أفاد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الاثنين، بوجود تحركات دبلوماسية جديدة لصياغة “خطة سلام” مع روسيا مستوحاة من خطة الرئيس الأميركي دونالد ترمب بشأن غزة، مشيراً إلى أنه ناقش الفكرة مع رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر وعدد من القادة الأوروبيين، بهدف إعداد “خطة قصيرة ومباشرة” تتضمن نقاطاً أولية لوقف إطلاق النار خلال الأيام المقبلة.
وناقش زيلينسكي المسألة مع القادة الأوروبيين، الأسبوع الماضي، وقال إن “الوضعين في غزة وأوكرانيا مختلفان، لكنه مستعد للعمل على الأمر”، بحسب “موقع “أكسيوس” الذي أشار إلى أن المقترح جاء عقب اللقاء الذي جمع الرئيسين الأميركي والأوكراني بالبيت الأبيض في 17 أكتوبر.
وشدد الرئيس الأوكراني في تصريحات لـ”أكسيوس” على ضرورة أن “تكون الخطة قصيرة، ببعض النقاط السريعة مثل خطة لوقف إطلاق النار، واتفقنا على العمل عليها خلال الأسبوع أو العشرة أيام المقبلة”.
وسبق أن أفادت “بلومبرغ” بأن دولاً أوروبية تعمل مع أوكرانيا على إعداد مقترح خطة من 12 نقطة لإنهاء الحرب مع روسيا، يستند إلى واقع خطوط القتال الحالية، في خطوة تهدف إلى مواجهة مطالب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين المتجددة، التي وجّهها إلى الولايات المتحدة، ودعا فيها كييف إلى التنازل عن أراضٍ مقابل اتفاق سلام.
وتضمنت الخطة تشكيل “مجلس سلام” برئاسة الرئيس الأميركي، بهدف الإشراف على تنفيذ الخطة المقترحة، وهي خطوة مشابهة لما تم الاتفاق عليه بين إسرائيل وحركة “حماس”.
ملامح خطة أوروبا وأوكرانيا لإنهاء الحرب مع روسيا
- وقف فوري لإطلاق النار بين روسيا وأوكرانيا على أساس خطوط القتال الحالية.
- يتعهد الجانبان بوقف التقدم الميداني.
- إعادة جميع الأطفال المبعدين إلى أوكرانيا.
- تبادل الأسرى بين الطرفين.
- حصول أوكرانيا على ضمانات أمنية.
- تقديم تمويل لإعادة إعمار أوكرانيا.
- مسار سريع لانضمام أوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي.
- رفع جزء من العقوبات المفروضة على روسيا تدريجياً.
- بقاء نحو 300 مليار دولار من احتياطيات البنك المركزي الروسي مجمدة حتى توافق موسكو على المساهمة في إعادة إعمار أوكرانيا بعد الحرب.
- إعادة فرض القيود تلقائياً في حال شنت روسيا هجوماً جديداً على أوكرانيا.
- أوروبا وأوكرانيا لن تعترفا قانونياً بأي أرض محتلة كأرض روسية.
- مجلس سلام برئاسة الرئيس الأميركي دونالد ترمب سيتولى الإشراف على تنفيذ الخطة.
العقوبات الأميركية
ويرى زيلينسكي أن العقوبات الجديدة التي فرضها ترمب “ستضر آلة الحرب الروسية”، لكنه شدد على أن أوكرانيا لا تزال بحاجة إلى صواريخ بعيدة المدى لـ”إجبار” بوتين على السعي نحو السلام.
والأسبوع الماضي، فرضت واشنطن عقوبات على أكبر شركتين روسيتين للنفط، هما “روسنفت” و”لوك أويل”، بالتزامن مع موافقة الاتحاد الأوروبي على الحزمة التاسعة عشرة من القيود ضد موسكو، والتي تشمل حظر واردات الغاز الطبيعي المسال الروسي وتوسيع قائمة الكيانات المشمولة بالعقوبات.
وذكر زيلينسكي في مقابلة هاتفية مع “أكسيوس” استمرت 35 دقيقة أن العقوبات “ستحدث فرقاً”، لكنه أشار إلى أن بوتين “لن يتراجع ما لم يواصل ترمب زيادة الضغط عليه”.
وأضاف: “الرئيس ترمب قلق من التصعيد.. لكنني أعتقد أنه إذا لم تجرِ مفاوضات، فسيحدث التصعيد على أي حال. إذا لم يتوقف بوتين، فنحن بحاجة إلى شيء لوقفه، والعقوبات سلاح من هذه الأسلحة، لكننا نحتاج أيضاً إلى صواريخ بعيدة المدى”.
تأتي تصريحات زيلينسكي بعد أسبوعين مليئين بالمواقف الأميركية المتشددة، إذ رفض ترمب خلال لقائهما في 17 أكتوبر طلب أوكرانيا بالحصول على صواريخ “توماهوك” البعيدة المدى، قبل أن يُلغي قمة في المجر كانت مقررة مع بوتين، ويفرض عقوبات على روسيا للمرة الأولى في ولايته الثانية.
ووصف زيلينسكي اجتماعه مع ترمب في البيت الأبيض بأنه “بنّاء”، رغم أنه لم يكن سهلاً، وقال: “كانت محادثاتي مع الرئيس ترمب تدور حول الضغط على روسيا.. أعتقد أنه أراد ممارسة الضغط، لكنه لم يرغب في تصعيد أو إغلاق باب الدبلوماسية”.
ولفت الرئيس الأوكراني إلى أنه “قبِل مقترح ترمب بتجميد خطوط القتال كأساس للتفاوض”، مضيفاً: “أعتقد أننا فهمنا بعضنا.. قال الرئيس ترمب إنه يجب علينا تجميد الوضع الحالي والتحدث”.
وبعد فشل الاتصالات بين وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو ونظيره الروسي سيرجي لافروف، قرّر ترمب إلغاء عقد لقاء مع بوتين كان مقرراً في المجر، وفرض عقوبات، بحسب “أكسيوس”.
تقديرات أوكرانية
وذكر زيلينسكي أن أوكرانيا “تقدر أن العقوبات الأميركية الجديدة على شركات النفط الروسية قد تخفّض صادرات النفط بنسبة 50%، ما يعني خسائر تصل إلى 5 مليارات دولار شهرياً”، معرباً عن أمله في فرض “عقوبات ثانوية جديدة”، وخطوات موازية من الكونجرس.
واعتبر الرئيس الأوكراني أن السبيل لدفع بوتين نحو التفاوض الجاد، هو تمكين أوكرانيا من استهداف الأهداف العسكرية، والطاقة داخل روسيا.
وأردف أنه أبلغ ترمب بأن أوكرانيا “لن تحتاج حتى إلى استخدام الصواريخ فوراً”، لافتاً إلى أنه “مجرد معرفة بوتين بوجود تهديد ضد منشآت الطاقة الروسية سيدفعه للحديث”.
ونفى زيلينسكي التقارير التي تحدثت عن تقدم روسي ميداني، مشيراً إلى أنه أوضح لترمب أن هذه التقارير “خاطئة”، مضيفاً أن الاستخبارات الأميركية “تؤكد أن لا أحد يحقق تقدماً على الجبهة”.
وعن اللقاء المرتقب في كوريا الجنوبية، الخميس المقبل، بين الرئيس الأميركي ونظيره الصيني شي جين بينج، أعرب زيلينسكي عن أمله في أن تؤدي المحادثات إلى التزام صيني بشراء كميات أقل من النفط الروسي.
وتابع: “أعتقد أن محادثة الرئيس ترمب مع الرئيس شي مهمة جداً.. وأعتقد أن الخطوة الأقوى هي أن تتوقف الهند والصين عن شراء الطاقة من روسيا، خصوصاً النفط”.
وانتقدت بكين بشدة العقوبات النفطية التي فرضها ترمب، ولم تُبد أي مؤشرات حتى الآن على استعدادها لقطع علاقاتها النفطية مع موسكو، بحسب “أكسيوس”.
استعداد روسي لمواصلة الاتصالات
والأحد، قال وزير الخارجية سيرجي لافروف، إن دعوات وقف إطلاق النار في أوكرانيا هي محاولة لكسب الوقت وفق منطق الرئيس الأوكراني مضيفاً أنه “لا تزال هناك مبادرة لعقد لقاء بين الرئيس الروسي ونظيره الأميركي مع التحضير الجيد لهذا اللقاء”.
وأشار لافروف في مقابلة مع قناة يوتيوب “ألتراهانج” أورد أجزاء منها تلفزيون “RT”، إلى أن الولايات المتحدة تتعرض لضغوط من أوروبا وأوكرانيا، مؤكداً عدم رغبة روسيا التدخل في النقاشات الداخلية الأميركية في هذا الشأن.
وعبّر وزير الخارجية الروسي عن استعداد بلاده لمواصلة الاتصالات مع الولايات المتحدة “بوتيرة مريحة” للأميركيين، مشدداً على أنه لا تزال هناك مبادرة لعقد لقاء بين الرئيس الروسي ونظيره الأميركي مع التحضير الجيد لهذا اللقاء.
