قالت مصادر خاصة لـ”الشرق” إن جماعة الحوثي في اليمن نقلت عشرات المركبات المموهة، فجر الأربعاء، من العاصمة اليمنية صنعاء باتجاه محافظة عمران، مع تشديد إجراءات الدخول والخروج من محافظة صعدة، معقل الجماعة الأساسي، حيث يعتقد بتواجد قادتها، وذلك وسط تأهب عسكري أميركي في المنطقة.
وفي الحديدة، انتشرت قوات أمنية بلباس مدني ونصبت حواجز تفتيش على الطرق المؤدية للمناطق الساحلية، حسبما نقلت مصادر “الشرق”.
وتأتي هذه الإجراءات تحسباً لتصعيد عسكري محتمل من القوات الأميركية والإسرائيلية قد يشمل عمليات إنزال جوي، خاصةً في ظل التهديدات الإسرائيلية بضرب أهداف حساسة في إيران والإعلان الأميركي عن إجلاء موظفين من دول بالمنطقة.
وكانت جماعة الحوثي قامت، قبل أشهر، بإخلاء منازل قادتها في صنعاء ونقلتهم إلى مناطق جبلية شديدة التحصين، يرجح في صعدة، مع قطع وسائل اتصالهم، تحسباً لاختراق إسرائيلي مشابه لما حدث لكوادر وقيادات “حزب الله” اللبناني.
موازاةً لذلك، وجهت وزارة الصحة في صنعاء التابعة للحوثيين تعليمات للمستشفيات والمرافق الطبية وبنوك الدم برفع حالة التأهب القصوى واستدعاء الطواقم الطبية من إجازاتها.
وعزز الحوثيون مواقعهم على جبهات التماس مع القوات الحكومية في مأرب وتعز والضالع وكرش، كما نقلوا عتاداً عسكرياً كبيراً وجنود نخبة إلى الحديدة، تحسباً لهجوم بري أو إنزال جوي على المدينة الساحلية الحيوية المطلة على البحر الأحمر.
ورغم التهديدات الإسرائيلية الأخيرة، التي أكدها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بقوله إن “الحرب على الحوثيين لم تبدأ بعد”، وتوعد مندوب إسرائيل في الأمم المتحدة داني دانون الحوثيين بمصير مماثل لـ”حزب الله” و”حماس”، تواصل الجماعة إطلاق صواريخ وطائرات مسيرة تجاه الأراضي الإسرائيلية.
تأهب أميركي في المنطقة
وكانت الولايات المتحدة أصدرت أمراً بمغادرة الموظفين غير الأساسيين من السفارة الأميركية في بغداد، والسماح بمغادرة الموظفين غير الأساسيين وأفراد عائلاتهم من البحرين والكويت، وكذلك السماح بالمغادرة الطوعية لأفراد أسر العسكريين من مواقع في أنحاء الشرق الأوسط، وسط ترقب لمصير المفاوضات النووية مع إيران.
ومن المتوقع أن تعقد الولايات المتحدة وإيران جولة محادثات بشأن برنامج طهران النووي، الأحد.