في “بيت بيروت” افتتح مرصد العمارة والمدينة معرضاً بعنوان “بيروت المرفأ”، يرصد فيه العلاقة التاريخية والمعمارية التي ربطت بيروت بمرفئها منذ القرن التاسع عشر.

بدأ ذلك حين نشأت المدينة الحديثة مع تأسيس المرفأ وازدهرت بازدهاره، قبل أن تصاب بانفجار الرابع من أغسطس 2020. الذي أودى بحياة أكثر من 200 شخص، ودمّر جزءاً كبيراً من أحياء المدينة.

يقدّم المعرض أرشيفاً من الصور والمجسّمات والتجهيزات يمتدّ من عام 1830 حتى 2020، أي من زمن البواخر الشراعية إلى زمن الانفجار.

من هذا المنطلق، يشكّل مشروع إعادة تأهيل المرفأ فرصة لإعادة التفكير في العلاقة بين المدينة والبحر، ودور الذاكرة في رسم مستقبل بيروت. 

تولت تنسيق المعرض هالة يونس، ومنى الحلّاق، وهادي مروة، بدعم من المديرية العامة للآثار في وزارة الثقافة، و”المكتبة الشرقية” في جامعة القديس يوسف، بدعم من مبادرة “احكيلي”.

يتناول المعرض العلاقة المتشابكة بين بيروت ومرفئها. فبعدما نشأت بيروت الحديثة مع تأسيس المرفأ، وانتعشت مع ازدهاره، دُمّرت مع تدميره، حتى بات جرحها الأكبر.

وقدم المرصد نبذة عن المعرض جاء فيها: “منذ القرن التاسع عشر، تزامن نموّ المدينة مع نموّ المرفأ وتقاسما مجالاتها الجغرافية الضيّقة. لطالما حاصرت المدينة المرفأ، كما عرقل هو بدوره تنظيمها مراراً. من هذا المنظار، يكتسب مشروع إعادة تأهيل المرفأ أبعادًا تتخطى إشكاليّة تصميم ميناء معاصر، لا بل يُعدّ تأهيل المرفأ فرصة فريدة وتاريخية لإعادة صياغة علاقة الميناء بالمدينة، واستعادة دورهما المتكامل الذي صنع هوية بيروت، المدينة المتوسطية المفتوحة على البحر”.

تقول القيّمة هالة يونس: “بيروت المرفأ” ليس مجرّد معرض، بل هو فعل جماعي من التذكّر والتطلع نحو المستقبل. اليوم، هناك فرصة تاريخية لإعادة صياغة علاقة أكثر انسجاماً وتوازناً بين بيروت ومرفئها”. 

بعد مرور خمس سنوات على الانفجار، لا تزال أجزاء كبيرة من المرفأ مدمرة ومهجورة ومهملة. وما تزال هناك أبنية مدمرة شاهدة على الانفجار في محيط المرفأ.

شاركها.