تأهيل “يابوس”.. إسرائيل تعطّل المعابر بين لبنان وسوريا
استهدفت إسرائيل خلال الساعات الماضية، عدة معابر برية بين سوريا ولبنان، بعضها شرعية وأخرى غير شرعية، ما عطّل حركة العبور على جانبي الحدود.
وقالت وكالة الأنباء السورية “سانا“، إن ستة أشخاص قُتلوا، بينهم عسكريان اثنان ومتطوع في الهلال الأحمر السوري، وأصيب 12 آخرون جراء قصف إسرائيلي بعد منتصف الليل، استهدف معبري العريضة والدبوسية الحدودين مع لبنان.
الوكالة اللبنانية “الوطنية للإعلام” قالت، إن الطيران الحربي الإسرائيلي شن غارات على الحدود السورية في عكار، استهدفت معابر الدبوسية والعريضة ووادي خالد.
وذكر “المرصد السوري لحقوق الإنسان” (مقره في لندن) أن الغارات طالت إلى جانب معابر الدبوسية والعريضة وجوسيه، معابر غير شرعية، في منطقة جرود قوسايا، وجرود النبي شيت، القريبة من مدينة سرغايا، والزبداني، في ريف دمشق، ومعابر غير رسمية في وادي خالد، في ريف حمص، وثلاثة جسور على نهر الكبير الفاصل بين سوريا ولبنان.
وقال مدير فرع المواصلات الطرقية في طرطوس حسين ناصر، إن الأضرار التي تعرض لها معبر العريضة نتيجة الغارات الإسرائيلية “جسيمة وبالغة جدًا”، حيث تسببت في تدميره بالكامل، إضافة لتدمير الجسر القديم الموازي له، وفق ما ذكرته صحيفة “الوطن” المحلية.
معبر العريضة هو جسر حيوي يؤمن حركة النقل بين طرفي نهر الكبير الجنوبي، والربط بين طرطوس والحدود اللبنانية لتبادل حركة المواطنين والشحن.
بدوره تفقد محافظ حمص، نمير مخلوف معبر الدبوسية الحدودي وجسر قمار بريف حمص الغربي بعد القصف الإسرائيلي الذي استهدفهما فجر اليوم، وفق “الوطن”.
واطلع المحافظ على حجم الأضرار الكبيرة التي لحقت بالمعبر والجسر وأدت إلى خروجهما عن الخدمة، بسبب تدمير جسريه (البيتوني والحديدي) والنقطة الطبية والدوائر الحكومية في المعبر.
ووجه مخلوف بالمباشرة بشكل فوري للآليات والورشات بعمليات التنظيف وإزالة آثار القصف، وتقدير الأضرار التي لحقت بالدوائر الحكومية وأقسام معبر الدبوسية بشكل كامل، مشددًا على المؤسسات المعنية باتخاذ كافة الإجراءات الفنية والإدارية لإعادة المعبر لوضعه السابق.
المعابر الشرعية خارج الخدمة
توجد ستة معابر شرعية تربط بين سوريا ولبنان، وهي معبر جديدة يابوس بريف دمشق، والدبوسية وجوسية وتل كلخ ومطربا بريف حمص، والعريضة بريف طرطوس.
وإضافة إلى هذه المعابر الرسمية، يوجد 17 معبرًا غير شرعي تربط بين سوريا ولبنان، وتعد خارج الرقابة الأمنية في كلا البلدين.
وفي سلسلة غارات متكررة استهدفت إسرائيل المعابر الرئيسية الستة بين سوريا ولبنان، ما أدى إلى خروجها عن الخدمة.
في 26 من أيلول الماضي، شن سلاح الجو الإسرائيلي غارة استهدفت معبر “مطربا” على الحدود السورية- اللبنانية، ثم عاد لقصفه مجددًا مرتين خلال تشرين الأول الماضي، ما أدى لخروجه عن الخدمة.
كما أعلنت السلطات اللبنانية خروج معبر جوسية عن الخدمة، بعد تعرضه لغارات إسرائيلية، في 25 من تشرين الأول الماضي.
