تخطط  تايوان لتخصيص أكثر من 1 مليار دولار تايواني (32 مليون دولار أميركي) لتقنيات الطائرات بدون طيار، مع تعزيز قدراتها على استخدام المنصات غير المأهولة وتقوية القوة العسكرية غير المتماثلة في ظل تزايد الضغوط من بكين.

ووفقاً لوثيقة الميزانية المقدمة إلى البرلمان التايواني، ستنفق إدارة الأسلحة أكثر من 1.01 مليار دولار تايواني خلال الفترة من 2026 إلى 2028 على “مشروع تطوير متعدد التكامل مستقبلي” للمنصات غير المأهولة، على أن يُنفَّذ 507 ملايين دولار تايواني في السنة الأولى.

ويهدف المشروع إلى تطوير تقنيات أساسية تمكّن الطائرات بدون طيار من العمل دون الاعتماد على نظام تحديد المواقع العالمي (GPS)، ومقاومة التشويش، واستخدام بطاريات عالية الكثافة، وهي قدرات تعتبر حاسمة في حالة نشوب صراع مع بكين، وفق “ساوث تشاينا مورنينج بوست”.

ويشمل البرنامج تقنيات تتراوح بين الليزر الكهروضوئي والمواد المركبة إلى الاتصالات المقاومة للتشويش، وأنظمة الملاحة وتحديد المواقع، والمنصات غير المأهولة، وأنظمة الأقمار الاصطناعية في مدار الأرض المنخفض (LEO).

وتشمل أولويات العام المقبل التصميم التفصيلي واختبار أنظمة الاستطلاع البصري تحت الماء، وإنشاء منصة محاكاة رقمية لتحديد المواقع عبر الأقمار الاصطناعية في مدار الأرض المنخفض.

وقال ويلينجتون كو لي-شيونج، وزير الدفاع التايواني، للنواب في 6 نوفمبر الجاري أثناء إحاطته بشأن خطط الجيش لنشر الطائرات بدون طيار: “لقد كانت الحرب الروسية الأوكرانية بمثابة تحذير من أن المنصات غير المأهولة يمكن أن يكون لها تأثير غير متماثل للغاية على ساحات المعارك الحديثة”.

وأضاف الوزير أن القوات المسلحة التايوانية حولت تركيزها نحو الطائرات بدون طيار منخفضة التكلفة والقابلة للاستهلاك، والتي يمكن إنتاجها بكميات كبيرة، والقادرة على مهام الاستطلاع والضرب الفوري.

وتابع: “في وقت السلم، ستشارك الطائرات بدون طيار في المهام عالية المخاطر مثل المراقبة والدوريات. وفي وقت الحرب، ستعمل مع أنظمة الأسلحة الرئيسية لتنفيذ ضربات دقيقة لحرمان وتأخير وتعطيل أي محاولة من العدو لمهاجمة تايوان”.

وأشار كو لي-شيونج إلى أن وزارة الدفاع ستعمل على تحسين معايير التدريب، وإنشاء وحدات مخصصة، وتحسين قنوات الاستحواذ، ودمج الطائرات بدون طيار في التدريبات المشتركة اعتباراً من النصف الثاني من العام المقبل.

استراتيجية دفاعية

ويشكل مشروع إدارة الأسلحة جزءاً من جهود الحكومة الأوسع لبناء قطاع طائرات بدون طيار متكامل عمودياً يزود الوكالات العسكرية والمدنية على حد سواء، بهدف القضاء على الاعتماد على سلاسل التوريد من الصين أو “السلاسل الحمراء” ودفع تطبيقات متنوعة محلياً.

وفي أغسطس الماضي، طلبت وزارة الدفاع التايوانية تخصيص 1.19 مليار دولار تايواني لشراء طائرات بدون طيار متعددة الأغراض للاستخدام الإداري للجيش والبحرية والقوات الجوية والشرطة العسكرية ومكتب الحرب السياسية.

بعيداً عن الإنفاق الدفاعي، وافقت حكومة تايوان في أكتوبر الماضي، على خطة لمدة 6 سنوات بقيمة 44.2 مليار دولار تايواني لبناء نظام صناعي للمنصات غير المأهولة يشمل الطائرات بدون طيار والقوارب غير المأهولة والمركبات السطحية وتحت السطحية.

وتشمل الخطة شراء 50 ألفاً و898 طائرة بدون طيار للاستخدام المدني والحكومي و48 ألفاً و450 للاستخدام الدفاعي خلال السنوات الثلاث المقبلة.

وخلال حلقة نقاش افتراضية استضافها مركز الأمن الأميركي الجديد في واشنطن، قال محللون إن تايوان تتقدم بسرعة لتوسيع ترسانتها من الطائرات بدون طيار العسكرية والتجارية.

وأشار هونج-لون تيون، وهو زميل غير مقيم في معهد أبحاث الديمقراطية والمجتمع والتقنيات الناشئة في تايبيه، إلى أن بكين تهيمن على توريد “العديد من المكونات المختلفة المستخدمة في الطائرات بدون طيار”، مضيفاً أنه من الضروري لتايوان بناء “سلسلة توريد غير معتمدة” لضمان إنتاج مكونات ومنصات عالية الجودة يمكن دمجها في استراتيجية الدفاع متعددة الطبقات في حال نشوب نزاع عبر المضيق.

شاركها.