اخر الاخبار

بين ترامب والسيسي وطن. يغرد خارج السرب

وطن ترامب ليس قوي الشخصية فحسب، بل يتمتع بذكاء مشوب بالكثير من الخبث. قد تظن أحيانًا أنه يقول ما بقلبه بعيدًا عن البروتوكولات، لكنه في الحقيقة أمهر الأشخاص في الابتزاز. يلقي تصريحات لقياس ردود الفعل وما يمكنه أن يحصل عليه في حده الأقصى.

حين وصف ترامب السيسي بـ”الجنرال” بدلًا من “الرئيس”، كانت رسالة واضحة تشير إلى أن السيسي جنرال جاء بانقلاب. وكان السياق حديثه عن خطته لتهجير الفلسطينيين إلى مصر.

الولايات المتحدة، التي تعطي الشرعية للرؤساء العرب، هي أيضًا القادرة على سحبها. وهذا ما يجعل السيسي يظهر مؤخراً في حالة تأزم وخوف دائم، إذ يدرك أن نهايته السوداء قد تكون أقرب مما يظن المصريون أنفسهم.

يظهر السيسي كمتهم يدافع عن نفسه، لأن ترامب يستطيع ببساطة أن يفتح ميادين مصر للإطاحة به أو يغلقها ويستطيع أن يجعل ضباطاً في الجيش يطيحون به.

لا يشك سوى طبالي السيسي وأتباعه في أن مصر دولة غير مستقلة. فالجيش المصري على اتصال دائم بدائرة واسعة من كبار الضباط الأمريكيين في البنتاغون. ولا يُرفّع أي ضابط كبير في الجيش المصري إلا بموافقة أمريكية مسبقة.

ترامب وصف السيسي من قبل بأنه “ديكتاتوره المفضل”. هذا التصريح ليس عشوائيًا؛ ترامب ليس غبيًا ولا يتفوه بأي كلام بلا حساب. بل هو حاد الذكاء وماكر كالثعلب. يستخدم هذه الصفات لمواجهة الطرف الآخر ومحاصرته للحصول على ما يريده. وهي صفات اكتسبها من سنوات من التفاوض على صفقات عقارية بملايين ومليارات الدولارات.

وماذا بعد؟

الأمر الذي يستحق الانتباه هو أن خطة تهجير غزة التي يدعمها اليمين الإسرائيلي المتطرف والتي تبناها ترامب قد تنفذ باستغلال ضباط كبار في الجيش المصري. هؤلاء قد يحاولون استغلال حالة السخط الشعبي على السيسي للثورة عليه، وأثناء الثورة تنفذ خطة التهجير عنوة، عبر فتح الحدود بين غزة ومصر واستئناف حرب الإبادة بشراسة أكبر وذلك باستخدام القنابل التي أرسلها ترامب إلى إسرائيل.

وقد تلجأ إسرائيل لإحتلال أراض في سيناء كما فعلت مع سوريا.

قد يبدو هذا السيناريو سوداويًا، لكن الجيش المصري ال بشكل كبير بالبنتاغون كان الأخير أول من دعم السيسي في انقلابه. وفي المقابل، لا يمكن الوثوق بالسيسي نفسه، الذي فرط مرارًا في الأمن القومي لمصر.

السيسي اليوم بين المطرقة والسندان، وأيامه معدودة سواء وافق على خطة ترامب للتهجير أو رفضها.

هل هناك أمل ولو بسيط أن تعود مصر لشعبها؟

ليس الأمل مجرد احتمال بعيد، بل حقيقة ممكنة إذا قرر المصريون استعادة بلادهم. مصر ليست ملكًا لرئيس غير أمين على مصيرها، ولا لجيش بقيادة فاسدة.

حين يقرر المصريون استعادة بلدهم، سيجدون كثيرًا من الضباط الشرفاء والأحرار في الجيش المصري الذين يساندونهم ويدافعون عن مصر.

هؤلاء الشرفاء ينتظرون تفويضاً من الشعب ويستطيعون تمزيق اتفاقية كامب ديفيد التي كبلت سيادة بلادهم.

سيحرسون حدود مصر بكل جاهزيتهم، ويتصدون لأي محاولة تهجير، وفي الوقت ذاته يعملون على تعزيز صمود الشعب الفلسطيني في أرضه بدلًا من حصاره ومنع الغذاء والدواء عنه.

خطّة ترامب الجديدة: تهجير الغزّيين ومشروع الوطن البديل

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *