أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الثلاثاء، عزمه استخدام كل الموارد المتاحة لدى الولايات المتحدة، لقمع العنف، وفرض القانون والنظام فوراً، معتبراً أن العالم بأسره يرى الآن أن الهجرة غير المضبوطة تؤدي إلى الفوضى، والخلل، والاضطراب.

وقال ترمب، في خطاب بمناسبة ذكرى ذكرى مرور 250 عاماً على تأسيس الجيش الأميركي: “لن ننتظر 7 أو 8 أيام، ولن ننتظر حاكماً لن يتصل أبداً بينما مدنه تحترق (في إشارة إلى حاكم ولاية كاليفورنيا)، لو لم نفعل ما فعلناه، لكانت لوس أنجلوس الآن تحترق بالكامل، كما احترقت منازلها قبل بضعة أشهر فقط. والعلم الوحيد الذي سيرفرف منتصراً فوق شوارع لوس أنجلوس هو العلم الأميركي”.

واتهم ترمب حاكم كاليفورنيا، وعمدة لوس أنجلوس بتمويل المخربين، والمحرّضين، والمتمرّدين، موضحاً: “إنهم متورطون في محاولة متعمّدة لإبطال القانون الفيدرالي، ومساعدة الغزاة المجرمين في احتلال المدينة، وهذا هو الواقع.. إنهم غزاة، لا فرق بينهم وبين أي غزو خارجي”، متعهداً بتحرير لوس أنجلوس وجعلها حرة ونظيفة وآمنة من جديد، وبسرعة. 

وأضاف: “موقفهم هو أن أعمال الشغب لن تتوقف ما لم تنسحب إدارة الهجرة من لوس أنجلوس وتتوقف عن تطبيق قانون الهجرة الفيدرالي.. هل رأيتم عدد الأعلام التي جرى حرقها؟ من حرقوها من أبناء بلدنا أو من أشخاص يحبون هذا البلد.. الأشخاص الذين يحرقون العلم الأميركي يجب أن يُسجنوا لمدة عام واحد.. هذا ما ينبغي أن يحدث، وسنرى إن كان بإمكاننا تنفيذ ذلك، سنحاول تحقيق ذلك، نحن نعمل مع بعض أعضاء مجلس الشيوخ”.

وتابع ترمب: “المحرّضون يرمون القنابل الحارقة وزجاجات المولوتوف، ويشعلون السيارات، كما رأيتم تلك السيارات المحترقة، إنهم يهجمون على ضباط الشرطة وعلى ضباط إدارة الهجرة (ICE)، وهم من أقسى الناس الذين يمكن أن تقابلوهم، إنهم يحبون بلدنا، وقد حاول أولئك المخرّبون فعلياً سحقهم، لكنهم كانوا أقوى من أن يُهزموا.. لم يسمحوا بذلك”.

وأشار إلى أن من سماهم المخربين، يحاولون التسلل واحتلال المباني الفيدرالية وهم يرتدون دروعاً وخوذاً واقية باهظة الثمن من أفضل ما يمكن للمال شراؤه، معتبراً أن هناك “شخص ما يقوم بتمويلهم، وسنكتشف من هو، بام بوندي (وزيرة العدل) والوزارة يعملان بالفعل لمعرفة من يموّل كل هذه المعدات.. هؤلاء محترفون”.

وشدد ترمب، على أنه في ظل إدارته “لن يُسمح لهذا النوع من الفوضى بالاستمرار.. لن نسمح بالاعتداء على عملاء فيدراليين، ولن نسمح لمدينة أميركية بأن تُغزَى وتُحتل من قبل عدو أجنبي، وهذا ما هم عليه في الواقع”.

واعتبر، أن “كثير من هؤلاء الأشخاص يعيشون هنا بسبب إدارة (الرئيس السابق جو) بايدن.. لقد دُفع بهم إلى داخل البلاد.. جاءوا من السجون، من المعتقلات، من كل أنحاء العالم.. جاءوا من مستشفيات الأمراض العقلية، كانوا زعماء عصابات ومهربي مخدرات، وسُمح لهم بدخول بلدنا”.

ولفت ترمب، إلى أنه أرسل الآلاف من قوات الحرس الوطني ومئات من مشاة البحرية إلى كاليفورنيا لحماية أجهزة إنفاذ القانون الفيدرالية مما سماه “هجمات حشد وحشي وعنيف، وبعض اليساريين المتطرفين.. هذا ليس أمراً جيداً.. لو لم نفعل ذلك، لكانت لوس أنجلوس تحترق اليوم”.

وتحدث ترمب عن أجيال من أبطال الجيش الأميركي لم تسفك الدماء في أراضٍ بعيدة لكي يشاهدوا الولايات المتحدة تُدمّر من خلال الغزو والفوضى التي تشبه دول العالم الثالث كما يحدث الآن في كاليفورنيا، وشدد: “بصفتي القائد الأعلى، لن أسمح بحدوث ذلك.. لن يحدث ذلك أبداً”.

ووصف، ما يحدث في كاليفورنيا بأنه “هجوم شامل على السلام، وعلى النظام العام، وعلى السيادة الوطنية.. ينفذه مثيرو شغب يحملون أعلاماً أجنبية، بهدف مواصلة غزو أجنبي لبلادنا.. لن نسمح بذلك”.

وحمل ترمب الهجرة غير القانونية مسؤولية ما حدث، بقوله: “تذكّروا.. ملايين الأشخاص تم السماح لهم بالدخول إلى بلادنا دون أي تدقيق أو فحص من قِبل أشخاص أغبياء، أو يساريين متطرفين، أو مرضى نفسياً، ولكن بغض النظر عن السبب، فإن سياسة الحدود المفتوحة هي أغبى سياسة على الإطلاق.. أقول لكم إنها أكثر غباءً حتى من السماح للرجال بالمشاركة في الرياضات النسائية.. حتى هذا أقل غباءً من ذلك.. إنهم يقذفون الحجارة وكتل الأسمنت على قوات إنفاذ القانون.. هل شاهدتم؟ إنهم يكسرون الأرصفة والطرق بالحجارة.. يستخدمون مطارق ضخمة.. هؤلاء ليسوا هواة، بل محترفون.. إنهم يكسرون الأرصفة لأننا أخذنا منهم الطوب الأحمر الذي كانوا يستخدمونه لرميه على جنودنا.

وكشف الرئيس الأميركي، عن إقرار أكبر ميزانية للعمليات العسكرية تبلغ أكثر من تريليون دولار، وهو رقم لم تقترب منه البلاد من قبل.

وأعرب ترمب عن فخره بالجيش، بقوله: “من يونيو 1775 حتى يونيو 2025، كل من تجرأ على تحدي الجيش الأميركي واجه قوة لا تلين، وروحاً لا تنكسر، وقوة لا يمكن إيقافها ولا مقاومتها، قالوا إن القضاء على تنظيم (داعش) سيستغرق 5 سنوات، لكننا أنجزنا المهمة في 4 أسابيع.. 4 أسابيع فقط”.

وبشأن العرض العسكري المرتقب، السبت، قال ترمب: “يوم السبت سيكون يوماً كبيراً في العاصمة واشنطن، كثير من الناس قالوا لا نريد فعل ذلك، فقلت بلى، نريد أن نظهر قوتنا قليلاً”.

وأضاف: “مؤخراً احتفلت دول أخرى بالانتصار في الحرب العالمية الأولى، كانت فرنسا تحتفل، في الحقيقة، كان الجميع يحتفل، باستثناء الولايات المتحدة.. نحن الدولة الوحيدة التي لا تحتفل، رغم أننا من ربح الحرب! لولا تدخلنا، لكنتم جميعاً تتحدثون الألمانية الآن، وربما القليل من اليابانية أيضاً، لقد ربحنا الحرب، ومع ذلك لا نحتفل ولكننا سنحتفل يوم السبت، وسنحتفل من الآن فصاعداً”.

وتابع ترمب: “سوف نحتفل بعظمتنا وإنجازاتنا، هذا الأسبوع نكرّم 250 عاماً من القوة والمجد والانتصار لأعظم قوة قتالية مشت على وجه الأرض.. جيش الولايات المتحدة”.

وخاطب ترمب، الجنود قائلاً: “كجزء من مشروعنا (القانون الكبير والجميل)، نحن نستثمر أكثر من مليار دولار لتحديث مساكنكم العسكرية، ونبني درع دفاع صاروخي متطور لحماية وطننا يطلق عليه اسم (القبة الذهبية) وسيُصنع بالكامل في الولايات المتحدة”.

شاركها.