بين دموع الواقع وشكوك التزييف.. قصة ميرا تستنفر مشاعر السوريين (فيديو وصور)

في خضم الأحداث المتسارعة التي تعصف بسوريا، تظهر بين الحين والآخر قصص إنسانية تلامس القلوب وتستثير التعاطف، وكان آخر هذه القصص التي استحوذت على اهتمام السوريين مؤخرا هي قصة الفتاة ميرا.
ـ قصة ميرا تستنفر مشاعر السوريين
ولكن سرعان ما تحولت موجة التعاطف إلى جدل واسع النطاق بين مؤيد ومشكك، ليصبح السؤال الأبرز: هل قصة ميرا حقيقة مؤلمة أم مجرد تزييف يستغل وجع السوريين؟.
وفي التفاصيل، بدأت القصة تنتشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي، منذ عدة أيام، مصحوبة بصور وروايات مختلفة لفتاة تدعى ميرا جلال ثابت، قيل في البداية إنها اختطفت من مدينتها حمص، لتظهر لاحقاً مع شاب يدعى أحمد، قيل أيضاً إنه تزوجها.
ولعل ما لفت انتباه بعض السوريين وأثار شكوكهم هو التغير المفاجئ في هيئتها ولباسها، فقد ظهرت بلباس شرعي، لم تكن ترتديه في السابق.
ومن هنا بدأت القصة وفُتح باب الجدل وتعددت الروايات حول سر اختفائها وعودة ظهورها بشكل مفاجئ ومختلف، إذ قال البعض إنه تم اختطافها من جامعتها وإجبارها على الزواج، بينما قال البعض الآخر إنها خرجت بمحض إرادتها وذهبت مع شاب كانت تحبه، يدرس في نفس تخصصها ولكن من طائفة مختلفة وهذا كان السبب في رفض عائلتها له.
ومما زاد الطين بلة، هو عدم وجود مصدر موثوق للمعلومات، وغياب أي تأكيد رسمي أو من مصادر موثوقة للقصة، إذ ذهب البعض للتشكيل بدوافع نشر القصة ككل، وهذا أثار الشبهات أكثر حولها.
كما دفع قناة الإخبارية السورية، لفصل مراسلها في مدينة حمص، وإحالته للتحقيق الذي قام بتصوير تقرير عن القصة ومقابلة ميرا وأحمد، الذي تبين لاحقاً أنه ظهر رفقة مراسل في إحدى الاحتفالات الثورية، وهذا أيضاً فتح باب جديد للشكوك والتعاطف أكثر من ميرا.
وهنا رأى بعض النشطاء السوريين أن هذا الجدل حول حقيقة قصة ميرا يعكس حالة من الحذر والريبة المتزايدة لدى السوريين تجاه المعلومات المتداولة عبر الإنترنت، خاصة تلك التي تحمل طابعا إنسانيا مؤثرا، إذ ذكر البعض في تعليقاتهم: أنه في ظل سنوات الصراع، تعرض الكثيرون لمحاولات استغلال عواطفهم من خلال قصص مفبركة أو مبالغ فيها، حسب قولهم.
في المقابل، يرى البعض أن التشكيك المبالغ فيه قد يحجب قصصا حقيقية لمعاناة تستحق الدعم والمساندة، ويؤكدون على أهمية التحقق من المعلومات قبل نشرها أو التفاعل معها بشكل عاطفي، ولكن دون الوصول إلى حد إنكار كل رواية إنسانية تظهر.

ورأى الكثير من السوريين أن قضية “ميرا” تجسد معضلة حقيقية، وتخلق أسئلة مهمة حول كيفية التمييز بين الحقيقة والتزييف في عالم مليء بالمعلومات المتضاربة؟ وكيف يمكن الحفاظ على حس التعاطف الإنساني دون الوقوع ضحية للاستغلال، مؤكدين في الوقت ذاته على أهمية دور مؤسسات الدولة الرسمية في مثل هذه القضايا.

المصدر: وكالة ستيب الاخبارية