وفي 24 من الشهر الحالي، قصفت إسرائيل مجددًا الجانب السوري من معبر جوسية، وقال المتحدث بلسان الجيش الإسرائيلي للإعلام العربي، أفيخاي أدرعي، إن البنية التحتية المستهدفة في معبر جوسية يستخدمها “حزب الله” لنقل الوسائل القتالية من سوريا إلى لبنان.
معبر المصنع (جديدة يابوس من الطرف السوري)، تعرض لقصف عنيف في 4 من تشرين الأول الماضي، ما أسفر عن قطع الطريق بالاتجاهين، حيث أحدث القصف حفرة كبيرة وسط الطريق.
أما المعابر الثلاثة المتبقية بين سوريا ولبنان، تعرضت لقصف إسرائيلي عنيف اليوم أخرجها عن الخدمة، وهي معابر الدبوسية والعريضة وتل كلخ.
محاولات لتأمين معبر بديل
عقب خروج المعابر الرئيسية الستة عن الخدمة، بدأت آليات مديرية الخدمات الفنية في محافظة ريف دمشق صباح اليوم، بأعمال إعادة تأهيل الطريق الدولي الواصل بين معبر جديدة يابوس ومعبر المصنع على الحدود السورية اللبنانية، وردم الحفر الناجمة عن القصف الإسرائيلي عليه.، وفق ما ذكرته “سانا“.
وقال محافظ ريف دمشق أحمد خليل، إنه تم جلب الآليات والتركسات اللازمة لإنجاز ذلك، مؤكدًا أن الأعمال ستستمر على مدار 24 ساعة حتى تتم إعادة فتح الطريق بأسرع وقت.
وذكر وزير الأشغال العامة والنقل اللبناني، علي حمية، أن ورش متعهدي وزارة الأشغال العامة والنقل، بدأت العمل على ترميم وفتح طريق معبر المصنع.
وقال مراسل، إن السلطات اللبنانية تقوم بإعادة تأهيل معبر المصنع الحدودي المغلق منذ شهرين بعد قصف إسرائيلي، وذلك ليكون بديلًا عن المعابر التي تعرضت للقصف ريثما تعود للخدمة.
وأضاف المراسل أن الحركة عبر معبر المصنع أصبحت ضئيلة عقب قصف المعبر، ولا يسلكه إلا الأشخاص المجبورين، حيث توجد حفرة كبيرة قرب المعبر تمنع مرور السيارات، وبالتالي يضطر المسافرون قبيل الوصول إلى الحفرة للنزول من السيارة وإكمال الطريق سيرًا على الأقدام، ما يُسبّب لهم مشقة كبيرة، خاصة من لديه حقائب كبيرة وأطفال وكبار بالسن.
وأوضح المراسل أن بعض الأشخاص يسيرون من المعبر اللبناني لمسافة كيلومتر واحد، وبعد قطع الحفرة يستقلون “تاكسي” إلى الجانب السوري، أو عبر سيارات تابعة لـ”الهلال الأحمر السوري” إن وُجدت، وعند الحدود السورية يقومون بختم الجواز ثم يستقلون “تاكسي” أخرى إلى الأراضي السورية.
تهديد إسرائيلي
يأتي هذا التصعيد بعد حديث رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، عن محاولات قطع طرق الإمداد العسكري بين سوريا ولبنان.
وخلال كلمة أعلن فيها التوصل لوقف إطلاق نار في لبنان، قال نتنياهو، “أما في سوريا فنقوم بإجهاض محاولات إيران وحزب الله والجيش السوري لتمرير الأسلحة إلى لبنان، يجب أن يفهم الأسد أنه يلعب بالنار”.
في حين قال أفيخاي أدرعي، إن “حزب الله” يستغل المعابر المدنية لنقل أسلحة مصدرها إيران عبر سوريا، ويستخدم هذه الوسائل القتالية في “الأعمال الإرهابية” ضد القوات الإسرائيلية العاملة في لبنان.
وأضاف المتحدث أن الجيش الإسرائيلي سيواصل العمل لإحباط نقل الوسائل القتالية لـ”حزب الله”
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية
أرسل/أرسلي تصحيحًا
مرتبط
المصدر: عنب بلدي