“تحالف خماسي” لضمان أمن الإقليم.. خبير يكشف أبرز ما بحثه وزراء خارجية سوريا والأردن وتركيا

عُقد اليوم في العاصمة التركية أنقرة اجتماع ثلاثي ضم وزراء خارجية سوريا وتركيا والأردن، في إطار جهود دبلوماسية متسارعة لتعزيز الاستقرار في سوريا والمنطقة، وشكل اللقاء فرصة لمناقشة القضايا الأمنية والسياسية الأكثر إلحاحاً، فيما كشف خبير ما نوقش خلال الاجتماع المنعقد بتوقيت مهم قبل زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للمنطقة.
امتداد لاجتماع عمّان وسياق إقليمي حساس
يرى الصحفي والمحلل السياسي زياد الريس، في حديث مع وكالة “ستيب نيوز” أن “الاجتماع اليوم في أنقرة هو امتداد لاجتماع عمان الذي ضم دول المنطقة إلى جانب سوريا وتركيا والأردن، وكان هناك العراق ولبنان”.
ويضيف: أن هذا اللقاء يأتي في توقيت حساس “قبل زيارة مرتقبة للرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى المنطقة”، مع تلميحات إلى “إمكانية حدوث لقاء بين ترامب والرئيس السوري أحمد الشرع خلال الزيارة”، ما يعزز الحاجة إلى موقف إقليمي موحد حول أولويات العمل في سوريا.
ويزور ترامب غداً السعودية ثم الإمارات وقطر في أول جولة خارجية له منذ توليه الحكم لولايته الثانية في يناير الفائت، ويتوقع أن يكون الملف السوري من بين الملفات التي سيناقشها مع قادة المنطقة، إلى جانب الملفات الاقتصادية والأمنية.
دعم استقرار سوريا ورفض التدخلات الإسرائيلية
أكد وزراء خارجية تركيا والأردن وسوريا دعمهم المشترك لأمن واستقرار سوريا، وشددوا على ضرورة وقف التدخلات الإسرائيلية في أراضيها، وذلك خلال مؤتمر صحفي مشترك، واعتبر الوزراء أن الغارات الإسرائيلية المتكررة تمثل تهديداً مباشراً للاستقرار الإقليمي.
ويشير الريس إلى أن “التصعيد الإسرائيلي يعتبر من الأولويات بين الدول المجتمعة، لأن تركيا تريد الجنوب السوري آمناً لفتح الطرق الاقتصادية باتجاه دول الخليج، ولا يمكن تحقيق ذلك بدون وجود أمني سوري يضمن هذا”، مؤكداً أن “رفض إسرائيل لهذا الوجود يمثل عائقاً كبيراً في طريق التسويات الإقليمية”.
وكانت إسرائيل قد رفضت أي تواجد للجيش السوري الجديد بالمنطقة الجنوبية مطالبةً أن تكون خالية من السلاح، وشنّت طائراتها غارات جوية عديدة استهدفت البنى التحتية العسكرية بالبلاد، بينما أكدت تقارير ومعلومات متطابقة عقد جولات تفاوضية مؤخراً بين سوريا وإسرائيل بوساطة دول إقليمية لمنع التصعيد.
وحذر وزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني من أن “الغارات الجوية الإسرائيلية على الأراضي السورية تمثل تصعيداً مدروساً يزعزع الاستقرار ويجر المنطقة إلى الصراع”، داعياً المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لوقف هذه الاعتداءات وتطبيق اتفاقية فض الاشتباك.
بينما قال وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي إن “استقرار سوريا يمثل ركيزة لاستقرار المنطقة”، مشيراً إلى أن العدوان الإسرائيلي على سوريا هو “أحد أكبر التحديات التي تواجه دمشق”. وأكد الصفدي أن الأردن لن يدخر جهداً في دعم السوريين، داعياً إلى انسحاب إسرائيل من جميع الأراضي السورية.
