تعتزم بولندا شراء حصة في شركة أقمار صناعية برز اسمها من خلال تتبع تحركات القوات الروسية باتجاه أوكرانيا، في ظل ازدياد الطلب على الصور العسكرية الناجم عن التوترات الجيوسياسية، وفق “فاينانشيال تايمز”.
وقال الرئيس التنفيذي لشركة Iceye، رافاو مودجيفسكي، إن وارسو باتت في المراحل النهائية من المفاوضات للاستحواذ على حصة في الشركة، دون أن يكشف عن حجم الاستثمار. وأضاف أن هذا التمويل سيضاف إلى 550 مليون دولار جمعتها الشركة من مستثمرين حتى الآن.
وتأسست Iceye في عام 2014 على يد مودجيفسكي وشريكه الفنلندي بيكا لوريلا، وكانت تزود شركات الشحن في القطب الشمالي بصور رادارية لحركة الكتل الجليدية.
ومنذ الغزو الروسي لأوكرانيا في عام 2022، تحولت الشركة إلى مورد للتطبيقات العسكرية. وقال مودجيفسكي، إن قيمة الشركة السوقية ارتفعت إلى “ما يتجاوز بكثير” حاجز المليار دولار.
فرصة استثمارية
وتُعد Iceye واحدة من بين عدد من الشركات التي تسعى للاستفادة من الزيادة المتوقعة في إنفاق الحكومات الأوروبية على الدفاع، بعدما ضغط الرئيس الأميركي دونالد ترمب على دول القارة لتحمل مسؤولية أكبر عن أمنها.
وقال مودجيفسكي لـ”فاينانشيال تايمز”، إن شركة Iceye الخاصة، التي أسسها مع شريكه لوريلا بدعم من مركز ريادة الأعمال في جامعة آلتو خلال فترة دراستهما، تسعى إلى زيادة طاقتها الإنتاجية أربعة أضعاف على الأقل لتلبية الطلب المتسارع على أقمارها الصناعية.
وقالت الصحيفة، إن بولندا ستضخ استثماراها عبر بنك التنمية الوطني، ويأتي ذلك بعد أن اشترت وزارة الدفاع في مايو الماضي، ما يصل إلى ستة أقمار صناعية من شركة Iceye بقيمة 230 مليون دولار.
وتستخدم هذه الأقمار تقنية الرادار ذي الفتحة الاصطناعية (SAR) لالتقاط الصور ليلاً ومن خلال الغيوم، وهي ميزة تفتقر إليها الأقمار الصناعية البصرية التقليدية والأكبر حجماً.
وأضافت الصحيفة، أن بنك التنمية البولندي رفض التعليق على المفاوضات الجارية.
وزودت Iceye أوكرانيا بصور لتحركات القوات الروسية قبيل الغزو الروسي في فبراير 2022، ووقعت العام الماضي مذكرة تفاهم لتعزيز التعاون مع كييف.
وأطلقت الشركة 54 قمراً صناعياً حتى الآن، تبلغ تكلفة تصنيع الواحد منها نحو 20 مليون دولار، وتدير القوات المسلحة في عدد من الدول نحو نصفها، بما في ذلك هولندا وفنلندا والبرازيل والبرتغال.
شراكات
كما ترتبط Iceye بشراكة لدمج أقمارها الصناعية ضمن مجموعة الأقمار التابعة لشركة BAE Systems، إلى جانب مشروع مشترك مع شركة Space42 لتصنيع الأقمار الصناعية.
وقال مودجيفسكي، إن سوق القطب الشمالي “اختفى” بعد أن فرضت الدول الغربية عقوبات على روسيا، مشيراً إلى أن Iceye اتجهت نحو القطاع الدفاعي لأن الطلب على أقمارها الصناعية سيظل قائماً حتى بعد انتهاء الصراع في أوكرانيا.
وتصنع الشركة حالياً نحو 25 قمراً صناعياً سنوياً، لكنها تسعى إلى رفع هذا العدد إلى ما بين 100 و150، ما يعني أنها ستحتاج إلى “رأس مال إضافي كبير” إلى جانب الاستثمار البولندي، بحسب مودجيفسكي.
وفي جولات التمويل السابقة، حصلت Iceye على دعم من مستثمرين بارزين، من بينهم “بلاك روك”، أكبر مدير أصول في العالم، وشركة رأس المال المخاطر OTB Ventures، وصندوق Seraphim Space Investment Trust.
كما حصلت الشركة على تمويل من جهات عامة، من بينها بنك الاستثمار الأوروبي وشركة Solidium Oy، وهي جهة استثمارية مملوكة للدولة الفنلندية.
وأُطلقت معظم أقمار الشركة من قاعدة “فاندنبرج” التابعة لقوة الفضاء الأميركية في كاليفورنيا، ومن “كيب كانافيرال” في فلوريدا، إلى جانب عمليات إطلاق من دول أخرى مثل الهند ونيوزيلندا. وتمتلك Iceye منشآت إنتاج في كل من فنلندا وإسبانيا واليونان والولايات المتحدة.
وفي مايو الماضي، أسست Iceye مشروعاً مشتركاً مع شركة “راينميتال” لتصنيع الأقمار الصناعية في ألمانيا، وهو تعاون قال مودجيفسكي، إنه سيمنح شركته منفذاً إلى ميزانية الدفاع المتزايدة في البلاد، كما سيربطها بأنظمة الأسلحة التي تطورها “راينميتال”.