بيان صحيفة “وطن” حول تولي دونالد ترامب الرئاسة الأمريكية للمرة الثانية
وطن تصدت صحيفة “وطن” خلال الفترة الرئاسية الأولى للرئيس دونالد ترامب لمعظم سياساته، لا سيما تلك التي حملت طابعاً عنصرياً واستهدفت المسلمين بشكل خاص، من حظر السفر إلى الولايات المتحدة إلى قرارات أخرى عمقت الانقسام المجتمعي وخلقت مناخاً من التمييز.
وظلت الصحيفة ثابتة على موقفها الرافض لكافة السياسات التي انتهجها ترامب في منطقة الشرق الأوسط، وخصوصاً ما عُرف بـ”صفقة القرن“، التي لم تكن سوى محاولة لتصفية القضية الفلسطينية، والتعدي على حقوق شعب #فلسطين التاريخية.
ترامب يمثل تحدياً كبيراً للقيم التي لطالما دافعت عنها “وطن”، وهي قيم حقوق الإنسان، الحرية، المساواة، والعدالة. إن سياساته، سواء على المستوى الداخلي أو الخارجي، تتعارض مع هذه المبادئ، من تعزيز خطاب الكراهية ضد الأقليات، إلى تقويض جهود السلام والعدالة الدولية.
ومع ذلك، ومن منطلق دورنا كمنصة صحفية تسعى إلى تحقيق التوازن وتقديم صوت موضوعي للمجتمعات العربية والإسلامية في الولايات المتحدة، فإننا ملتزمون بالتعامل مع قرارات وسياسات إدارة ترامب بحيادية مهنية. سنستمر في تسليط الضوء على السياسات التي تخدم الصالح العام، ونشجع أي توجهات محافظة تعيد التوازن في بعض القضايا المجتمعية التي تجاوز فيها الليبراليون حدود الفطرة الإنسانية وما أجمعت الأديان السماوية على تحريمه.
ترامب دفع إسرائيل للطريق الخطأ.. “صفقة القرن” وحدت الفصائل الفلسطينية لأول مرة
لكننا لا يمكن أن نتجاهل التهديد الذي يمثله ترامب على حرية الصحافة. لقد قاد لسنوات حملة منظمة ضد الصحفيين، واصفاً إياهم بـ”أعداء الشعب”، واستهدف المؤسسات الإعلامية الشرعية بوصفها “مصادر أخبار كاذبة”. بل وذهب إلى أبعد من ذلك عبر السخرية من تعرض الصحفيين للعنف والتهديدات. ولا يمكننا التغاضي عن خطط مشروع “2025” الذي يتضمن تسهيل السيطرة على رسائل البريد الإلكتروني وسجلات الصحفيين، في محاولة واضحة لتقويض الدور الرقابي للصحافة الحرة.
وعلى بعد أسابيع قليلة من تنصيب ترامب رئيساً للولايات المتحدة مرة أخرى، فإن صحيفة “وطن” تؤكد استمرار رسالتها الثابتة منذ تأسيسها في واشنطن عام 1991. سنواصل الدفاع عن قيم الحرية والعدالة والإنسانية، وسنبقى صوتاً يعكس طموحات الجالية العربية والمسلمة في أمريكا ويعبر عن قضاياها العادلة.
ولكن هذا الالتزام لا يمكن أن يستمر دون دعم القارئ ومساندته. إن أصواتكم هي التي تعطينا القوة لنستمر، ودعمكم هو ما يبقينا على العهد، ندافع عن الحق، ونتصدى للباطل، ونُعلي كلمة الحقيقة في وجه التحديات مهما كانت صعبة.