انتقادات للمماطلة في تنفيذ الاتفاق مع “قسد”
كما انتقد الشيباني “المماطلة في تنفيذ الاتفاق” مع قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، محذراً من أنها “تغذي النزعة الانفصالية”، وأوضح أن سوريا تسعى إلى إعادة تفعيل مؤسسات الدولة في المناطق الواقعة تحت سيطرة قسد، في خطوة تهدف إلى استعادة سيادة الدولة السورية على كامل أراضيها.
ويعزز الريس هذا الموقف بقوله إن “تركيا ترى أن حزب العمال الكردستاني والفصائل المرتبطة به تمثل الخطر الأكبر، بينما تنظر بقية الدول إلى تنظيم داعش على أنه التهديد الأساسي”، وهو ما أدى إلى “اختلاف في أولويات العمل داخل الحلف الخماسي الإقليمي الجديد”.
وحسب المعلومات تسعى دول جوار سوريا “الأردن ولبنان والعراق وتركيا” لتشكيل حلف حماسي مقره دمشق يعمل على متابعة التنظيمات “الإرهابية” العابرة للحدود هدف تقويضها والقضاء عليها، لضمان استقرار المنطقة.
وكشف الشيباني عن خطط لفتح سفارة سورية في أنقرة وقنصلية في غازي عنتاب، إلى جانب اتفاقات لإعادة تأهيل البنية التحتية في سوريا بالتعاون مع تركيا، وأوضح أن “إعلان حزب العمال الكردستاني إلقاء السلاح خطوة مهمة للمنطقة”، مؤكداً التزام سوريا بتعزيز التعاون الأمني والعسكري مع كل من تركيا والأردن.
ويؤكد الريس أن “الملفات الأمنية هي الأساس في كل النقاشات بين دول جوار سوريا، نتيجة المخاوف من وجود فصائل وتنظيمات متطرفة داخل البلاد، واستمرار عمليات تصنيع وتهريب المخدرات والسلاح الخفي”، مما يفرض ضرورة تعاون أمني أوسع.
لا استقرار دون إنهاء الاحتلال ورفع العقوبات
أكد وزير الخارجية التركي هاكان فيدان أن “ثلث الأراضي السورية محتل من قبل وحدات حماية الشعب”، مشيراً إلى أن تركيا تعمل على إنهاء هذه السيطرة، وشدد على أن “قرار حل حزب العمال الكردستاني يمثل خطوة تاريخية”، ودعا إلى رفع العقوبات الغربية فوراً، مشيراً إلى أن السلام لا يمكن أن يتحقق دون ذلك.
ويتابع الريس بأن “تركيا ترى الوضع في سوريا هشاً، خصوصاً في المناطق الشمالية الشرقية، وتطالب بسيطرة كاملة للدولة السورية لتحقيق مصالح أمنية مشتركة”، مشيراً إلى أن الحلف الإقليمي سيساعد في “تفكيك البنى التحتية للتنظيمات الإرهابية” تمهيداً لمرحلة إعادة الإعمار.
واختتم الوزراء الثلاثة اجتماعهم بالتشديد على أن “حل مشكلات سوريا لا يمكن أن يتم من خلال التدخلات الخارجية”، داعين إلى الحوار والتعاون الإقليمي، مع التمسك بوحدة الأراضي السورية ورفض أي مشاريع تقسيم، ويبدو أن التحالف الخماسي الإقليمي سيكون أحد أهم مخرجات الاجتماع والذي قد يتطور بحسب خبراء ليكون “حلف عسكري” مصغّر يهدف لضمان أمن واستقرار الإقليم.
اقرأ المزيد|| بعد إعلان حل حزب العمال الكردستاني لنفسه رسمياً.. خبير يكشف ما ينتظر تركيا وسوريا ومصير “أوجلان”
المصدر: وكالة ستيب الاخبارية