تحركات ساندرز وكورتيز تثير الجدل في أوساط الديمقراطيين

في ظل استمرار تراجع شعبية الحزب الديمقراطي بعد خسارته الانتخابات الأخيرة على جميع المستويات، تحرك السيناتور المخضرم بيرني ساندرز (85 عاماً)، برفقة النائبة الشابة ألكساندريا أوكاسيو كورتيز (35 عاماً)، محاولين إحداث حراك في الحياة السياسية للحزب.
وأطلق ساندرز وكورتيز ما أسمياه بجولات “مكافحة الأوليجارشية”، التي استقطبت حشوداً كبيرة، في وقت بدا فيه الحزب عاجزاً عن استعادة زخمه.
بدأت جولات ساندرز وكورتيز أواخر فبراير الماضي، في الدوائر الانتخابية بالغرب الأوسط الأميركي حيث حصل الجمهوريون على أغلبية ضئيلة، وفي ولاية أريزونا المتأرجحة، التي حسمت السباق الرئاسي 2024 لصالح دونالد ترمب.
واجتذب ساندرز وشريكته كورتيز حوالي 20 ألف شخص، في حين شهد تجمع دنفر بولاية كولورادو حوالي 34 ألف شخص، متفوقاً على فعالية ظهور نائبة الرئيس السابق كامالا هاريس في هيوستن مع بيونسيه، في أواخر حملتها الانتخابية، والتي جذبت حوالي 30 ألف شخص.
“الزاهد والحالمة”
لم يتغير الخطاب التقدمي المعتاد لساندرز، السيناتور عن ولاية فيرمونت، عن القضايا الاجتماعية والاقتصادية.
وسعى ساندرز المستقل حزبياً مرتين للحصول على ترشيح الحزب الديمقراطي للرئاسة، ثم أعلن أنه لم يعد مهتماً بالترشح مرة أخرى، وطالب خلال الجولات بالرعاية الطبية للجميع، والتعليم المجاني للجامعات، وبناء المزيد من المساكن بأسعار معقولة، وفرض الضرائب على الأغنياء. لكنه أعلن هذه المرة عن مخاوف سياسية وصفها بالحقيقية من سيطرة المليارديرات على الحكومة واستغلال الطبقة العاملة.
واستدعى ساندرز على المنصات مشهد حفل تنصيب ترمب، حيث جلس إيلون ماسك وجيف بيزوس ومارك زوكربيرج أمام مرشحي الرئيس لمناصب وزارية، قائلاً “لا بد أن تكون أعمى البصيرة إذا لم تدرك أن لديك حكومة من طبقة المليارديرات، ولصالح طبقة المليارديرات، وبواسطة طبقة المليارديرات”.
وأضاف أمام حشد من أنصاره في جامعة ولاية أريزونا: “لن نحارب الأوليجارشية فحسب، ولن نحارب الاستبداد فحسب. لن نقبل اليوم بمجتمع يعاني من تفاوت هائل في الدخل والثروة، حيث لم يسبق للأثرياء أن تحسنوا، بينما تكافح الأسر العاملة لتوفير لقمة العيش”، مستهدفاً إصلاحاً شاملاً للحزب الديمقراطي.
ورافقت ساندرز النائبة الديمقراطية عن نيويورك ألكساندريا أوكاسيو كورتيز التي عملت كمُتطوِّعة في حملته الانتخابية عام 2016، وتصدَّرت التجمعات الانتخابية، وقدمت معه مشاريع قوانين مشتركة، وأصبحت تجتذب الأنظار مؤخراً كسياسية مؤهلة للمشاركة في انتخابات الرئاسة 2028.
وفي نفس فعالية أريزونا قالت كورتيز: “الأمر لا يقتصر على الجمهوريين فحسب. نحن بحاجة إلى حزب ديمقراطي يكافح من أجلنا بضراوة أيضاً”. وحثّت الحشود على المساعدة في انتخاب مرشحين ديمقراطيين “يمتلكون الشجاعة للنضال من أجل الطبقة العاملة”.
