تشهد العاصمة الأمريكية حالة استنفار صحي عقب تسجيل وفيات وإصابات متزايدة بمرض الليجيونيلا، وهو التهاب رئوي حاد يعرف شعبياً بـ”داء مكيفات الهواء”، بعدما رُبط تفشيه بأنظمة التبريد والتكييف في عدد من المباني السكنية والإدارية.

داء الليجيونيلا تسببه بكتيريا ليجيونيلا التي تنمو عادة في المياه الراكدة أو أنظمة التبريد سيئة الصيانة. تنتقل العدوى إلى الإنسان عبر استنشاق رذاذ ماء ملوث بالبكتيريا، خصوصاً من أبراج التبريد ومكيفات الهواء المركزية. ويؤدي المرض إلى أعراض شبيهة بالإنفلونزا تتطور سريعاً إلى التهاب رئوي خطير قد يكون مميتاً، خاصة لدى كبار السن أو أصحاب المناعة الضعيفة.

وأعلن مسؤولو الصحة في حي هارلم بمدينة نيويورك، الثلاثاء، وفاة 5 أشخاص ونقل 14 آخرين إلى المستشفى بسبب مرض مكيفات الهواء وسط موجة حر غير مسبوقة.
بحسب وزارة الصحة فقد تم تسجيل عشرات الإصابات المؤكدة خلال الأسابيع الأخيرة، توفي منها عدد من المرضى بعد فشل الأجهزة التنفسية في إنقاذهم. ورجّحت السلطات أن تكون أبراج تبريد في مبانٍ حكومية وخاصة مصدر العدوى، مؤكدة أن التحقيقات لا تزال جارية لتحديد مواقع التفشي بدقة.

السلطات الصحية دعت السكان وأصحاب العقارات إلى فحص وصيانة أنظمة التبريد والتكييف بشكل فوري، وتنظيف خزانات المياه وتعقيمها، إلى جانب مراقبة أي أعراض تنفسية غير عادية وطلب الرعاية الطبية المبكرة.
كما تم إرسال فرق متخصصة لتعقيم المباني المشتبه بكونها بؤراً للعدوى، فيما أوصت السلطات بتفادي التجمع في بعض المنشآت العامة لحين السيطرة على الوضع.

التقارير أثارت قلق سكان العاصمة، خصوصاً مع ارتفاع درجات الحرارة واعتماد مئات الآلاف على أجهزة التكييف بشكل يومي. خبراء الصحة شددوا على أن المرض لا ينتقل من شخص لآخر، ما يخفف من مخاطر وباء جماعي، لكنه يظل قاتلاً عند تجاهل الصيانة الدورية لمصادر المياه والتهوية.

مع استمرار التحقيقات، تبقى الوقاية السبيل الأهم لتفادي كارثة صحية أوسع. فالتحذير من مكيفات الهواء في واشنطن يعكس حقيقة أن وسائل الراحة الحديثة قد تتحول إلى مصدر خطر قاتل إذا غابت عنها الرقابة والصيانة.

المصدر: وكالة ستيب الاخبارية

شاركها.