اخر الاخبار

بين الحفاظ على الحرّيات والتصرفات “الفردية”.. تفاصيل ما جرى في مطعم “ليالي الشرق” بدمشق ورد الداخلية

في الوقت الذي تواصل فيه الحكومة السورية تقديم التعهدات بحماية الحريات العامة، وسط أجواء مشتعلة من الانقسامات الداخلية ومخاوف دولية من جرّ البلاد إلى صراعات طائفية، تظهر بين الفينة والأخرى مشاهد تثير المزيد من القلق بين مكونات المجتمع السوري، الذي لم يعد يقبل المراهنة على حريته، وكان آخر هذه الأحداث قضية الاعتداء من قبل مسلحين على أحد مطاعم العاصمة دمشق ومن كان بداخله، حيث كشفت مصادر لـ”ستيب نيوز” تفاصيل القضية، بينما أعلنت وزارة الداخلية عن تحركها في هذا الملف.

 

تفاصيل الاعتداء على مطعم في دمشق

قال مصدر محلي لوكالة “ستيب نيوز” إن القصة تعود إلى قبل يومين، حيث أقدم عدد من المسلحين، بعضهم ملثم، على اقتحام مطعم “ليالي الشرق”، وهو مطعم وملهى ليلي قديم ومعروف في المنطقة التي تضم العديد من المطاعم المشابهة، والتي تُقام فيها حفلات غنائية ووصلات رقص، وتُقدَّم خلالها مشروبات روحية وغيرها.

وأوضح المصدر أن الاقتحام حصل عند الساعة الثالثة فجرًا، دون تقديم أي ورقة رسمية توضح سبب هذا الاقتحام، حيث بادر المسلحون إلى طرد كل من كان في المكان وسط الشتائم، وتعرض الحاضرين للضرب، ثم جرى تخريب وتكسير بعض معدات المطعم، قبل أن يُغلقوه.

وأشار المصدر نفسه إلى أنه بعد خروج المسلحين، الذين لم تُعرف تبعيتهم، حضرت دوريات من الأمن العام السوري وعاينت الأضرار، وتم تنظيم ضبط بعد أخذ شهادات الموجودين في المكان.

وخلال ساعات، بثّ ناشطون سوريون على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو يظهر عملية الاقتحام، حيث ظهر فيه عشرات المسلحين ينزلون من سيارات ويقتحمون المكان، ثم خرج من كان داخل المطعم مسرعين تحت وطأة الضرب من قِبل المسلحين المتمركزين عند الباب، وهو ما أثار جدلاً واسعًا على مواقع التواصل.

شهادة من قلب الحدث

في منشور على فيسبوك من حساب يُدعى “ماجد محمد”، أكد أنه أحد جيران المطعم، وقال:

“بغض النظر عن الرأي حول الهجوم على المطعم، فإن هذا المكان ملهى ليلي ويجتمع فيه أقذر الناس، من مجرمين ومروّجي مخدرات وعصابات، وكانوا يخرجون في حالة سُكر، وكثيرًا ما اعتدوا على السيارات المتوقفة خارج المطعم من دون أي رقيب أو حسيب، وحدثت عشرات المشاكل والمشاجرات عند بابه”.

كما أكّد مصدر أهلي آخر أن المكان كان يجتمع فيه مسؤولون و”شبيحة” في عهد النظام البائد، وكان وكرًا لتجارة المخدرات و”الرذيلة”، ورغم انخفاض مستوى المجرمين الذين يرتادونه بعد سقوط النظام، إلا أنه لا يزال ملتقى لأشخاص من خلفيات “مشبوهة”، مع الإشارة إلى أنه لا يمكن تعميم هذا الوصف على الجميع.

 

وزارة الداخلية تتحرك

وتزامنًا مع الجدل المثار بين ضرورة الحفاظ على الحريات العامة وعدم التعرض للأشخاص داخل مطعم، حتى لو كانوا يتناولون مشروبات روحية، باعتبار أنه لا يوجد قانون يجرّم ذلك، وأن في سوريا طوائف وأديان تبيح ذلك، فضلًا عن عدم وجود أي شكاوى مقدمة ضد المطعم ومرتاديه، أصدرت وزارة الداخلية السورية بيانًا لحسم الجدل.

وقالت الوزارة في بيانها: “تم تداول مقطع فيديو التقطته إحدى كاميرات المراقبة على مواقع التواصل الاجتماعي، يظهر اعتداء عدد من العناصر العسكريين على مجموعة من الأفراد في أحد أحياء مدينة دمشق”.

وأضافت: “باشرت القوى الأمنية على الفور باتخاذ جميع الإجراءات العاجلة لملاحقة الفاعلين وضبطهم، وبعد التحقيقات الأولية ومراجعة التسجيلات، تم التعرف على العناصر المتورطة بالاعتداء واعتقالهم وتحويلهم إلى القضاء لينالوا جزاءهم العادل”.

وأكدت الوزارة أن سيادة القانون هي الأساس في التعامل مع مختلف القضايا داخل الأراضي السورية، وشدّدت على أن أي تجاوز أو اعتداء يمسّ المواطنين أو المرافق العامة سيقابل بإجراءات قانونية صارمة.

بين الحفاظ على الحرّيات والتصرفات "الفردية".. تفاصيل ما جرى في مطعم "ليالي الشرق" بدمشق ورد الداخلية
بين الحفاظ على الحرّيات والتصرفات “الفردية”.. تفاصيل ما جرى في مطعم “ليالي الشرق” بدمشق ورد الداخلية

المصدر: وكالة ستيب الاخبارية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *