تجددت الاشتباكات في محافظة السويداء السورية، الأربعاء، لليوم الرابع على التوالي منذ اندلاعها الأحد الماضي، إذ شهدت الساعات الأخيرة اشتباكات عنيفة وقصف مدفعي ببعض أحياء المدينة، حيث تسعى قوات مشتركة من الجيش والأمن الداخلي إلى استكمال فرض سيطرتها على المدينة، فيما يجري المبعوث الأميركي إلى دمشق، توماس باراك، اتصالات لدعم جهود التهدئة في المحافظة ذات الأغلبية الدرزية.
وقالت إدارة الإعلام والاتصال في وزارة الدفاع السورية، الأربعاء، إن “مجموعات خارجة على القانون” عادت خلال الساعات الماضية إلى مهاجمة قوات الجيش والأمن الداخلي داخل المدينة، ما استدعى الرد على مصادر النيران.
وطالبت وزارة الدفاع السورية، سكان المدينة بالتزام منازلهم تنفيذاً لحظر التجول الذي فرض منذ صباح الثلاثاء، إلى أجل غير مسمى ومساعدتها في الإبلاغ عمّن تبقى من المجموعات التي تهاجم قوات الأمن.
بدوره أعلن الدفاع المدني السوري، أنه في ظل الظروف التي تشهدها محافظة السويداء، “تقوم فرق الطوارئ في الدفاع المدني السوري بواجبها الإنساني بالاستجابة لنداءات الاستغاثة، وإخماد الحرائق والإسعاف والإجلاء، وذلك في إطار القدرة على الوصول للنداءات والاستجابة بما يتوافق مع مبادئ العمل الإنساني وسلامة الفرق”، حسبما ورد في بيان.
ويشهد الوضع الإنساني في السويداء وريفها، حالة سيئة، نتيجة غياب المياه والكهرباء، خلال الساعات الماضية، ومع استمرار حركة النزوح باتجاه ريف درعا الشرقي، حسبما نقلت وسائل إعلام سورية، إضافة إلى نزوح عدد كبير من الأهالي من بعض القرى، وتواجد بعضهم في المدارس.
وقال موقع “السويداء 24” المحلي، إن المدينة والقرى المجاورة، تعرضت لقصف كثيف بالمدفعية وقذائف المورتر، صباح الأربعاء.
وأعلن الجيش الإسرائيلي، الأربعاء، قصف بوابة الدخول إلى مجمع الأركان العامة السوري في دمشق، فيما أكد مصدران أمنيان سوريان لوكالة “رويترز”، استهداف ضربة إسرائيلية لمقر وزارة الدفاع في العاصمة دمشق.
وكان مراسل الوكالة السورية الرسمية للأنباء “سانا”، أفاد، في وقت سابق، الأربعاء، بسماع دوي انفجار في العاصمة دمشق.
الرئاسة السورية تتعهد بمحاسبة المتورطين في انتهاكات
من جانبها، قالت الرئاسة السورية، الأربعاء، إن “الحكومة ملتزمة بالتحقيق في جميع الحوادث المتعلقة بما يجري في السويداء”، مشددةً على “محاسبة المتورطين”.
وأكدت الرئاسة السورية، في بيانها، أن “أهالي السويداء حقوقهم مصونة”، وشددت على أن دمشق “لن تسمح لأي طرف بالعبث بأمنهم واستقرارهم”.
وأوضحت أن “الدولة السورية تتابع باهتمام بالغ الانتهاكات المؤسفة التي طالت بعض المناطق في محافظة السويداء مؤخراً”، مضيفة أن “هذه الأفعال التي تندرج ضمن السلوكيات الإجرامية وغير القانونية، لا يمكن قبولها تحت أي ظرف من الظروف، وتتنافى تماماً مع المبادئ التي تقوم عليها الدولة”.
وتابعت: “ندين بشدة هذه الأعمال المشينة، ونؤكد التزامنا التام بالتحقيق في جميع الحوادث المتعلقة بها، ومحاسبة كل من ثبت تورطه فيها”.
بيان الرئاسة السورية، يأتي في أعقاب انتشار مقاطع فيديو لانتهاكات منسوبة لقوات الأمن السورية بحق مواطنين من الدروز في السويداء.
تعزيزات إسرائيلية على الحدود
من جانبه، شدد وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، الأربعاء، على أن الجيش الإسرائيلي، سيواصل قصف قوات الحكومة السورية، ما لم تنسحب من مدينة السويداء ذات الأغلبية الدرزية في جنوب سوريا.
وقال كاتس، في بيان: “يجب على النظام السوري أن يترك الدروز في السويداء وشأنهم ويسحب قواته. وكما أوضحنا وحذّرنا، فإن إسرائيل لن تتخلى عن الدروز في سوريا وستطبق سياسة نزع السلاح التي قررناها”، وفق ما أوردت صحيفة “تايمز أوف إسرائيل”.
وأضاف وزير الدفاع الإسرائيلي: “سيستمر الجيش الإسرائيلي في ضرب قوات النظام حتى تنسحب من المنطقة، وسيصعّد رده ضد النظام قريباً إذا لم تفهم الرسالة”.
وحسبما نقلت وسائل إعلام إسرائيلية، فإن الجيش الإسرائيلي دفع بثلاث كتائب إضافية من قوات حرس الحدود ولواء “جولاني”، الأربعاء، إلى حدود إسرائيل مع سوريا، خوفاً من محاولات اقتحام جماعية للسياج من قبل الدروز إلى داخل إسرائيل، وكتيبة أخرى من قوات حرس الحدود تم استدعائها، ظهر الثلاثاء، بالإضافة إلى قوات الشرطة العسكرية التي تعمل في المنطقة.
كان المبعوث الأميركي إلى سوريا، توماس باراك، أعرب، في وقت سابق، عن “قلق بلاده” تجاه الاشتباكات في السويداء، مشيراً إلى أن واشنطن تتواصل مع كافة الأطراف من أجل التهدئة والتكامل، والوصول إلى نتيجة “سلمية وشاملة” تُراعي مصالح طائفة الدروز، والقبائل البدوية، والحكومة السورية، وكذلك القوات الإسرائيلية، التي شنت غارات عدة، الثلاثاء على مواقع انتشار الجيش السوري في السويداء.