ويُعد تحرك ساندرز وكورتيز بالنسبة للتقدميين “نهضة حقيقية داخل الحزب الديمقراطي”، إذ يجد العديد من أعضائه الأمل في هذه التحركات بعد تراجع الحزب مؤخراً.
واعتبر مستشار بيرني ساندرز السابق ومدير السياسة الخارجية لحملته الانتخابية 2020، ماثيو داس، تحركات ساندرز وكورتيز، فرصة لإعادة تنشيط الحزب وفتح باب الحوار بشأن إصلاحات سياسية جذرية وشاملة داخل الحزب.
وأرجع داس في حديث لـ”الشرق”، انتخاب الأميركيين لدونالد ترمب في المقام الأول، إلى أملهم في إحداث تغيير داخل النظام الذي لا يجدي نفعاً لهم ولعائلاتهم، خاصة في التجارة والتصنيع وخفض تكاليف المعيشة، “والديمقراطيون كانوا قد فشلوا في تقديم إجابة واضحة لمخاوف الناخبين، بينما السيناتور ساندرز وعضوة الكونجرس كورتيز يُقدمان إجابةً لا تملكها المؤسسة الديمقراطية”.
لكن بعض الديمقراطيين المعتدلين يشعرون بالقلق من أن ساندرز وكورتيز قد يدفعان الحزب بقوة نحو اليسار، خاصة في ظل غياب قيادة واضحة بعد الخسارة الانتخابية الأخيرة.
وقال مات بينيت، نائب رئيس مجموعة “الطريق الثالث” اليسارية الوسطية بالحزب الديمقراطي، إن هذه التحركات جيدة؛ لأنها تمنح الغاضبين متنفساً لغضبهم من ترمب، لكنه شكك في جدوى تلك الجولات قائلاً لـ”الشرق”، إن هذه التحركات آلية للاحتجاج، لكنها لا تُحدث أي فرق ولا تحقق أي تقدم، موضحاً أن المشكلة الأساسية “هي أننا لا نستطيع التأثير على ترمب إلا من خلال المحاكم”.
وذكر بينيت أن الرسالة التي يستخدمها الاشتراكيون غير فعّالة، قائلاً إن جوهر رسالتهم هو محاربة الأوليجارشية، “ولا أعتقد أن هذا ما يسعى إليه الأميركيون أو يطالبون به. لقد انتخبوا للتو مليارديراً وصديقه المقرب أغنى رجل في العالم”.
“حزب موحد في غضب ناخبيه”
يواجه الحزب الديمقراطي أزمة غير مسبوقة في شعبيته، وكشف استطلاع رأي جديد لشبكة ABC News ظهرت نتائجه أواخر شهر مارس الماضي، أن 27% فقط من الناخبين لديهم آراء إيجابية عنه، وهو أدنى مستوى يسجله الحزب منذ عام 1990، بينما لا تتجاوز نسبة من يملكون رأياً “إيجابياً للغاية” 7%.
يأتي ذلك في وقت يسعى فيه الحزب إلى إيجاد طريق للمضي قدماً بعد خسارته المؤلمة في 2024. وفي ظل هذه الأرقام المتدنية، يرى داس أن الحزب لا يحتاج فقط إلى إعادة صياغة هويته، بل إعادة هيكلة شاملة تعيد إليه ثقة الناخبين.
دفعت الأرقام المتدنية في استطلاعات الرأي تيم والز، حاكم مينيسوتا والمرشح السابق لمنصب نائب الرئيس، إلى تنظيم جولات في ولايات مثل ويسكونسن وأيوا، مستلهماً تحركات بيرني ساندرز.
وخلال هذه الجولات، وصف والز حالة الحزب الديمقراطي بعبارة لافتة، قائلاً إن الحزب موحد، لكن “في غضب ناخبيه على قيادته الديمقراطية”.
