شهدت مناطق الساحل السوري تجددًا وانتشارًا واسعًا لبؤر النيران، خلال الليلتين الماضيتين.
وقال مدير مديرية الساحل في الدفاع المدني السوريّ، عبد الكافي كيال، حول آخر تحديثات حرائق الغابات بريف اللاذقية غربي سوريا، ل، إن المنطقة شهدت تجددًا وانتشارًا واسعًا لبؤر النيران، باتجاه محورين رئيسيين، الأول في منطقة قسطل معاف باتجاه جبل “النسر”، والثاني في محور عطيرة باتجاه جبل التركمان.
وأوضح كيال أن الحرائق امتدت في وادٍ عميق وصعب التضاريس تنتشر فيه الألغام ومخلّفات الحرب، وذلك بسبب الرياح الشديدة والتي أدّت لانتشار متسارع للنيران.
عمليات القطع الناري والعزل والتبريد تكون غير مفيدة في ظروف الرياح الشديدة، بسبب انتقال الشرارات إلى مسافات قد تتجاوز 500 متر أحيانًا، وبالتالي اندلاع الحرائق في الغابات السليم، بحسب مدير الدفاع المدني.
وأوضح كيال أن 15 ألف هكتار من الغابات احترقت حتّى الآن بريف اللاذقية، تتركّز معظم هذه المساحات في منطقتي قسطل معاف وجبل التركمان.
في حين أن المحاور الأصعب التي يتم العمل عليها الآن لإخماد النيران، هي محورا جبل “النسر” وغابات “الفرنلق” باتجاه عطيرة، لمنع تمدد النيران داخل الغابات، كونها كثيفة ووعرة التضاريس بالإضافة إلى وجود مخلّفات حرب فيها.
وذكر كيال أن طريق قسطل معاف- كسب قُطِعَ لفترة قصيرة خلال الليلة الماضية لامتداد بؤر النيران على جانبي الطريق، إذ تم التعامل معها ووقف امتدادها بشكلٍ كامل، ومن ثم فتح الطريق وتأمينه لإعادته إلى الخدمة، وهو سالك الآن.
وأشار إلى وجود أكثر من 150 فريق يعمل على الأرض ضمن غرفة عمليات متكاملة، من الدفاع المدني السوري، وأفواج الإطفاء الحراجية بالإضافة إلى الأفواج التابعة لمجالس مختلف المحافظات، وفرق تطوعية ومؤسسات.
وتشارك الفرق أكثر من 300 آلية وعشرات آليات الدعم اللوجستي، و 18 بلدوزرًا ومعدات ثقيلة لفتح خطوط القطع الناري وتسليك الطرقات أمام سيارات الإطفاء.
مؤازرة من العراق
وكشف مدير الدفاع المدني بالساحل عن دخول فرق دولة من العراق اليوم، الجمعة 11 من تموز، للمساندة في عمليات الإخماد.
ومن المتوقّع دخول 20 سيارة من العراق مع كوادرها البشرية، بالإضافة إلى استمرار عمل الفرق الأردنية واللبنانية، والإسناد الجوي والبري من قبل تركيا والطيران السوري.
ولفت كيال إلى أن الفرق تحقق مراحل متقدمة في عمليات السيطرة على النيران (وليس الإخماد).
إلّا أن هناك مشكلة كبيرة وهي تبدّل اتجاه الرياح باستمرار، ما يؤدّي إلى إرباك عملياتي دوري على الأرض، نتيجة انتقال مفاجئ للنيران إلى زاوية معاكسة تمامًا.
وأكد مدير الدفاع المدني في الساحل أن الفرق تعمل كل ما هو مستطاع إلّا أن التعامل مع حرائق الغابات أصعب ممّا يتوقّعه أي أحد ويحتاج إلى كميات هائلة من المياه.
وأعلن وزير الطوارئ وإدارة الكوارث السوري، رائد الصالح، في وقتٍ سابق، عن احتراق أكثر من 15 ألف هكتار من الأراضي الزراعية والحرجية في الساحل السوري.
وأوضح الصالح خلال منشور له على “إكس“، في 9 من تموز، أن هذه المساحات الكبيرة تعكس حجم الكارثة التي نواجهها، مشيراً إلى أنه “في الوقت الذي ما زلنا نكافح فيه الحرائق نعمل حاليًا على إعداد خطة شاملة لحماية الغابات ومنع تكرار مثل هذه الحرائق مستقبلًا”.
ويعتبر ظهر، الخميس 10 من تموز، “أشد وأسوأ أيام الحرائق حتّى الآن”، بحسب ما ذكرته مصادر محلية بريف اللاذقية ل، إذ امتدت النيران لغابات كثيفة الأشجار ووعرة التضاريس، وهي المساحات الممتدة بين منطقة “الشيخ حسن” وقمة الـ”45″، والتي تُعدّ من أجمل مناطق الاصطياف الجبلية في الساحل السوريّ.
مرتبط
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
المصدر: عنب بلدي