انضم المرشح لمنصب عمدة نيويورك الديمقراطي زهران ممداني إلى السيناتور التقدمي بيرني ساندرز في لقاء شعبي، السبت، في بروكلين، قبل أن ينتقدا الدعم المالي الذي يقدمه رجال أعمال لمنافسي ممداني على منصب عمدة نيويورك، وتدخل الرئيس الأميركي دونالد ترمب في انتخابات الولاية.

وقال ممداني، المرشح الهندي الأميركي، أمام حشد من أنصاره في كلية بروكلين في تصريحات أوردتها شبكة NBC News: “لن يكون المرشح هو دونالد ترمب، ولن يكون المتبرع الملياردير بيل آكمان، ولن تكون شركة Door Dash. سنختار عمدة مدينة نيويورك بأنفسنا”.

ويأتي هذا الحدث، الذي يُعد جزءاً من حملة ساندرز “مكافحة الفساد السياسي”، في وقت يسعى فيه ممداني لترسيخ دعمه بين أعضاء الحزب الديمقراطي في نيويورك، وسط خلافات لا تزال قائمة بعد فوزه المفاجئ في الانتخابات التمهيدية، يونيو الماضي.

ويواصل أندرو كومو، الحاكم السابق لولاية نيويورك، والذي خسر أمام ممداني في الانتخابات التمهيدية، ترشحه المستقل، بينما يسعى إريك آدمز، العمدة الحالي، إلى إعادة انتخابه أيضاً كمرشح مستقل، بعد خلافه مع حزبه السابق.

وأفادت “نيويورك تايمز”، هذا الأسبوع، بأن أصدقاء ترمب حاولوا التدخل في الانتخابات، ودفعوا مرشحين آخرين، هما: كورتيس سيلوا والمرشح الحالي إريك آدمز، إلى الانسحاب من السباق لدعم حملة أندرو كومو.

“أنت شيوعي”

وبينما كان كل من ممداني وساندرز يستعدان لبدء الحدث، صرخ رجل مسن، كان يرتدي قميصاً يحمل علم كوبا، في وجه المرشح قائلاً: “أنت شيوعي! هذه ليست كوبا يا أحمق!”.

وتضمنت رسالة المتظاهر، الذي أُخرج فوراً من الحفل، أفكاراً مماثلة لما طرحه ترمب في الأسابيع الأخيرة، حيث سعى إلى فرض نفسه كلاعب رئيسي في سباق رئاسة بلدية نيويورك.

وبعد ملاحظة نجاح حملة ممداني، وصفه ترمب بأنه “منافس ديمقراطي”، متوقعاً حدوث مواجهات حادة مع هذا المرشح اليساري البالغ من العمر 33 عاماً، حال فوزه.

وقال ترمب، في فعالية بالبيت الأبيض، الجمعة: “سنعتاد على وجود شيوعي في منصبنا. سيتعين عليه التنسيق مع البيت الأبيض والحصول على موافقات لكل شيء، وسنضمن عدم إلحاق الضرر بنيويورك”.

وأضاف: “أعتقد أن لدى كومو فرصة للفوز في حال كانت المنافسة بينه وبين مرشح واحد فقط. أما في حال وجود منافسين آخرين، فستكون المنافسة صعبة”.

وفي اليوم التالي، رد ممداني برسالة موجهة إلى كل من ترمب والمتظاهر، قائلاً: “أصبح من الواضح أن شيئاً ما قد تغير، فلم يعد وصفنا بالاشتراكيين الديمقراطيين كافياً. يعرف ترمب ما نعرفه، وهو أن النضال من أجل حياة كريمة للجميع هو مطلب شعبي واسع في هذا البلد”.

سياسات ترمب

وكانت هذه إحدى اللحظات البارزة في فعالية حملة ممداني في بروكلين، حيث أوضح خلالها كيف يعتزم مواجهة ترمب ومنافسيه الآخرين في سباق رئاسة بلدية نيويورك. وانتقد ممداني سياسات ترمب وتزايد تدخله في الانتخابات، مشبّهاً إياه بشركات مثل Door Dash ورجال المال مثل بيل آكمان، اللذين قدّما تبرعات لدعم منافسه، الحاكم السابق لولاية نيويورك أندرو كومو.

وقال ممداني أمام الحضور: “هذه مدينة سنختار فيها رئيس بلدية من اختيارنا، وليس ترمب أو بيل آكمان أو Door Dash. سنختار رئيسنا”.

وعند سؤاله عن تهديدات ترمب بنشر قوات إنفاذ القانون الفيدرالية والحرس الوطني في المدن الديمقراطية، بما في ذلك نيويورك، قال ممداني: “من الخطأ قبول أي جزء من برنامج إدارة ترمب لإعادة اللاجئين”، وانتقد عمدة نيويورك الحالي آدامز لعدم بذل المزيد من الجهود لمساعدة السكان المستهدفين من قبل سلطات الهجرة.

وأضاف ممداني: “هذا خطأ، ويجب معارضته، ونحن ندرك أن المسؤولية الأكبر تقع على عاتق هذه الإدارة التي تسعى إلى تدمير الأسر في جميع أنحاء البلاد”.

بدوره، قال ساندرز: “هناك أشخاص مثل بيل آكمان وغيرهم، يصرحون علناً في صفحات الصحف الأولى أنهم سيصرفون أي مبلغ ضروري لهزيمة هذا الرجل، كما أن رئيس الولايات المتحدة يعمل على عرقلة فوزه. فما الذي يخشاه هؤلاء الأثرياء؟”.

وأضاف: “ما هذا التفكير المتطرف الذي يدعو إلى تثبيت أسعار الإيجارات لتمكين الطبقة العاملة من العيش في هذه المدينة؟”.

وشارك ممداني مع ساندرز في فعالية “مكافحة الأثرياء” الـ 35 ضمن جولته الانتخابية، والتي شهدت أيضاً دعم السيناتور البالغ من العمر 83 عاماً للترشيحات الديمقراطية إلى جانب النائبة ألكسندرا أوكاسيو-كورتيز.

ودعم كل من ساندرز وكورتيز، ممداني قبل فوزه في الانتخابات التمهيدية الديمقراطية في يونيو.

وخلال الفعالية في بروكلين، انتقد ساندرز قادة الحزب الديمقراطي في نيويورك لعدم دعمهم ممداني، قائلاً إنه “من الصعب فهم موقف قادة الحزب الديمقراطي في ولاية نيويورك من عدم دعم مرشحهم”. في إشارة إلى زعيم الأقلية في مجلس النواب هاكيم جيفريز وزعيم الأقلية في مجلس الشيوخ تشاك شومر. 

وأضاف ساندرز: “قد يتوقع المرء أن يحيي قادة الحزب الديمقراطي هذا الأمر بفرحة بالغة، إذ نجح أحد المرشحين، الذي انطلق بنسبة 2% فقط في استطلاعات الرأي، في إشراك 50 ألف متطوع، وإثارة حماس كبير، وجذب الشباب للمشاركة في العملية السياسية، وحشد الناخبين غير التقليديين للمشاركة في الانتخابات”.

شاركها.