بيدرسون يدعم تصريحات دمشق: العبرة بالتنفيذ

أكد مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا، غير بيدرسون، أن السلطات السورية المؤقتة تعهدت علنًا وأمامه بأن “سوريا الجديدة ستكون لجميع السوريين، ومبنية على أسس شاملة وموثوقة”، لكن العبرة ستكون في التنفيذ.

ويعتقد بيردسون أن تصريحات السلطات السورية تتماشى إلى حد كبير مع المبادئ الأساسية لقرار مجلس الأمن رقم “2254“.

وقال خلال إحاطته أمام مجلس الأمن الدولي، الأربعاء 12 من شباط، إن التحرك نحو تحقيق الاستقرار وتشكيل جيش وطني مرتبط بشكل وثيق بعملية انتقال سياسي شاملة وذات مصداقية، داعيًا جميع الأطراف الدولية إلى الحفاظ على موقف موحد لدعم هذا الهدف.

وأعرب عن قلقه من إدراج مقاتلين أجانب في المناصب العليا للقوات المسلحة الجديدة، ومن ضمنهم أفراد متورطون في انتهاكات سابقة.  

كما أعرب عن قلقه إزاء استمرار التقارير التي تتحدث عن عمليات أمنية أدت إلى سقوط قتلى، وسوء المعاملة في أثناء الاحتجاز، وحوادث اختطاف ونهب، إضافة إلى إخلاء عائلات قسرًا من المساكن العامة.

وأشار إلى موقف السلطات بعدم وجود سياسة للانتقام والخطوات المبلغ عنها المتخذة لمحاسبة المسؤولين، مؤكدًا أن مسؤوليتها تتمثل في ضمان أن “توقف جميع الجهات المسلحة هذا النوع من الأعمال، وتعزيز تأكيداتها بإجراءات ملموسة، وكذلك العمل على إطار شامل للعدالة الانتقالية”.

“الأمن العام” يتدخل لاحتواء التوتر إثر مقتل شاب بالسويداء

وحذر من أن استمرار النزاع قد يؤثر بشكل خطير على الحرب ضد تنظيم “الدولة الإسلامية” وعلى الأمن والسلام الدوليين، مشيدًا في الوقت ذاته إلى فتح قناة مباشرة للحوار بين سلطات تسيير الأعمال السورية و”قوات سوريا الديمقراطية”.  

وقال المبعوث الخاص إنه في أثناء وجوده في سوريا “تأثر بشدة” بالقناعة المشتركة بين السوريين بأن نجاح الانتقال السياسي في البلاد أمر ضروري، وأنه “لا يمكن أن يتحمل الفشل”.

“قسد” أمام جبهتين.. دمشق تفاوض وأنقرة تريد الحرب

وشدد على أن النساء السوريات يرغبن في مشاركة حقيقية في عملية صنع القرار وشغل المناصب العليا، وليس مجرد الحماية، مطالبًا بتمثيلهن الفاعل في المؤسسات الانتقالية، بما في ذلك القضايا المتعلقة بحقوق المرأة.

دعوات لرفع العقوبات

وفيما يتعلق بالوضع الاقتصادي، قال إن “العديد من السوريين سيقيس النجاح من خلال ساعات الكهرباء، وأسعار المواد الغذائية ومستويات التوظيف. وينبغي للدول التي تفرض العقوبات أن تتخذ خطوات ذات مغزى نحو تخفيف العقوبات منذ البداية، بما في ذلك في القطاعات الحيوية للطاقة والاستثمارات والمالية”.

كما رحب المبعوث الأممي بالقرارات والإشارات الإيجابية الصادرة مؤخرًا عن الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، مؤكدًا أن استمرار هذه التحركات الإيجابية يتطلب تحقيق انتقال سياسي موثوق.  

من جانبه، دعا المندوب السوري في مجلس الأمن، قصي الضحاك، إلى الرفع الكامل للعقوبات الأمريكية والأوروبية، مشيرًا إلى أن مؤتمر باريس- العقبة، المقرر عقده اليوم الخميس، يجب أن يبعث “رسالة لا لبس فيها” تدعو إلى رفع العقوبات ودعم السوريين في هذه المرحلة الحاسمة من تاريخ بلادهم.  

الشيباني يشارك في مؤتمر باريس لدعم سوريا

كما أكد أن المرحلة المقبلة ستركز على استكمال وحدة الأراضي السورية، وحصر السلاح بيد الدولة، وضمان ألا تكون سوريا الجديدة ملاذًا للإرهاب أو مصدر تهديد لأي دولة، بالإضافة إلى العمل على تشكيل حكومة انتقالية تمثل تنوع المجتمع السوري.  

الوضع الإنساني في سوريا لا يزال حرجًا

من جهتها، أكدت مساعدة الأمين العام للشؤون الإنسانية، جويس مسويا، أن أكثر من 70% من السوريين يعانون من الأزمة الإنسانية المتفاقمة، وسط استمرار الأعمال القتالية في عدة مناطق، بما فيها منبج وريف حلب الشرقي والرقة والحسكة.

وحذرت من أن نقص التمويل يشكل قيدًا كبيرًا على قدرة المجتمع الإنساني على توسيع عملياته، محذرة من أن “عشرات المرافق الصحية معرضة لخطر الإغلاق، حيث تم تعليق خدمات المياه والصرف الصحي في مخيمات النازحين في الشمال الغربي، مما أثر في أكثر من 635 ألف شخص”.

وشددت مسويا على أن المساعدات الإنسانية عبر الحدود من تركيا “لا تزال ضرورية”.

كما دعت جميع الأطراف إلى ضرورة حماية المدنيين والبنية التحتية المدنية خلال العمليات العسكرية.  

وتابعت، “الآن هو الوقت المناسب للاستثمار في مستقبل سوريا. إلى جانب الدعم الأكثر أهمية لإنقاذ الأرواح، يجب علينا دعم واستعادة خدمات الصحة والمياه والخدمات الأخرى التي يمكن أن تمكن الناس من إعادة بناء حياتهم وسبل عيشهم”.

ودعت الأمم المتحدة إلى توفير 1.2 مليار دولار للمساعدات الإنسانية حتى أذار  المقبل، مشددة على أن “الوقت حان للاستثمار في مستقبل سوريا”.

مرتبط

إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى