اخر الاخبار

بيروت تحاكي الربيع في أعمال فنانين عالميين

تجمع صالة “Chaos Art Gallery” في شارع سرسق في بيروت، 14 فناناً لبنانياً وعالمياً يعرضون أعمالهم، التي تنتمي إلى التشكيل والنحت والسيراميك والحجر والحديد والبرونز.

فكرة المعرض مستوحاة من الفترة الراهنة التي تعيشها المدينة، أو “إحياء بيروت” كما يتردّد في العاصمة، ومن أصوات بيروت الجديدة، لذلك جاءت الألوان مفعمة بالفرح والألوان، إذ استمرّت فترة التحضير للمعرض 6 أشهر، من أجل أن يحمل هذا الطابع الربيعي بشكل خاص.

شربل لحود صاحب الجاليري، أكد على ضرورة إبراز “هوية بيروت الثقافية والفنية رغم الظروف القاسية التي مرّت بها”، وأشار إلى أن إطلاق المعرض بعنوان “Spring Break”، “جاء بتوقيت يتغيّر فيه لبنان نحو الإيجابية، وخصوصاً أن العطلة الصيفية أصبحت قريبة”. 

“Me, myself, and the city”

الفنانة اللبنانية المعروفة هدى بعلبكي، تشارك في المعرض بلوحات عدّة تتضمّن وجوهاً نسائية، ومشاهد من الطبيعة والبيوت. في لوحتها “أنا، ونفسي، والمدينة”، تتحدّث عن تجربتها كفتاة مدينية، رغم أنها من قرية جنوبية، لكنها ولدت ونشأت في بيروت، فنشأت علاقة حب معها.

تقول: “أعجينتي الإنسانية كلها، كل شيء اكتسبته في الحياة، اكتسبته في بيروت، لذلك أرسمها دائماً فهي المدينة التي صقلت موهبتي”.

اللوحة تعبّر عن عودة بعلبكي إلى منزلها البيروتي، بعدما اضطرت لتركه بسبب الحرب، وهي أصبحت ترى العاصمة كأنها قطع من الجدران والمباني. ورغم كل هذا الدمار تقول :” بشكل لطيف ألغّم لوحاتي بالزهور الملوّنة، ويمثّل العصفور حالة الترحال التي عشتها، فحملته على ظهري وأصبح جناحي”.

“الأم”

نشأ روجيه عازار أو “Ruji” بحسب اسمه الفني، في عائلة تعمل بحجر الرخام، فكان محاطاً به منذ طفولته. لكنه لم يشعر بالحاجة للتعامل مع الحجر وصقله حتى السنة الماضية.

عازار فنان متعدّد التخصّصات، فهو ممثل (البحر أمامكم (2021) –  Copilot  (2021))، وهو مخرج أيضاً وموسيقي ونحّات. نحت مجموعته الأولى “الطفل الخالد” من تجربة شخصية مستلهمة من العالم الطبيعي والأحلام والخيال.

 بدأ من خلال رغبته في التعبير عن شيء مكنون داخله، باستخدام أدواته التي لا يمكن لآلة أو “ألغوريزم” تقليده كما يقول. “الأم” هي أوّل منحوتة في مجموعته، اكتشف من خلالها اللغة والمنطق الذي يريد استعماله في النحت، وأطلق عليها اسم “الأم” لأنها أول قطعة عبّرت عما في داخله، وكانت “ولّادة” القطع الباقية.

“الأمومة”

الفنانة اللبنانية الأرمنية جانيت هاقوبيان، شاركت بمنحوتات حديدية في المعرض حملت عنوان ” The People of my Studio”، إذ اختارت شخصيات من لوحاتها وشكّلت موضوعات منحوتاتها.

وكما روجيه عازار، كان لهاقوبيان منحوتة عن الأمومة حدّثت “الشرق” عنها قائلة: “تتجسّد في المنحوتة الحديدة السوداء، علاقة الأم وابنها، والحماية التي تحيطه بها، فالأمومة لا تُختَصر بعلاقة الأم وأولادها فقط، بل تعني لها الوطن أيضاً”.

يتضمّن المعرض لوحات للفنان اللبناني المعروف ياسر خطّار، المشهور بسلسلته الثلاثية، التي تجسّد التراث والمجتمع اللبنانيّين. تُعرض لوحاته الثلاث: “ناس”، “عجقة”، و”بيوت بيروت” في المعرض، وكلّ واحدة منها تكمّل الأخرى.

 لوحة “ناس” نقّط فيها خطّار الأشخاص بكثافة، أما “عجقة” فهي كأنها أخذت قطعة من لوحة “ناس” وقام الفنان بتقريب الصورة لتصبح أوضح، فرسم الأشخاص الراقصين وحركتهم والـ”دبّيكة” والناس التي تستمتع بوقتها. 

أما اللوحة الثالثة “بيوت بيروت”، فجمع فيها الفنان الناس وزحمتهم، إلى جانب الهندسة المعمارية اللبنانية بقناطرها وأعمدتها وحتى شاليهاتها، وبرك مياهها، بشكل يعكس روح المجتمع اللبناني المفعم بالحياة، وقدرته على الاستمتاع بها.

الببغاء

أما عالمياً، فتعرض لوحات الفنان الإيطالي فيديريكو بينتو شميد المعروف بـ”DiPinto”، وتعكس لوحته “الببغاء” فنه التجريدي بخطوطه العريضة، وألوانه القوية وأشكاله الكبيرة.

كذلك يشارك إيريك ألفارو، فنان أميركي كوبي، يشتهر فنّه بأسلوبه الكلاسيكي، ويُعرف بـ”مونيه العصري”، وهو اكتسب هذا اللقب لتشابه فنّه مع الرسّام الفرنسي. بركة الراقصين أو “Pond with Dancers” هي اللوحة المعروضة لألفارو، التي يستخدم فيها خطوطاً متموّجة ومتداخلة بشكل متناغم وحيوي.

لبنانياً أيضاً، يشارك في المعرض إدوارد سهيد، هيفاء خضر، مي عمون، باتيل باليان، ويولاند نوفل، والفنان البريطاني المقيم في لبنان توم يونغ، والفنان النايجيري أوبينا ماكاتا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *