وسط توتر متصاعد في البحر الأبيض المتوسط، تتجه الأنظار نحو “أسطول الصمود” الذي يبحر في اتجاه قطاع غزة متحدياً الحصار الإسرائيلي. لكن مشهد التحرك الإنساني هذا لا يبدو خالياً من الأخطار، لا سيما في ظل تحركات غامضة وتصريحات دولية متباينة.
خلال الأيام الماضية، أصدرت 16 دولة بيانًا مشتركًا تحذر فيه من أي اعتداء على الأسطول، في خطوة أثارت تساؤلات أكثر مما قدّمت تطمينات. إذ رأى مراقبون أن توقيت البيان وإصرار بعض الدول عليه قد يكون محاولة استباقية لتبرئة الذمم، لا أكثر، في حال وقع الهجوم المتوقع.
ما زاد منسوب القلق هو تقارير عن استهداف سفينتين في موانئ تونس، ومحاولات تخريبية طالت بعض السفن القادمة من أوروبا. ورغم أن التحركات توحي بأن “أسطول الصمود” ماضٍ في طريقه، فإن المخاوف من اعتراض أو استهداف عسكري، كما حدث سابقاً مع “أسطول الحرية”، تتزايد ساعة بعد أخرى.
وتُطرح علامات استفهام كثيرة حول موقف الولايات المتحدة، الغائبة عن البيان الدولي، رغم نفوذها الكبير على تل أبيب. البعض يذهب إلى أن هذا الصمت قد يُفهم كضوء أخضر ضمني لأي تحرك إسرائيلي محتمل ضد القافلة.
“أسطول الصمود” لا يحمل مساعدات فقط، بل يمثل اختباراً حقيقياً لإرادة المجتمع الدولي: فهل يسمح العالم مرة أخرى بتحويل مياه المتوسط إلى ساحة مفتوحة للعدوان؟