أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن صواريخ “توماهوك” المجنحة تعد من أكثر الأسلحة تعقيداً في منظومة الجيش الأمريكي، مشيراً إلى أن التدريب على استخدامها يتطلب فترة طويلة تتراوح بين ستة أشهر وسنة كاملة، وهو ما يجعل من الصعب نقل هذه التقنية إلى أي طرف خارجي.
وقال ترامب، في مؤتمر صحفي عقده بالبيت الأبيض، إن “مشكلة توماهوك التي لا يعرفها الكثيرون تكمن في أن تشغيلها يحتاج إلى تدريب معقد وطويل الأمد”، مؤكداً أن الولايات المتحدة لا تنوي تدريب أي دولة أخرى على استخدامها، في إشارة واضحة إلى الجدل الدائر حول احتمال تزويد أوكرانيا بهذا السلاح المتطور.
وأوضح الرئيس الأمريكي أن إطلاق صواريخ “توماهوك” يتم حصرياً بواسطة القوات الأمريكية، قائلاً: “الطريقة الوحيدة لإطلاق توماهوك هي أن نطلقها نحن، ولن نسمح لغيرنا بذلك”.
وأضاف أن الصاروخ يتميز بـ”قوة تدميرية هائلة ودقة عالية في الإصابة، وربما هذا ما يجعله سلاحاً بالغ التعقيد لا يمكن التعامل معه بسهولة”.
جاءت تصريحات ترامب في أعقاب نقاشات مطوّلة داخل الأوساط العسكرية والسياسية الأمريكية بشأن دعم كييف بأسلحة استراتيجية متقدمة، حيث يرى بعض الخبراء أن تسليم صواريخ “توماهوك” إلى أوكرانيا قد يؤدي إلى تصعيد ميداني خطير مع روسيا، بينما يؤكد آخرون أن واشنطن يجب أن توازن بين دعم حلفائها والحفاظ على تفوقها العسكري.
وشدد ترامب على أن الولايات المتحدة «تحتاج بنفسها إلى تلك الصواريخ ضمن ترسانتها الدفاعية»، موضحاً أن نقلها إلى الخارج قد يُحدث خللاً في الجاهزية القتالية الأمريكية.
وأضاف: “أولويتنا هي حماية أمننا القومي والحفاظ على توازن قوتنا، ولن نغامر بتقليص قدراتنا لصالح أي طرف مهما كانت الظروف”.
ويُنظر إلى “توماهوك” كأحد أكثر الأسلحة الأمريكية دقة وفاعلية، إذ تستطيع إصابة أهداف على بعد يتجاوز 1500 كيلومتر، وتُستخدم عادة في الضربات الدقيقة ضد منشآت عسكرية أو بنى تحتية حساسة.
وقد استخدمت واشنطن هذه الصواريخ في عدة عمليات خلال العقود الماضية، أبرزها في العراق وسوريا وليبيا.
بهذه التصريحات، يبعث ترامب برسالة مزدوجة: الأولى إلى موسكو بأنه لا يسعى لتصعيد إضافي في الحرب الأوكرانية، والثانية إلى الداخل الأمريكي بأنه متمسك بسياسة «أمريكا أولاً» التي تضع مصالح الأمن القومي فوق أي اعتبارات سياسية أو تحالفية.
المصدر: صدى البلد