ترامب: أتحدث مع بوتين عن تقسيم أصول بين روسيا وأوكرانيا

أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب أنه يعتزم التحدث مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، الثلاثاء، فيما طالبت موسكو بضمانات “صارمة” في أي معاهدة سلام مع أوكرانيا.
وقبل نحو أسبوعين، اقترح الرئيس الأميركي وقف إطلاق نار بين روسيا وأوكرانيا لمدة شهر، وهو ما وافقت عليه كييف خلال محادثات أميركية أوكرانية في مدينة جدة السعودية، الثلاثاء.
وقال ترمب للصحافيين على متن الطائرة الرئاسية خلال رحلة عودة في وقت متأخر من فلوريدا إلى واشنطن: “سأتحدث مع الرئيس بوتين الثلاثاء.. لقد أُنجز الكثير من العمل خلال عطلة نهاية الأسبوع”.
وأضاف الرئيس الأميركي: “نريد أن نرى ما إذا كان بإمكاننا إنهاء هذه الحرب.. ربما نستطيع، وربما لا، لكنني أعتقد أن لدينا فرصة جيدة جداً”، مشيراً إلى أنه قد يعلن “شيئاً بشأن المحادثات بين أوكرانيا وروسيا بحلول يوم الثلاثاء”.
وأوضح أن “الأراضي ومحطات الطاقة هي محور المحادثات بشأن الاتفاق الروسي الأوكراني”، مضيفاً: تحدثنا بالفعل عن “تقسيم بعض الأصول” بين روسيا وأوكرانيا.
الرسوم الجمركية
وفيما يتعلق بمسألة التعريفات الجمركية على واردات المعادن العالمية، قال ترمب إنه ” لا ينوي منح إعفاءات من الرسوم الجمركية على الصلب والألومنيوم”، مضيفاً، بأنه “سيتم فرض رسوم جمركية متبادلة وقطاعية في الثاني من أبريل”.
وفي حديثه للصحفيين على متن الطائرة، قال ترمب إن الرسوم الجمركية المتبادلة على شركاء الولايات المتحدة التجاريين ستُفرض إلى جانب الرسوم الجمركية على السيارات.
وفرض الرئيس ترمب رسوماً جمركية بنسبة 25% على جميع واردات الصلب والألمنيوم الأميركية بهدف تعزيز الإنتاج المحلي.
وهدد ترمب بفرض مجموعة من العقوبات التجارية منذ عودته إلى البيت الأبيض في يناير، على الرغم من أنه أرجأ تنفيذ العديد منها.
وفي تعليق على العمليات العسكرية التي تشنها الولايات المتحدة ضد الحوثيين في اليمن، قال ترمب: “لست قلقاً بشأن أي إجراءات انتقامية بعد عمليتنا في اليمن”.
وشن الجيش الأميركي، الاثنين، غارات جديدة ضد مواقع الحوثيين في اليمن، لليوم الثاني على التوالي، وسط إعلانات رسمية باستمرارها لفترة قادمة.
موسكو تطالب بضمانات “صارمة”
وفي موسكو، قال نائب وزير الخارجية الروسي في تصريحات نشرت، الاثنين، إن روسيا ستسعى للحصول على ضمانات “صارمة” في أي اتفاق سلام بشأن أوكرانيا بأن تستبعد دول حلف شمال الأطلسي (الناتو) كييف من العضوية، وأن تظل أوكرانيا محايدة.
وكان المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف قال لشبكة CNN، الأحد، بعد عودته من اجتماع وصفه بأنه “إيجابي” مع بوتين في موسكو إن من المتوقع أن يتحدث ترمب مع نظيره الروسي هذا الأسبوع بشأن سبل إنهاء الحرب المستمرة منذ 3 سنوات في أوكرانيا.
وفي مقابلة واسعة النطاق مع صحيفة “إزفستيا” الروسية لم تشر إلى مقترح وقف إطلاق النار، قال ألكسندر جروشكو نائب وزير الخارجية إن أي معاهدة سلام طويلة الأمد بشأن أوكرانيا يجب أن تلبي مطالب موسكو.
ونقلت الصحيفة عن جروشكو قوله: “سنطالب بأن تصبح ضمانات أمنية صارمة جزءاً من هذا الاتفاق”.
وأضاف: “ومن بين هذه الضمانات الوضع المحايد لأوكرانيا ورفض دول الناتو قبولها في الحلف”.
رفض نشر مراقبين
وسبق أن أكدت موسكو معارضتها القاطعة لنشر مراقبين من حلف “الناتو” في أوكرانيا، كما شدد جروشكو مجدداً على موقف الكرملين في هذا الشأن.
وعبرت بريطانيا وفرنسا عن استعدادهما لإرسال قوة حفظ سلام لمراقبة أي وقف لإطلاق النار في أوكرانيا. وصرح رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيزي بأن بلاده منفتحة أيضاً على أي طلبات.
وقال جروشكو: “لا يهم تحت أي تسمية يتم نشر قوات حلف الناتو على الأراضي الأوكرانية، سواء كانت تابعة للاتحاد الأوروبي، أو حلف شمال الأطلسي، أو بصفة وطنية”.
وتابع: “إذا ظهروا هناك، فهذا يعني أنهم منتشرون في منطقة صراع مع كل العواقب التي ستترتب على هذه القوات باعتبارها أطرافاً في الصراع”، مؤكداً أن من غير الممكن مناقشة نشر مراقبين غير مسلحين، لمراقبة ما بعد انتهاء الصراع إلا بعد التوصل إلى اتفاق سلام.
وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في تصريحات، الأحد، إن نشر قوات حفظ السلام في أوكرانيا هو مسألة تقررها كييف وليس موسكو.
وقال جروشكو إن الحلفاء الأوروبيين لكييف يجب أن يفهموا أن استبعاد عضوية أوكرانيا في حلف الناتو واستبعاد إمكانية نشر قوات عسكرية أجنبية على أراضيها هو فقط ما سيكون في صالح المنطقة.
وأضاف: “ومن ثم سيتم ضمان أمن أوكرانيا والمنطقة بأكملها بالمعنى الأوسع، إذ سيتم القضاء على أحد الأسباب الجذرية للصراع”.