تذبذب “التيار” يتلف الأجهزة الكهربائية برأس العين
– رأس العين
يعاني سكان مدينة رأس العين شمال غربي الحسكة من كثرة أعطال الأجهزة الكهربائية لعدم ثبات التيار الكهربائي، وعدم قدرتهم على تركيب أجهزة تنظيم التيار.
وعند التجول في المدينة، يلاحظ تكدس الأدوات الكهربائية المعطّلة أمام محال الصيانة، لكثرة الأضرار التي تطالها، إذ يجد السكان أنفسهم مضطرين لدفع تكاليف إصلاحها بشكل متكرر.
تكاليف مرتفعة للصيانة
تزداد حاجة السكان إلى الصيانة قبيل الصيف نظرًا إلى ضرورة استخدام الأدوات الكهربائية، لكن قلة فرص العمل وضعف الأجور يدفعانهم للاستدانة أو تأجيل الصيانة حتى يتسنى لهم توفير تكاليفها.
وقال علاء الدين السليم، وهو من سكان رأس العين، إن الثلاجة لديه تعطلت عدة مرات نتيجة تذبذب التيار الكهربائي، وإن أحدث الأعطال دفعه إلى تغيير المحرك، بتكلفة تجاوزت 50 دولارًا أمريكيًا.
وأضاف ل أن صيانة الأعطال الكهربائية أرهقته ماديًا، كونه يعمل على دراجته النارية في توصيل الطلبات، لافتًا إلى أنه يفكر بالاستدانة لشراء ألواح طاقة شمسية في حال استمر وضع الكهرباء على حاله.
من جانبه، قال صابر المراد، إنه يعمل كمدخل بيانات، لكن تذبذب الكهرباء أدى إلى تعطل معالج الحاسوب وتضرره بشكل كبير.
وأوضح ل أن أعماله توقفت نتيجة العطل، وأشار إلى أنه يعمل على صيانة الحاسوب، لكنه لن يقوم مستقبلًا بتشغيله دون منظم للتيار، للحفاظ عليه.
وطالب شركة الكهرباء بضرورة إيجاد حل لهذه المشكلة، نظرًا إلى أن أغلب السكان لا يملكون الإمكانيات المادية الكافية لشراء منظمات.
أما سلوى عز الدين فقالت إنها شغّلت “المكيّف” منذ أسبوعين بسبب موجة الحر التي تشهدها المدينة، لكنه تعطل بعد ثلاثة أيام بسبب ضعف التيار الكهربائي.
وأضافت ل أنها أخذته إلى محل صيانة الأدوات الكهربائية، وعند فحصه أخبرها صاحب المحل أنه وجد تلفًا في المكثف الكهربائي (المسؤول عن توزيع الطاقة الكهربائية للمكيف).
وبسبب التكاليف المادية المرتفعة لصيانته، امتنعت عن إصلاحه، وهي تعتمد في الوقت الحالي على المروحة السقفية حتى تتوفر الإمكانيات المادية لديها.
ويعتمد سكان المدينة البالغ عددهم 115 ألف نسمة بشكل رئيس على قطاع واحد هو الزراعة، وتتراوح أجور المياومة بين 30 و40 ألف ليرة سورية (ما يقارب دولارين ونصفًا)، وتختلف حسب عدد ساعات العمل ونوعية المهنة، سواء كانت زراعية أو إنشاءات.
تيار غير مستقر
بحسب أصحاب محال لصيانة الأدوات الكهربائية في رأس العين، فإن ارتفاع وانخفاض التوتر بات حالة مستمرة ليس لها حل سوى الاعتماد على أجهزة تنظيم الكهرباء، لتأمين حماية تلك الأدوات، لكن الأهالي اليوم لا يستعملون مثل هذه الأجهزة في منازلهم لغلاء أسعارها.
علاء عبد الباسط، صاحب محل صيانة، قال ل، إن الأعطال كثيرة نتيجة تذبذب التيار الكهربائي، وأوضح أن أغلب الأجهزة الكهربائية في سوريا تعمل على جهد كهربائي 220 فولطًا، وضعف الجهد أو قوته يؤدي إلى الأعطال.
وأشار إلى أن أغلب الأجهزة التي تعطلت هي الأجهزة التي تحتاج إلى تيار كهربائي مستقر عند إقلاعها، مثل الثلاجات والغسالات التي تملك محركات لتشغيلها.
وبحسب رصد لأسعار “المنظِّمات الكهربائية”، فإنها تنقسم إلى أوروبية، وصينية، وتركية، وتعتبر الأوروبية الأكثر تكلفة، حيث يتراوح سعر “المنظِّم” بين 70 و200 دولار أمريكي.
وتتراوح أسعار “المنظِّمات” التركية بين 50 و120 دولارًا أمريكيًا، وتبدأ أسعار “المنظِّمات” الصينية من 150 دولارًا للنوع الأول، و90 دولارًا للنوع المتوسط، و65 دولارًا للنوع الخفيف.
وتختلف أسعارها بحسب استطاعتها وقدرتها على استيعاب المزيد من الأجهزة وحمايتها من التلف.
شبكات قديمة عقبات أمام التطوير
إبراهيم جويد، محامٍ يعمل ضمن شركة الكهرباء “AK ENERGY” العاملة في رأس العين، قال ل، إن السبب الرئيس لتذبذب التيار هو الشبكات الكهربائية القديمة، التي تعود إلى عقود سابقة، ما يجعلها غير قادرة على تحمل الأحمال المتزايدة ويعرضها للأعطال والتذبذبات.
وأوضح أن الشركة تعمل على صيانة شبكات الكهرباء في المدينة، لكن ضمن خطة تمنع من الصيانة بشكل عشوائي بل يتم الأمر بشكل تدريجي (أي منطقة منطقة).
وأضاف أن عمليات الصيانة للشبكة لم تتوقف، لكن يتطلب الأمر وقتًا وجهدًا كبيرًا، إذ إن أغلب شبكات المدينة وطرق توصيل الكهرباء فيها كانت خاطئة، وهذا يتطلب وقتًا لصيانتها أو حتى استبدالها بشكل كامل.
وأشار إلى أن واقع الكهرباء تحسن في المدينة، حيث لم تعد هناك انقطاعات متكررة، وأن الشركة تعمل على توفير كهرباء مستقرة ومن دون مشكلات تسبب الخسائر للسكان.
وأُسست شركة “AK Energy” في ولاية كلّس التركية، وتعود ملكيتها للسوري إبراهيم خليل وثلاثة أشخاص أتراك، وبدأت الشركة أعمالها بأرياف حلب في 1 من حزيران 2017، وحصلت على ترخيص رقم “9123455” من غرفة الصناعة والتجارة في ولاية غازي عينتاب التركية.
ووقعت الشركة أول عقودها مع المجلس المحلي في رأس العين وتل أبيض في آذار 2021، ويتضمن وصول التيار الكهربائي إلى مدينة رأس العين وريفها، وفق حديث ل مع رئيس المجلس المحلي في رأس العين سابقًا، مرعي اليوسف.
وينص عقد الشركة مع المجلس المحلي على تغذية المدينة والريف خلال عام فقط، لكن الشركة تخلفت عن العقد المبرم حيث استغرق إيصال الكهرباء إلى مدينة رأس العين بشكل كامل أكثر من عامين.
وكان من أبرز بنود العقد، صيانة البنية التحتية للكهرباء في المدينة والريف، لكن لم تستبدل البنية التحتية للكهرباء، وجرى توصيلها بشكل عشوائي، ولا تزال المدينة تعاني من انقطاعات متكررة نتيجة لذلك.
مرتبط
المصدر: عنب بلدي