تصريح والز، يتوافق معه المرشح السابق في مجلس النواب عن الحزب الديمقراطي، روبرت باتيلو، الذي قال لـ”الشرق”، إن الغضب من قرارات ترمب لم يُترجم إلى تأييد للحزب الديمقراطي؛ لأن الديمقراطيين ليس لديهم قائد واضح، وليس لديهم رسالة واضحة ولا حتى توّجه واضح.
وأضاف باتيلو أن بعض أطياف الحزب مثل جون فيدرمان السيناتور عن ولاية بنسلفانيا، يريد التوجه نحو الوسطية ثم تبني المزيد من خطاب الجمهوريين، أما آخرون، مثل ساندرز وكورتيز، يريدون دفع الحزب الديمقراطي نحو التوجه التقدمي، معتبراً أن غياب القيادة والرسالة الواضحة هي سبب تراجع شعبية الحزب في استطلاعات الرأي.
وبينما يُعتقد أن ساندرز وكورتيز يمثلان مستقبل الحزب، خصوصاً بين جيل الشباب في الجامعات، ومن هم في العشرينات والثلاثينات من عمرهم، الذين يتفقون مع آرائهم. فإن المشكلة التي يراها باتيلو هي أن هؤلاء الشباب لا يشكلون الأغلبية التصويتية بعد، في ظل تفوق مؤيدي ترمب، خصوصاً الناخبين الريفيين البيض الذين تزيد أعمارهم عن 50 عاماً.
وافترض باتيلو أنه إذا قرر الديمقراطيون السير في هذا الاتجاه، فإنهم قد يخسرون الانتخابات الحالية والمقبلة، “لكنهم سيبنون حزباً أكثر استقراراً على المدى الطويل”.
وجادل باتيلو بأن التحولات السياسية الكبرى تحدث في الحزب الديمقراطي، مثلما حدث في الستينيات حين تبنى الحزب حقوق المدنيين وحقوق التصويت، ما أدى إلى خسارة العديد من الانتخابات، ولكن هذا التوجه ساعده على المدى البعيد.
وشدد باتيلو على أن هناك فرصة حقيقية لأن يتبنى الحزب الديمقراطي مشروع ساندرز وكورتيز، خاصة في ظل الفراغ القيادي الذي ظهر بعد مغادرة باراك أوباما، قائلاً إنهم إذا استمروا في العمل والتواصل مع الناس، يمكنهم ملء هذا الفراغ، ويمثلون المعارضة التي يحتاجها الكثيرون، ليس فقط في الولايات المتحدة ولكن أيضاً عالمياً.
وتابع: “بعد فوز ترمب في 2016، بدأ الحزب يتجه نحو التغيير في القيادة، مثل استبدال بايدن بكامالا هاريس ونانسي بيلوسي بحكيم جيفريز. لكن المشكلة تكمن في أن الحزب لا يزال يتبنى نفس الرسالة والسياسات التي كانت موجودة منذ سنوات. التغيير كان شكلياً، لكننا نحتاج إلى تغيير جذري”.
صراعات التيارات
على عكس الجمهوريين الذين يتأثرون بشخصية واحدة مثل ترمب، فإن الحزب الديمقراطي الذي يعاني من أزمة هوية منذ نوفمبر الماضي، يتسم بتنوع في توجهاته وأيديولوجياته.
وبينما بدا الحزب خلال الأربع سنوات الماضية من حكم جو بايدن، متماسكاً ومتحداً، خاصة في الكونجرس فإن هناك انقسامات حقيقية داخلية، وتظهر بقوة هذه الفترة.
وقال أستاذ العلوم السياسية في جامعة نوتردام، جيفري ليمان، إن الديمقراطيين معروفون تاريخياً بالصراعات الداخلية، على عكس الجمهوريين الأكثر توحداً تقليدياً.
