ترامب: جرينلاند مهمة لأمننا وستكون جزءاً من مستقبل بلادنا

قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الاثنين، إن جرينلاند ستكون جزءاً من مستقبل بلاده، في الوقت الذي انتقد فيه قادة الجزيرة زيارة مقررة هذا الأسبوع لوفد أميركي رفيع المستوى بقيادة أوشا فانس، زوجة نائب الرئيس جي دي فانس.
وذكر ترمب خلال اجتماع لحكومته في واشنطن العاصمة أن إدارته تتعامل مع أشخاص في جرينلاند “يريدون حدوث شيء ما” في إشارة إلى دعواته المتكررة للولايات المتحدة لضم الإقليم الدنماركي شبه المستقل.
وبحسب صحيفة “نيويورك تايمز” فإن ترمب قال إن “المسؤولين الأميركيين يحاولون لأكثر من 150 عاماً، الاستيلاء على جرينلاند”.
وظهرت الفكرة في ستينيات القرن التاسع عشر، ثم تكررت قبل الحربين العالميتين وبعدهما.
وذكرت الصحيفة أن التوقيت مثالي للغاية، إذ يُعيد سكان جرينلاند النظر في تاريخهم الاستعماري المؤلم في ظل حكم الدنمارك، ويتوق الكثيرون منهم إلى الانفصال عنها، إذ لا تزال تُسيطر على بعض شؤون الجزيرة، لكن يبدو أن الرئيس ترمب بالغ في تقدير أوراقه بشكل كبير، بحسب “نيويورك تايمز”.
“زيارة ودية”
وقالت الإدارة الأميركية إن زيارة أوشا فانس للجزيرة “زيارة ودية”، قائلة إن زوجة نائب الرئيس، ستحضر سباق زلاجات الكلاب هذا الأسبوع مع أحد أبنائهما، وأن مايكل والتز، مستشار الأمن القومي، سيزور قاعدة عسكرية أميركية.
ولكن بدلاً من كسب قلوب وعقول سكان جرينلاند البالغ عددهم 56 ألف نسمة، فإن هذه الخطوة، إلى جانب تصريح ترمب الأخير عندما قال “بطريقة أو بأخرى، سوف نحصل عليها”، دفع حكومة جرينلاند خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية، للتخلي عن موقفها المتحفظ والغامض في مواجهة إلحاح ترمب، إذ وصفته بـ”العدواني” وطلبت الدعم من أوروبا، وفقاً لـ”نيويورك تايمز”.
وقال لارس ترير موجنسن، المحلل السياسي المقيم في كوبنهاجن للصحيفة: “من الواضح أن هذا سيؤدي إلى نتائج عكسية لما يريده الأميركيون. هذا الهجوم يدفع جرينلاند بعيداً عن الولايات المتحدة، رغم أن جميع الأطراف في جرينلاند كانت تتطلع قبل عام إلى مزيد من الأعمال التجارية مع الأميركيين”.
وعن توقعه لمسار الأمور، قال إن سكان جرينلاند “سيسعون إلى الأمان في ظل الوضع الراهن في الدنمارك وحلفائها”.
وبشأن زيارة زوجة نائب الرئيس لسباق زلاجات الكلاب، صرح منظمو المسابقة Avannaata Qimussersua، التي تُعتبر بمثابة “سوبر بول” بالقول “لم ندعوهما” وأضافوا: “إن الحدث مفتوح للجمهور، وبإمكانهم الحضور كمتفرجين”.
نوايا ترمب
وبدأت مأساة جرينلاند خلال ولاية ترمب الأولى، إذ طرح فكرة شراء الجزيرة من الدنمارك، لاسيما وأن مؤيديه أشاروا إلى موقعها الاستراتيجي المتميز على أطراف أميركا الشمالية، وعلى طول المحيط المتجمد الشمالي، على الرغم من أن ترمب لم يكن أول مسؤول أميركي يطرح هذه الفكرة.
وفي عام 1868، كلف وزير الخارجية ويليام سيوارد، بعد إتمام صفقة شراء ألاسكا، بإجراء دراسة حول الاستحواذ على جرينلاند. كان مهتماً بفحم الجزيرة، لكن خطته لم تُكتب لها النجاح.
وأعاد المسؤولون الأميركيون إحياء الفكرة عام 1910، ثم عام 1946، معتبرين جرينلاند أرضاً ذات أهمية استراتيجية، لكن الدنمارك لم ترغب في التخلي عنها.
وفي عام 2009، منحت الدنمارك جرينلاند حكماً ذاتياً محدوداً، ما يعني أن الجزيرة تدير معظم شؤونها باستثناء الدفاع والسياسة الخارجية وبعض الشؤون الأخرى.
نتائج الانتخابات
وأسفرت انتخابات برلمانية حظيت بمتابعة دقيقة عن نتيجة متباينة ومحرجة، فالحزب الفائز بالمركز الأول يريد السعي ببطء نحو الاستقلال، بينما يريد الحزب الفائز بالمركز الثاني تحقيق ذلك في أسرع وقت ممكن، إذ يضم عضواً بارزاً مؤيداً لترمب حضر حفل تنصيب الرئيس الأميركي، وفقاً للصحيفة.
وهذا يثير مسألة أخرى، بشأن توقيت الزيارة، في حين لا تزال أحزاب جرينلاند تتفاوض بشأن تشكيل الإدارة المقبلة للجزيرة.
وقدم سفيند هاردنبرغ، وهو أحد المديرين التنفيذيين في مجال التعدين، ونجم مسلسل دنماركي على شبكة “نتفليكس”، تدور أحداث موسم كامل منه في جرينلاند، وجهة نظر مختلفة، قائلاً: “يُفسر الناس النية السياسية في أمر واضح تماماً من الناحية العملية، كان من المفترض أن يكون هذا احتفالاً ثقافياً إيجابياً، لكنه الآن تحول إلى مواجهة جيوسياسية”.