بيدرسون يدعو لخمس خطوات عاجلة في سوريا
دعا المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا، غير بيدرسون، إلى تنفيذ خمس خطوات عاجلة في سوريا، مشددًا على أهمية استئناف العملية السياسية.
جاء ذلك خلال جلسة عقدها مجلس الأمن الدولي، الأربعاء 23 من تشرين الأول، لبحث الوضع في سوريا، وقال بيدرسون إن تبعات الصراع في الأرض الفلسطينية المحتلة، بما فيها غزة، وفي لبنان، تنعكس على سوريا، محذرًا من عواقب امتداد الصراع الإقليمي إلى سوريا.
وقال المبعوث الخاص إلى سوريا، “إننا نشهد الآن توافر المؤشرات كافة لحدوث عاصفة عسكرية وإنسانية واقتصادية تضرب سوريا المدمرة بالفعل، مع عواقب خطيرة ولا يمكن توقع مداها على المدنيين وعلى السلم والأمن الدوليين”، موجهًا في هذا الصدد خمس مناشدات عاجلة.
أولًا: طالب بحماية سوريا من آثار الصراع الإقليمي، وجدد في هذا الصدد الدعوة إلى احترام سيادة سوريا ووحدتها واستقلالها وسلامة أراضيها.
ثانيًا: حذر المبعوث من خطر من أن يؤدي التصعيد الإقليمي إلى انهيار اتفاقيات وقف إطلاق النار، التي أدت، وإن كان بشكل غير مثالي، إلى تجميد خطوط التماس داخل سوريا لما يقرُب من أربع سنوات، مؤكدًا الحاجة إلى مزيد من العمل لخفض التصعيد وصولًا لوقفٍ شامل لإطلاق النار بما يتماشى مع القرار 2254.
ثالثًا، طالب بتهدئة التوترات الإقليمية بشكلٍ فوري، وهنا كرر دعوة الأمين العام إلى وقفٍ فوري لإطلاق النار في غزة ولبنان.
رابعًا، طالب جميع الجهات الفاعلة، السورية والدولية، بما فيها إسرائيل، الامتثال لأحكام القانون الدولي الإنساني، بما في ذلك مبادئ التمييز والتناسب والحذر.
خامسًا، ذكّر المبعوث الخاص بأهمية وجود قوة الأمم المتحدة لمراقبة فض الاشتباك، مشددًا على ضرورة التزام الطرفين (النظام السوري وإسرائيل) بشروط اتفاق فض الاشتباك.
وقال بيدرسون إن الشهر الماضي شهد أسرع وتيرة من الضربات الجوية الإسرائيلية وأوسعها نطاقًا خلال السنوات الثلاث عشرة الماضية، حيث تم قصف عشرات المواقع في جميع أنحاء سوريا، بما فيها المناطق السكنية، حتى في قلب العاصمة دمشق.
وأعرب المبعوث الخاص إلى سوريا، عن خشيته من “أننا سنستمر في رؤية سوريا تعاني من أزمة تلو الأخرى دون نهاية، ما لم تُستأنف العملية السياسية بقيادة السوريين وبتيسير من الأمم المتحدة، والتي توقفت منذ فترة طويلة”.
اقرأ المزيد: الأمم المتحدة تدعو لدعم النازحين من لبنان إلى سوريا
بدورها تحدثت مديرة العمليات والمناصرة في مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، إيديم وسورنو، عن ثلاث قضايا رئيسية، وهي: التأثير الإنساني المتزايد للأعمال العدائية في المنطقة على سوريا، والأزمة الهائلة والمستمرة في سوريا، والحاجة المُلحة لضمان دعم كافٍ لكل من الاستجابة الطارئة والإنعاش المبكر.
وأشارت إلى أن أكثر من 16.7 مليون شخص يحتاجون إلى المساعدة في سوريا، ونزح أكثر من سبعة ملايين شخص داخليًا، ولا تزال النساء والفتيات يتحملن عبئًا غير متناسب، بما في ذلك زيادة مخاطر العنف القائم على النوع الاجتماعي.
وأوضحت أن التدفق الجديد للنازحين يؤكد أهمية إيجاد حلول مستدامة للأشخاص الذين يعتمدون على المساعدة الإنسانية لسنوات.
ومن أجل تحقيق ذلك، قالت إيديم وسورنو إن الأمم المتحدة وشركاءها وضعوا اللمسات الأخيرة على استراتيجية الإنعاش المبكر للفترة من 2024 إلى 2028 والتي سيتم إطلاقها في الأسابيع المقبلة.
وتهدف الاستراتيجية، وفقًا للمسؤولة الأممية، إلى حشد الدعم لبرامج المساعدة الإنسانية المُستهدفة والمُعتمدة على المناطق ومتوسطة الأجل، كمُكمل للتدخلات قصيرة الأجل في إطار خطة الاستجابة الإنسانية.
كان بيدرسون قال في أيلول الماضي، خلال لقائه مع مساعد وزير الخارجية الإيراني، علي أصغر خاجي، إنه “يتعين علينا كسر الجمود في اللجنة الدستورية، وبناء الثقة خطوة بخطوة، واستكشاف الحلول لتحقيق السلام الشامل بما يتماشى مع قرار مجلس الأمن رقم 2254”.
وفي 25 من حزيران الماضي، طالب مندوبا سوريا وإيران لدى الأمم المتحدة بعقد اجتماعات اللجنة الدستورية السورية في العاصمة العراقية بغداد.
وما زال مصير الجولة التاسعة من اللجنة الدستورية السورية غامضًا، ففي الوقت الذي يؤكد فيه بيدرسون على أن الحل الأفضل عقدها في جنيف، يرفض النظام وحليفته روسيا ذلك، ويطالبان بعقدها في بغداد، في حين طُرحت العاصمة السعودية الرياض كبديل.
الحديث عن أهمية تفعيل العملية السياسية يتزامن، مع تواصل التصعيد العسكري في سوريا، حيث شهدت مناطق الشمال السوري الأسبوع الماضي قصفًا عنيفًا من النظام السوري وروسيا، ما تسبب في مقتل وإصابة العشرات.
كما تشهد سوريا موجة نزوح واسعة من لبنان، مع تواصل الحرب الإسرائيلية، حيث سُجل نزوح أكثر من 400 ألف سوري ولبناني، وسط مخاوف من تفاقم موجات النزوح.
اقرأ المزيد: بيدرسون لإيران: علينا كسر جمود “الدستورية السورية”
مرتبط
المصدر: عنب بلدي