وأضاف ليمان الذي تركز أبحاثه على السلوك السياسي والأحزاب السياسية لـ”الشرق”، أن الجمهوريين يميلون إلى التنظيم بشأن التزامهم بأيديولوجية محافظة، بينما يُمثل الديمقراطيون حزباً يضم جماعات متباينة، تسعى كل منها إلى تعزيز مصالح جماعتها، وهم دائماً مجموعة من الجماعات والفصائل المختلفة التي تتصارع فيما بينها للسيطرة على الحزب، لافتاً إلى أن البعض قد وصف الديمقراطيين، مازحاً، بأنهم “كتيبة إعدام دائرية”.
الخلاف بين الفصائل الديمقراطية لا يخفيه رئيس الحزب الديمقراطي في مقاطعة كولومبيا، تشارلز ويلسون، في تحذيره من تحركات التقدميين ساندرز وكورتيز، مشدداً على أن الحزب يجب أن يكون حذراً من نهج نهجهما؛ لأنهما قد لا يعكسان بشكل صحيح القاعدة الشعبية للحزب أو حتى الجمهور الأميركي بشكل عام.
وأوضح ويلسون لـ”الشرق”، أن الأميركيين يريدون شيئاً في الوسط، بينما يشير إلى أن ساندرز وكورتيز يميلان إلى جعل الحزب يتحرك نحو أقصى اليسار، ما قد يبتعد بالحزب عن القاعدة المعتدلة.
وبالنسبة للنهج الاقتصادي لساندرز، يعتقد ويلسون أنه لم يحقق نجاحاً في جذب الدعم الشعبي حتى الآن، مشدداً على أن ساندرز لن يحقق تقدماً كبيراً إلا إذا حصل على دعم حقيقي من المسؤولين المنتخبين الديمقراطيين في الولايات المختلفة. بالإضافة إلى ذلك، يرى ويلسون أن خطر السماح لساندرز وكورتيز بالقيادة المبكرة في الحزب هو أن ذلك قد يبتعد بالحزب عن أجندته الأساسية.
تتبلور الخلافات، وتصبح أكثر حدة مع انتقاد بينيت التيار اليساري في الحزب، مشيراً إلى أن أخطاء اليسار المتطرف “هي التي ساهمت في وصولنا إلى هذه الفوضى في المقام الأول”، محذراً من تكرار ساندرز وكورتيز للأخطاء السابقة.
واستبعد بينيت، الذي شغل منصب نائب مساعد الرئيس للشؤون الحكومية في البيت الأبيض خلال عهد بيل كلينتون، فرضية أن يقود التقدميون الحزب خلال اللحظة الراهنة مع الشعبية التي يحظى بها ساندرز وكورتيز، قائلاً إن الناخبين الديمقراطيين، بشكل عام، معتدلون ووسطيون إلى حد كبير، على عكس الناخبين الجمهوريين الذين يميلون إلى التطرف.
وأشار بينيت إلى أن الحزب الديمقراطي لم يرشح، منذ عام 1988، أي شخص للرئاسة لا يمكن وصفه بسهولة بأنه معتدل.
ومنذ الانتخابات الرئاسية لعام 1988، لم يرشح الحزب الديمقراطي أي شخصية يمكن تصنيفها بسهولة على أنها تقدمية، أو تنتمي إلى الجناح اليساري للحزب، بدءاً من بيل كلينتون عام 1992، وصولاً إلى جو بايدن في 2020.
بدوره انتقد داس، المستشار السابق لساندرز، هذا الرأي، قائلاً إن المعارضين الرئيسيين لساندرز هم من أداروا الحزب الديمقراطي على مدار الثلاثين عاماً الماضية، متأثرين بسياسات بيل كلينتون “الذي حوّل الحزب إلى اتجاه أكثر محافظةً وأكثر دعماً للشركات، والتجارة الحرة، ما جعله يتجه نحو سياسة أكثر توافقاً مع مصالح الشركات بدلاً من التركيز على احتياجات الطبقة العاملة والطبقات الأقل دخلاً”، ومع اعتبار داس أن هذا النهج، عتيقاً، فإنه لا يزال يتمتع بنفوذ كبير داخل الحزب، “وخاصة من قبل المستشارين والمقربين من آل كلينتون”.
ورغم النفوذ الكبيرة للقادة الوسطيين في الحزب، فإن داس يراهن على وجود تحول داخل الحزب، مع تحركات ساندرز وزملاؤه في بناء تيار تقدمي داخل الحزب الديمقراطي.
وقال داس إن هناك أعداداً متزايدة من الناخبين الديمقراطيين الذين يشعرون بأن قادة حزبهم ليسوا على قدر المسؤولية، مشدداً على أن الخيار أمام القادة التقليديين في الحزب إما أن يثبتوا قدرتهم على تلبية احتياجات الناخبين والدفاع عن مصالحهم، أو أن يتنحوا جانباً لإفساح المجال لجيل جديد من القادة، “إذا استمر هؤلاء القادة في مناصبهم دون التغيير، فإن الحزب الديمقراطي سيستمر في الخسارة في الانتخابات”.
انتخابات التجديد النصفي
رغم تدهور صورة الحزب الديمقراطي في الاستطلاعات الأخيرة، يختلف الديمقراطيون بشأن مدى تأثير هذا التراجع على انتخابات التجديد النصفي للكونجرس في 2026.
وبينما يشير البعض إلى أن التقييمات السلبية للحزب حالياً لا يبدو أنها تؤثر بشكل كبير على نتائج الانتخابات، كما كان الحال في الانتخابات السابقة، فإن آخرين يجادلون على أن الحزب يمكن بسهولة أن يفقد عدداً من مقاعده، ويظل في صفوف الأقلية.
وقال بينيت إنه تاريخياً، كان رضا الناخبين عن الرئيس الحالي هو العامل الحاسم في نتائج انتخابات التجديد النصفي، وليس تقييمهم لحزب المعارضة، مضيفاً: “في كل انتخابات منتصف المدة، باستثناء انتخابات عام 2002، التي جرت بعد أحداث 11 سبتمبر مباشرة، وفي كل انتخابات أخرى، فإن الحزب الذي لم يسيطر على البيت الأبيض فاز بسهولة بمجلس النواب”.
ورغم تأكيد بينيت على أن الحزب الديمقراطي لم يستعد بعد للانتخابات، فإنه أكد على أنهم سيستعدون بقوة عندما يحين الوقت: “سنُجند مجموعة جيدة من المرشحين للترشح في الدوائر التي يمكننا استعادتها من الجمهوريين ومع تقارب هوامش الأصوات في مجلس النواب سنفعلها”.
في المقابل، يرى باتيلو أن الحزب الديمقراطي ليس مستعداً بعد لانتخابات الكونجرس، قائلاً إنه إذا جرت الانتخابات اليوم، من المحتمل أن يخسر الديمقراطيون مقاعد إضافية، لأنهم يفتقرون إلى القيادة.
وأضاف باتيلو أن الحزب لم يتخذ قراراً بشأن استراتيجيته، سواء بالبقاء في المعارضة أو محاولة التكيف مع الوضع الحالي، مشيراً إلى أن قيادة الحزب الديمقراطي ليست بنفس القوة والوضوح التي تتمتع بها القيادة الجمهورية.
واستنكر باتيلو رهان بعض الديمقراطيين على سياسات ترمب التي ستنفر الناخبين، قائلاً إن تأثيرات السياسات الاقتصادية مثل التعريفات الجمركية والترحيل الجماعي لم تؤثر بعد على حياة الناس بشكل كامل، وفي الوقت الراهن، يؤيد العديد من الأميركيين سياسات ترمب، وهم يفهمونها بشكل أفضل من سياسات الديمقراطيين، “ما يجعل من الصعب على الديمقراطيين تحقيق مكاسب في المستقبل القريب”.