اخر الاخبار

تراجع للتأييد.. ترمب يدافع عن رؤيته الاقتصادية في ميشيجان

يبدأ الرئيس الأميركي دونالد ترمب الدفاع عن برنامجه السياسي والاقتصادي وجهاً لوجه أمام أنصاره خلال تجمع في ميشيجان، الثلاثاء، بعد أن أمضى الـ100 يوم الأولى في ولايته ما بين البيت الأبيض أو نواديه الخاصة، فيما تتردد أصداء حربه التجارية على الاقتصاد الأميركي.

ويلقي ترمب خطاباً، الثلاثاء، في ضواحي مدينة ديترويت بولاية ميشيجان، حيث من المقرر أن يُشيد بسجله خلال ولايته الثانية.

وفي مايو، سيلقي خطابين آخرين أمام أنصاره، قبل أن يسافر إلى الشرق الأوسط، حيث يزور السعودية وقطر والإمارات.

وتأتي هذه الزيارات وسط تراجع في نتائج استطلاعات الرأي، التي تُظهر فتوراً من أنصاره تجاه خططه الاقتصادية، بالإضافة إلى قلق قادة أجانب ومستثمرين من أنها قد تؤدي إلى ركود اقتصادي.

وتحت ضغط متزايد لتحقيق أول انتصار تشريعي له، يسعى ترمب أيضاً لحشد الدعم لمشروع قانون الضرائب، وفقاً لـ”بلومبرغ”.




حتى الآن، كان ترمب يتبع نمطاً مألوفاً، أيام الأسبوع في البيت الأبيض، وعطلات نهاية الأسبوع في بالم بيتش، حيث يلعب الجولف ويتناول العشاء في منتجع مارالاجو مع مؤيدين ومساعدين له. وتعرض هذا النهج لانتقادات بعد أن أثارت التعريفات الجمركية الشاملة التي أقرها ذعراً في سوق الأسهم، وزادت من قلق الأميركيين بشأن الاقتصاد.  

وحتى 29 أبريل، غادر ترمب منطقة واشنطن 13 مرة للقيام برحلات داخلية، بما في ذلك زيارات لممتلكاته، وفق “بلومبرغ”.  

وفي الأسبوع الأول من ولايته، زار نورث كارولاينا وكاليفورنيا لتفقد أضرار الأعاصير والحرائق، ثم توجه إلى نيفادا لحضور تجمع في لاس فيجاس، قبل أن يذهب إلى ميامي.  

ومنذ ذلك الحين، تركزت رحلاته غالباً على ناديه الخاص في جنوب فلوريدا، وزاره تسع مرات منذ يوم التنصيب، كما زار ناديه للجولف في نيوجيرسي مرتين.  

وقال مسؤول في البيت الأبيض لـ”بلومبرغ” إن ترمب، البالغ من العمر 78 عاماً، ليس متحمساً للسفر كثيراً في ولايته الثانية، خاصة بعد أن أدرك خلال الفترة الانتقالية أن قادة العالم والمديرين التنفيذيين يمكنهم زيارته في واشنطن أو بالم بيتش إن لزم الأمر، وهو أمر يفضله ترمب.

الاستطلاعات تظهر تراجعاً للدعم

ويقول مقربون من ترمب إن الوقت مناسب الآن لإعادته إلى الميدان لإثارة حماس مؤيديه والترويج لسياساته، وفقاً لـ”بلومبرغ”.

وأظهر استطلاع لصحيفة “واشنطن بوست” وشبكة ABC أن 39% فقط من الأميركيين يوافقون على أدائه، انخفاضاً من 45٪ في فبراير.

أما أسوأ القضايا تقييماً فكانت التضخم والتعريفات الجمركية بحسب استطلاع لشبكة “فوكس نيوز”. وأظهر استطلاع لشبكة CNN أن أقل من أربعة من كل عشرة أميركيين يوافقون على طريقة إدارته للاقتصاد.

وفي نهاية أبريل، أظهر مؤشر ثقة المستهلك الصادر عن “جامعة ميشيجان” أن الأسر الأميركية كانت أقل تفاؤلاً بشأن الاقتصاد مقارنة بمارس، وتوقعت ارتفاعاً طويل الأجل في التضخم هو الأعلى منذ عام 1991 بسبب القلق من التعريفات.

ونشر ترمب، مساء الاثنين، منشوراً على وسائل التواصل الاجتماعي وصف فيه الاستطلاعات بأنها “مزيفة”، وقال: “نحن نبلي بلاءً حسناً”.

وقال أليكس كونانت، المستشار الاستراتيجي الجمهوري الذي عمل في البيت الأبيض في عهد جورج بوش الابن: “دائماً ما يكون هناك اعتقاد بأنه عندما يخرج الرئيس بين الناس ويشرح سياساته، تتحسن الأمور”.

واعتبر مايك دوبك، مدير الاتصالات في البيت الأبيض خلال ولاية ترمب الأولى، أن ذلك قد يكون أقل تأثيراً على ترمب مقارنة برؤساء آخرين اعتادوا السفر بكثافة في الأسابيع الأولى من ولايتهم، نظراً لقدرته على “السيطرة على شاشات التلفزيون”.

سياسات تعصف بالشركات

وترددت أصداء تداعيات الحرب التجارية في مجتمع الأعمال، الثلاثاء، إذ أعلنت عملاق خدمات الشحن والتوصيل “يو.بي.إس” عزمها إلغاء 20 ألف وظيفة لخفض التكاليف بينما سحبت “جنرال موتورز” توقعاتها للعام الجاري، وأجّلت مكالمة مع المستثمرين إلى الخميس، في انتظار تعديلات محتملة على السياسة التجارية.

وانضمت شركة صناعة السيارات في ديترويت وكرافت هاينز وإلكترولوكس وشركات رائدة أخرى، الثلاثاء، إلى قائمة تضم شركات من قطاعات متنوعة سحبت توقعاتها للعام الجاري أو خفضتها في تطورات تشير إلى أن السياسات التجارية الفوضوية تؤثر بشدة على الشركات وتصعب عملية التخطيط للمستقبل.

وقالت كارول تومي، الرئيسة التنفيذية لشركة “يو.بي.إس”، في مكالمة نتائج الأعمال “لم يواجه العالم مثل تلك التأثيرات المحتملة الهائلة على التجارة منذ أكثر من مئة عام”، وفق ما أوردت وكالة “رويترز”

وتسببت الرسوم الجمركية الشاملة التي فرضها ترمب في أوائل أبريل في موجة بيع في الأسهم العالمية، ودفعت المستثمرين إلى تقليل حيازاتهم من الدولار وسندات الخزانة، وهما من الملاذات الآمنة عادة.

ودفع ذلك البيت الأبيض إلى التراجع عن بعض الرسوم أو تعليقها مؤقتاً، وذلك رغم أن الرسوم المرتفعة على السلع الصينية والمعادن وغيرها لا تزال سارية.

وقال وزير الخزانة سكوت بيسنت، الثلاثاء، إن ترمب سيعلن تخفيضات في الرسوم الجمركية المقررة على قطع غيار السيارات، لتجنب فرض رسوم مزدوجة على القطع والمواد المستخدمة في تصنيعها.

وأظهر تحليل أجرته “رويترز” أن نحو 40 شركة حول العالم سحبت أو خفضت توقعاتها المستقبلية خلال أول الأسبوعين من موسم نتائج أعمال الربع الأول.

تراجع البيانات الاقتصادية في ولايات ترمب

ويزور ترمب، الثلاثاء، مقاطعة ماكومب في ولاية ميشيجان، مركز صناعة السيارات، للاحتفال بيومه المئة في المنصب عبر خطاب في منطقة يعيش فيها عمال من الطبقة العاملة، يقول إنه يحميهم بتعريفاته الجمركية.  

وقال أحد مستشاري ترمب لـ”بلومبرغ” إنهم يتمنون أن يعود إلى الميدان مرة أخرى، وربما من خلال سلسلة فعاليات تروّج لخطة خفض الضرائب التي تحظى بشعبية أكبر بين الناخبين.

وأشار المستشار إلى أن ترمب يستمد طاقته من تفاعله مع مؤيديه في التجمعات الحاشدة، وغالباً ما تثمر تلك الرحلات عن أفكار سياسية جديدة.  

وتراجعت ثقة المستهلك في ميشيجان وأوهايو وبنسلفانيا، وهي ولايات فاز بها ترمب، بعد انتعاشها عقب انتخابه، على الرغم من أن مؤشر ميشيجان ارتفع قليلاً في أبريل. وتراجع مؤشر الثقة في بنسلفانيا، وهي ولاية متأرجحة قلبها ترمب من الديمقراطيين العام الماضي، بشكل حاد منذ ديسمبر.

وتُعد جورجيا ونيفادا، وهما من الولايات التي فاز بها ترمب أيضاً، من بين الولايات التي فقدت وظائف منذ ديسمبر. كما ارتفعت معدلات البطالة في أريزونا وميشيجان وبنسلفانيا وويسكونسن.  

ويعتقد العديد من حلفاء ترمب أنه لا يحتاج بالضرورة إلى زيارة أماكن مثل مصنع في ويسكونسن لإيصال رسالته. وقال مستشار آخر لـ”بلومبرغ”، إن ترمب يستطيع جذب اهتمام واسع دون مغادرة البيت الأبيض، مشيراً إلى أن كل مرة يتحدث فيها الرئيس إلى الصحافة تُنقل مباشرة على الهواء، كما حدث في اجتماع لمجلس الوزراء هذا الشهر.  

وأضاف المستشار أن ترمب كان يركز على العمل من البيت الأبيض، وبالنظر إلى وتيرة نشاطه، فإن الأميركيين يدركون أنه مشغول، وأشار إلى أن الوزراء قاموا بجولات في البلاد وشاركوا في مقابلات إعلامية محلية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *