اخر الاخبار

ترامب لا يمزح بشأن الحكم لولاية ثالثة: هناك طرق للقيام بذلك

قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب إنه “لم يكن يمزح” عندما تحدث عن سعيه لولاية ثالثة في البيت الأبيض، مشيراً إلى أن “هناك طرق للقيام بذلك”، وأن أحد الخيارات المطروحة ترشح نائبه جي دي فانس للرئاسة، ثم يسلمه السلطة لاحقاً.

وأضاف ترمب في مقابلة مع شبكة NBC News، أن “الكثير” من حلفائه “يريدون مني” الترشح لولاية ثالثة، رغم حظر الدستور الأميركي ذلك بموجب التعديل الـ22.

وتابع: “لكنني أقول لهم ببساطة إن أمامنا طريقاً طويلة كما تعلمون، لا يزال الوقت مبكراً جداً في الإدارة.. أنا أركز على الوضع الحالي”. 

وسيكون تعديل الدستور لإلغاء الحد الأقصى لفترتين رئاسيتين أمراً بالغ الصعوبة، إذ يتطلب إما تصويت ثلثي أعضاء الكونجرس أو موافقة ثلثي الولايات على الدعوة لعقد مؤتمر دستوري لاقتراح التعديلات. ويتطلب أيٌّ من الطريقين تصديق ثلاثة أرباع الولايات.

وسُئل ترمب في المقابلة عن رغبته الشخصية بالبقاء في السلطة لولاية أخرى، فأجاب: “أنا أحب العمل”، وعندما طُلب منه التوضيح أكثر، قال: “أنا لا أمزح، لكن.. من السابق للأوان التفكير في الأمر”.

“فانس رئيساً ثم يسلم السلطة لترمب”

وفي سؤال بشأن ما إذا عُرضت عليه خطط تسمح له بالترشح لولاية ثالثة، قال ترمب: “هناك طرق لتحقيق ذلك”.

وبخصوص احتمال أن يترشح دي فانس لمنصب الرئيس، ثم يسلم ترمب لاحقاً المنصب، قال الرئيس الأميركي إن “هذه إحدى الطرق” الممكنة، ولكنه أكد أن “هناك طرق أخرى أيضاً”، ورفض الكشف عنها.

وأشار ترمب إلى أرقام استطلاعات الرأي الخاصة به، قائلاً إن “الكثيرين يتمنون لي” البقاء في المنصب لولاية ثالثة.

وسبق أن علّق ترمب على ترشحه لولاية ثالثة، إلا أن الجمهوريين اعتبروا هذه التعليقات “مجرد مزحة من الرئيس” ضد المنتقدين.

وكان النائب الجمهوري آندي أوجلز، صاغ مقترحاً في يناير الماضي، يدعو إلى تمديد حدود الولايات الرئاسية، مما يسمح لترمب بالترشح لولاية أخرى، زاعماً أن ذلك هدفه “تصحيح المسار الكارثي” لإدارة الرئيس السابق جو بايدن.

كما صرّح ستيف بانون، حليف ترمب ومستشاره السابق، في مقابلة مع قناة “نيوز نيشن”، أنه يعتقد أن ترمب “سيترشح ويفوز مجدداً في عام 2028”. وأشار بانون إلى اعتقاده بأنه “سيكون لدينا خياران” لتحديد كيفية ترشح ترمب لولاية ثالثة، على الرغم من أن الحد الأقصى للرئاسة هو ولايتان.

وضخّم البيت الأبيض تعليقات ترمب التي شبّه فيها نفسه بالملوك، ونشر صورة له وهو يرتدي تاجاً، وذلك بعد أن أسقطت الإدارة رسوم الازدحام في مدينة نيويورك.

واقتبس منشور البيت الأبيض على موقع “إكس” تعليقات ترمب السابقة على منصة ” تروث سوشيال”: “عاش الملك!”

روزفلت يكسر التقليد الأميركي

تاريخياً، بدأ تقليد الرئاسة لفترتين في الولايات المتحدة مع أول رئيس للبلاد، جورج واشنطن، الذي اختار طواعية عدم الترشح لفترة ثالثة بعد انتهاء فترته الثانية عام 1797. 

كان هذا القرار مثالاً قوياً على الالتزام بالديمقراطية وتجنب الاستبداد، إذ يجب على ولاية الرئيس أن تكون محدودة ومتناوبة.

وعزز توماس جيفرسون، الرئيس الثالث للولايات المتحدة، هذا التقليد بمدحه لفكرة الفترتين، معتبراً أنها “ضمانة ضد تركز السلطة في يد شخص واحد لفترة طويلة”.

وظل هذا التقليد الأميركي غير المكتوب قائماً لأكثر من 140 عاماً، حتى قرر فرانكلين روزفلت، كسره في فترة استثنائية من التاريخ الأميركي، خلال الكساد العظيم والحرب العالمية الثانية، ترشح روزفلت وأعيد انتخابه أربع مرات (1933-1945). لكنه توفي بعد 83 يوماً من بداية فترته الرابعة في عام 1945.

وأدى خرق روزفلت للتقليد إلى جدل واسع بشأن طول مدة بقاء الرئيس في المنصب، مما دفع الكونجرس إلى تمرير التعديل الثاني والعشرين في عام 1947، والذي أصبح قانوناً بعد التصديق عليه في عام 1951. بهذا، أصبح التقليد الذي بدأه واشنطن قانوناً دستورياً، مؤكداً التزام الولايات المتحدة بمبدأ تداول السلطة وفصلها عن أي شخص مهما كانت الظروف.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *