أعرب الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الاثنين، عن اعتقاده بعدم قدرة أوكرانيا على الانتصار في الحرب الجارية مع روسيا، وذلك فيما بدأ الاستعداد لعقد قمة بين ترمب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين في المجر.
وقال ترمب إنه لا يعتقد أن أوكرانيا ستنتصر في حربها مع روسيا، لكنه لم يستبعد أن “أي شيء قد يحدث”، مضيفاً في تصريحات من البيت الأبيض: “هل يمكنهم الانتصار بها؟ لا أعتقد أنهم سيفعلون، لكن لا يزال بوسعهم الانتصار فيها”، لافتاً إلى أنه طالب نظيره الروسي بوقف الهجمات على المدنيين في أوكرانيا.
وقال الرئيس الأميركي خلال استقباله رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيزي في واشنطن: “هناك 7 آلاف قتيل من الجنود بين روسيا وأوكرانيا.. إنه حمام دم.. الأسوأ منذ الحرب العالمية الثانية.. وكما تعلمون، لا يؤثر علينا بأي شكل من الأشكال، فنحن لا ندفع أي شيء، لأنهم (أوكرانيا) يدفعون لنا الآن ثمن الأسلحة التي يحصلون عليها، وحلف الناتو يدفع لنا ثمن الأسلحة، وأعتقد أن هذا أمر إيجابي في أحسن الأحوال، لكنني لست مهتماً بذلك، فقد منحهم بايدن 350 مليار دولار.. هل تصدقون ذلك؟! وكل ما يحدث أن الروس يتعمقون أكثر، بالنسبة لنا، هذه حرب لم تكن لتحدث أبداً لو كنت أنا الرئيس وقتها”.
الاستعداد لقمة بوتين ترمب
وفي وقت سابق الاثنين، أجرى وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف مكالمة هاتفية مع نظيره الأميركي ماركو روبيو، لبدء الإعداد لقمة محتملة بين الرئيسين فلاديمير بوتين ودونالد ترمب، واصفةً المحادثة بأنها “بناءة”.
واتفق بوتين وترمب، خلال اتصال هاتفي بينهما الخميس، على لقاء قريب في بودابست بالمجر لعقد ثاني قمة هذا العام، وأشارا إلى أن لافروف وروبيو سيتحدثان للتحضير للاجتماع.
وذكرت وزارة الخارجية الروسية، في بيان مختصر، أن “مناقشة بناءة جرت بشأن خطوات ملموسة محتملة لتنفيذ التفاهمات التي جرى التوصل لها خلال محادثة هاتفية أجراها الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والأميركي دونالد ترمب في 16 أكتوبر”.
ولم تذكر الوزارة مزيداً من التفاصيل عن فحوى المحادثة الهاتفية.
وتقول روسيا إنها تريد أن تتناول القمة تسوية سلمية محتملة للحرب في أوكرانيا وسبل تحسين العلاقات الثنائية بين موسكو وواشنطن.
من جانبها، أصدرت وزارة الخارجية الأميركية بياناً أعلنت خلاله عن الاتصال الهاتفي، وقالت إنه تناول الخطوات التالية عقب المكالمة الهاتفية التي جرت في 16 أكتوبر بين ترمب وبوتين، وأكد الوزير على أهمية اللقاءات القادمة كفرصة لموسكو وواشنطن للتعاون من أجل التوصل إلى حل دائم للحرب بين روسيا وأوكرانيا، بما يتماشى مع رؤية الرئيس ترمب.
التنازل عن دونباس
وكان ترمب قال، مساء الأحد، إنه لم يناقش مع بوتين تنازل أوكرانيا عن إقليم دونباس لروسيا، مشيراً إلى أن الإقليم يجب أن يبقى كما هو الآن، مع سيطرة القوات الروسية على نحو 78% من مساحته، وذلك، بعدما أشار تقرير لصحيفة “فاينانشيال تايمز” إلى أن ترمب حض زيلينسكي على التنازل عن كامل الإقليم خلال اجتماعهما في البيت الأبيض، الجمعة.
وأضاف ترمب في تصريحات على متن الطائرة الرئاسية: “لم نناقش ذلك، نعتقد أن أن ما يجب فعله هو التوقف عند خطوط القتال الحالية.. التفاوض حول بقية الأمور صعب الآن”، وتابع: “روسيا تسيطر على 78% من أراضي دونباس، يجب ترك الأمور هكذا، الآن”.
وترفض أوكرانيا التنازل عما تبقى من دونباس تحت سيطرتها، على أساس أنه يمنح روسيا أراضي لم تنجح في فرض سيطرتها الكاملة عليها رغم مرور أكثر من عقد على احتلالها جزئياً، ورغم الجهود المتواصلة منذ الغزو الروسي في عام 2022، وفق “فاينانشيال تايمز”.
وفي مقابلة أجراها مع شبكة “Fox News”، أعرب ترمب عن ثقته بقدرته على إنهاء النزاع، مشيراً إلى أن بوتين “سيحصل على شيء ما، لقد كسب بعض الأراضي”.
وكان الرئيس الروسي عرض على ترمب، خلال مكالمتهما التي جرت الخميس، قبل يوم من لقاء الرئيس الأميركي مع زيلينسكي، خطة جديدة تقضي بتنازل أوكرانيا عن المناطق الشرقية من إقليم دونباس التي لا تزال تحت سيطرتها، مقابل حصولها على أجزاء صغيرة من منطقتي خيرسون وزابوريجيا في الجنوب.
ويُمثل هذا العرض الروسي تراجعاً طفيفاً مقارنة بعرض بوتين السابق خلال لقائه مع ترمب في ألاسكا خلال أغسطس الماضي، حين عرض تجميد خطوط القتال على امتداد الجبهة، مقابل تنازل أوكرانيا عن كامل إقليم دونباس لصالح موسكو.
وتسيطر روسيا على نحو 78% من إقليم دونباس و73% من زابوريجيا وخيرسون، وفقاً لتقديرات أميركية وبيانات مفتوحة المصدر.
ورفض زيلينسكي مراراً فكرة الانسحاب من أراضٍ أوكرانية معترف بها دولياً كجزء من أي اتفاق، معتبراً أن إقليم دونباس يشكل “حصناً يصد التقدم الروسي بشكل أعمق داخل أوكرانيا”.
ترمب يضغط على زيلينسكي
وحث الرئيس الأميركي نظيره الأوكراني على قبول الشروط الروسية لإنهاء الحرب الدائرة منذ عام 2022، محذراً من أن بوتين هدد بـ”تدمير أوكرانيا” في حال رفضت ذلك.
وبحسب تقرر لصحيفة، “فاينانشيال تايمز”، تحوّل اللقاء بين ترمب وزيلينسكي في البيت الأبيض، الجمعة، عدة مرات إلى “مشادة كلامية حادة”، مشيرةً إلى أن ترمب “أطلق عدة شتائم”.
وأوضحت المصادر أن الرئيس الأميركي تجاهل خرائط الجبهات العسكرية التي قدّمها الوفد الأوكراني، وأصرّ على أن يتنازل زيلينسكي عن كامل إقليم دونباس لصالح روسيا، مردداً النقاط التي طرحها بوتين خلال المكالمة الهاتفية.