اخر الاخبار

بين ضفتي الفرات.. دير الزور تنتظر عودة الجسور

دير الزور- عبادة الشيخ

تستمر معاناة الأهالي بسبب الدمار في البنية التحتية بمحافظة دير الزور، وخاصة الجسور التي تربط ضفتي نهر الفرات، وذلك نتيجة للحرب التي شهدتها المنطقة على مر السنوات الماضية.

وأدى تدمير هذه الجسور إلى مشكلات انعكست على الواقع اليومي للأهالي، إذ تعطلت حركة التنقل بين ضفتي النهر، وتضاعفت تكاليف النقل.

وطالب أهالي محافظة دير الزور الحكومة السورية الجديدة بالبدء الفوري بإعادة إعمار الجسور المدمرة، لإعادة حركة العبور بين الضفتين، إذ يعزل النهر مدينة دير الزور عن ريفيها الشرقي، وجزء من الشمالي.

ويعتبر العبور باتجاه مدينة دير الزور، أو باتجاه محافظات سورية أخرى، حاجة ملحة بالنسبة لأبناء المنطقة، خصوصًا أولئك الذين يحتاجون إلى مراجعة المستشفيات، أو المؤسسات الحكومية الواقعة على الجانب الآخر من النهر.

معاناة عمرها سنوات

لا تشكل الجسور بالنسبة لأبناء محافظة دير الزور مجرد بنى تحتية، أو قضايا معمارية، وفق ما يراه المهندس المدني مالك الطراش، إذ قال ل، إن إعادة تأهيل جسور دير الزور “أمر بالغ الأهمية”، على اعتبار أن الجسور هي شرايين حيوية تربط المدينة بأطرافها وتسهل حركة السكان والبضائع.

وأضاف أن تدهور الجسور يعرض حياة الناس للخطر ويعوق التنمية الاقتصادية، لافتًا إلى ضرورة إجراء تقييم شامل لحالة الجسور، وترميمها وفقًا للمعايير الهندسية الحديثة، مع الأخذ بعين الاعتبار الظروف المناخية والجيولوجية للمنطقة.

رجب الكدرو، وهو معلم مدرسة يقيم في مدينة دير الزور، قال ل، إن إعادة تأهيل جسور دير الزور ستسهم في تحسين فرص التعليم للأطفال، لافتًا إلى أن العديد من الطلاب يضطرون لقطع مسافات طويلة للوصول إلى مدارسهم.

وأضاف أن تدهور الجسور يجعل رحلة الطلاب إلى مدارسهم أكثر صعوبة وخطورة.

واعتبر المدرّس أن إعادة تأهيل الجسور ستسهل وصول الطلاب إلى مدارسهم، وتوفر لهم بيئة تعليمية آمنة ومستقرة، كما أنها ستسهل حركة المعلمين والموارد التعليمية بين المناطق.

أمل بإعادة الإعمار

تواجه محافظة دير الزور تحديات في إعادة إعمار الجسور، أبرزها حجم الدمار الذي طال المحافظة إثر المعارك العسكرية.

مدير المكتب الإعلامي لمحافظة دير الزور، قاسم الجعدان، قال ل، إن وضع الجسور في المحافظة خضع لتقييم بدءًا من معدان عتيق غربي المحافظة، وصولًا إلى قرية الهري شرقي دير الزور، ووضعت الدراسات المناسبة لإعادة تأهيلها ومراسلة رئاسة مجلس الوزراء من أجل الموافقات وتأمين التمويل لهذه الأعمال.

وأضاف أن الحكومة أهّلت معابر مؤقتة تؤمّن تنقل المواطنين بشكل إسعافي بين ضفتي النهر ريثما تُطلق الخطط المعدّة للجسور الأساسية، إضافة إلى تأمين “عبّارات” تسهل نقل الآليات والمواطنين وتخضع لإشراف مديرية الخدمات الفنية بدير الزور.

وأضاف الجدعان ل أن المحافظة تحاول تأمين معدات هندسية عالية التقنية كالروافع ذات الاستطاعات العالية والآليات الهندسية الحديثة، كما تعمل على التواصل مع المنظمات والجهات الدولية القادرة على تمويل هذه المشاريع عن طريق مكاتب التنسيق الإنساني في المحافظة.

ما أهمية الجسور

توفر الجسور طريقة أسرع وأسهل وأوفر للسفر، فبعد أن دُمرت جسور المدينة تعيّن على المواطنين التنقل عبر سفن صغيرة من ضفة إلى الثانية، مما اضطرهم لدفع أجور النقل لأصحاب السفن.

وجود الجسور يؤدي إلى إنشاء ممرات اقتصادية تسهل تبادل المنتجات الزراعية والحيوانية، إضافة إلى تأسيس العلاقات الاجتماعية بين أهالي الضفتين.

ويضطر الطلاب في الريف الشمالي للمحافظة (الحسينية ومراط وحطلة) لعبور النهر للذهاب إلى مدارسهم في المدينة، ما يجعل من الجسور عامة وجسر “السياسية” بشكل خاص ممرًا أسهل لهم، بدلًا من العبارات النهرية

تدمير الجسور قطّع أوصال المحافظة

وثّقت “الشبكة السورية لحقوق الإنسان”، في تقرير حمل عنوان “دير الزور.. محافظة مقطعة الأطراف”، 29 حادثة اعتداء على جسور المحافظة منذ عام 2011 وحتى آذار 2017.

وتوزعت الاعتداءات إلى تسعة على يد قوات النظام السوري السابق، و15 كان “التحالف الدولي” مسؤولًا عنها، بينما دمّرت “التنظيمات المتشددة” جسرين، ودُمّر جسر واحد على يد القوات الروسية، بينما نسب التقرير حادثتين إلى جهات مجهولة.

وفي 3 من تشرين الثاني 2017، أعاد النظام فرض سيطرته على مدينة دير الزور، وقال محافظ دير الزور حينها، محمد إبراهيم سمره، إن المدينة تحتاج إلى ستة مليارات ليرة سورية كـ”حالة إسعافية” لإعادة إعمار وبناء ما خربته “التنظيمات الإرهابية” في البنى التحتية للمدينة.

المصدر: عنب بلدي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *