الرئاسية الأولى، ما جعله خائفاً من اتخاذ أي خطوة”، مضيفاً: “يحدوني أمل في أن تعود العلاقات مع أميركا يوماً ما”.
وأعرب بوتين، عن اعجابه بكيفية تعامل ترمب في اللحظات التي أعقبت محاولة اغتياله في يوليو الماضي، ووصفه بأنه “رجل شجاع”.
وأشار إلى أن “لا جدوى من محاولات الضغط على روسيا”، لكنه أضاف: “مستعدون دائماً للتفاوض مع مراعاة المصالح المشروعة المتبادلة. لقد دعونا إلى هذا وندعو كل الأطراف لذلك”.
ومضى قائلاً إن “البعض في الغرب يحلمون بعالم بدون روسيا لأنهم يسعون إلى الهيمنة على العالم، لكن روسيا أوقفت مراراً أولئك الذين سعوا إلى الهيمنة العالمية”.
“وصلنا إلى حد خطير”
وندد الرئيس الروسي بالولايات المتحدة بسبب “سعيها لإلحاق هزيمة استراتيجية ببلاده في أوكرانيا”، وقال إن “صراعاً يجري لتشكيل نظام عالمي جديد مع تداعي عصر ما بعد الحرب الباردة الذي هيمن عليه الغرب”.
وأردف: “وصلنا إلى حد خطير، ودعوات الغرب لإلحاق هزيمة استراتيجية بروسيا، الدولة التي تمتلك أكبر ترسانة من الأسلحة النووية، تظهر نزعة مفرطة للمغامرة لدى السياسيين الغربيين”.
واعتبر أن “الغرب سعى بغطرسة إلى تصوير روسيا كقوة مهزومة بعد انهيار الاتحاد السوفييتي عام 1991″، معتبراً أن حلف شمال الأطلسي “الناتو” بقيادة الولايات المتحدة “عفا عليه الزمن”.
ورأى بوتين، أن روسيا “لا تعتبر الحضارة الغربية عدواً رغم محاولات الولايات المتحدة وحلفائها عزل موسكو”.
وتابع أن “العالم يتغير على أي حال، والعديد من الدول القوية لا تريد عزل روسيا”، موضحاً أن “البنية السابقة للعالم تختفي بشكل لا رجعة فيه، بوسعنا القول إنها اختفت بالفعل، ويدور صراع جدي لا رجعة فيه لتشكيل بنية جديدة”.
وشدد على أن “العالم يحتاج إلى روسيا ولا يمكن لأي قرارات من قادة مفترضين في واشنطن أو بروكسل أن تغير ذلك”، مبيناً أن “دول مجموعة البريكس تمثل نموذجاً للتعاون البناء”، ووصفها بأنها “الأساس لنظام عالمي عادل جديد”.
“بوتين لا يأكل الناس”
وكان المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف قال في سابق الخميس، إن “قيادة روسيا تتذكر كلمات ترمب عن محاولة حل الأزمة في أوكرانيا، حتى لو كان يبالغ في السرعة التي يمكنه بها فعل ذلك”.
وأضاف بيسكوف للصحافيين: “إذا كانت الإدارة الجديدة ستسعى إلى السلام، لا إلى مواصلة الحرب، فستكون أفضل بالمقارنة بالإدارة السابقة”.
وعند سؤاله عن تحذير نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس من أن بوتين سيأكل ترمب على الغداء، قال بيسكوف بسخرية إن “بوتين لا يأكل الناس”.
وسبق أن وعد ترمب خلال حملته الانتخابية على إحلال السلام في أوكرانيا خلال 24 ساعة، لكنه لم يذكر سوى تفاصيل قليلة عن كيفية تحقيق ذلك.
ومنذ بداية الحرب على أوكرانيا في فبراير عام 2022، لم يعط بوتين أي إشارة إلى أن استعداد روسيا لتقديم تنازلات من أجل إنهاء الحرب، لكنه يكرر دائماً استعداده لإجراء محادثات، ويشدد على ضرورة أن تأخذ أي مفاوضات مقبلة في الاعتبار الحقائق على الأرض، بحسب وكالة “بلومبرغ”.
وفي 14 يونيو الماضي، حدد بوتين شروطه لإنهاء الحرب وهي تخلي أوكرانيا عن طموحات الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي وسحب قواتها من المناطق الأربعة التي تطالب بها روسيا.
وتسيطر موسكو على شبه جزيرة القرم، التي ضمتها من أوكرانيا في عام 2014، ونحو 80 % من دونباس، وهي منطقة منتجة للفحم والصلب وتضم دونيتسك ولوغانسك، وأكثر من 70% من منطقتي زابوريجيا وخيرسون.
وأفادت وكالة “رويترز” في مايو الماضي، بأن بوتين مستعد لوقف الحرب من خلال التفاوض على وقف إطلاق النار، والاعتراف بخطوط ساحة المعركة الحالية، لكنه مستعد لمواصلة القتال إذا لم تستجب أوكرانيا والغرب.