ترامب لم يستشر إسرائيل بتطبيع العلاقات مع سوريا

قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، اليوم الجمعة 16 من أيار، إن الاعتراف بالحكومة السورية الجديدة، برئاسة أحمد الشرع، وإنهاء العقوبات كان “الشيء الصحيح الذي ينبغي فعله”، وإنه لم يستشر إسرائيل بما قام به تجاه سوريا.
وأضاف في تصريحات من الطائرة خلال مغادرته الإمارات، بعد انتهاء جولته الخليجية، نقلتها وكالة “رويترز”، إنه لم يستشر حليفته إسرائيل في قرار الولايات المتحدة الاعتراف بالحكومة السورية الجديدة، رغم شكوك إسرائيل الشديدة تجاه إدارة الرئيس أحمد الشرع.
واستطرد في حديثه للصحفيين على متن الطائرة الرئاسية، “لم أستشرهم في ذلك، اعتقدت أنه كان القرار الصحيح، وحظيت بالكثير من الإشادة عليه، نريد النجاح لسوريا”.
إسرائيل في موقف المتفرج
في 15 من أيار الحالي، قالت وكالة “رويترز” إن “الحكومة اليمينية في إسرائيل التزمت صمتًا دبلوماسيا هذا الأسبوع، في الوقت الذي أطلق فيه الرئيس الأمريكي عاصفة من التصريحات التي هزت افتراضات الإسرائيليين إزاء مكانة بلادهم لدى أهم حلفائها”.
ويُنظر إلى قرار ترامب، بتجاوز إسرائيل خلال زيارته الحالية إلى الشرق الأوسط، بحسب الوكالة، على أنه علامة على تركيز إدارته المتزايد على الصفقات التجارية المربحة مع دول الخليج الثرية، ومنها قطر، التي دأب المسؤولون الإسرائيليون على اتهامها بمساعدة حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس).
وكانت إسرائيل، قبل بدء الزيارة، في حالة توتر بسبب المحادثات الأمريكية مع عدوها اللدود إيران، وبسبب قرار ترامب وقف قصف جماعة “الحوثيين” في اليمن، بغض النظر عن تصميم الجماعة، المتحالفة مع طهران، على مواصلة ضرباتها الصاروخية ضد إسرائيل، وفق “رويترز”.
وبحسب الوكالة، وقف المسؤولون الإسرائيليون موقف المتفرج بينما كانت الولايات المتحدة تتفاوض للتوصل إلى اتفاق مع “حماس” لإعادة عيدان ألكسندر، آخر المحتجزين الأمريكيين في غزة.
بل إنهم (المسؤولون الإسرائيليون) وجدوا أنفسهم منذ ذلك الحين يستمعون إلى ترامب وهو يعلن إنهاء العقوبات على سوريا ويدعو إلى تطبيع العلاقات مع الحكومة الجديدة في دمشق، التي تعدها إسرائيل نظاما جهاديًا لا يكاد يخفي وجهه الحقيقي”.
الشرع “مذهل”
الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، قال إن لقاءه مع الرئيس السوري في المرحلة الانتقالية، أحمد الشرع، كان “عظيمًا”.
وأضاف ترامب في تصريح على متن الطائرة التي تقله إلى قطر، الأربعاء 14 من أيار، أن “الشرع قائد حقيقي، قاد الثورة وهو مذهل”، مضيفًا أن الرئيس السوري “شاب جذاب ومقاتل له ماضٍ قوي جدًا، ولديه فرصة حقيقية للحفاظ على وحدة سوريا”.
وفي ردّه على سؤال بشأن التقارير التي تفيد بأن الرئيس السوري يريد بناء برج ترامب في دمشق، قال ترامب، “إنه يملك الإمكانات، إنه زعيم حقيقي”، وذلك في إشارة إلى الشرع.
ولفت الرئيس الأمريكي إلى أنه أبلغ إسرائيل بأنه سيرفع العقوبات عن سوريا، مشيرًا إلى أن هذه الخطوة أمر مهم جدًا للشرق الأوسط.
الرئيس الأمريكي التقى بالرئيس السوري، في السعودية، وحثه على تطبيع العلاقات مع إسرائيل.
ويعتبر لقاء ترامب مع الشرع الأول من نوعه على مستوى الرئاسة منذ 25 عامًا.
ومساء الثلاثاء، أعلن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، عن قراره رفع العقوبات الأمريكية المفروضة على سوريا في عهد النظام المخلوع.
وقال ترامب خلال كلمة له في منتدى “الاستثمار السعودي الأمريكي” في الرياض، “آن الأوان لمنح سوريا الفرصة، وأتمنى لها حظًا طيبًا”.
خمسة شروط
وقالت مساعدة الرئيس والسكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض، كارولين ليفيت، عبر “إكس” في 14 من أيار الحالي ، إن الرئيس ترامب شجع الرئيس الشرع على خمس قضايا رئيسة هي:
- التوقيع على اتفاقيات “أبراهام” مع إسرائيل.
- الطلب من جميع “الإرهابيين” الأجانب مغادرة سوريا.
- ترحيل “الإرهابيين” الفلسطينيين.
- مساعدة الولايات المتحدة على منع عودة تنظيم “الدولة الإسلامية”.
- تحمل مسؤولية مراكز احتجاز عناصر تنظيم “الدولة” في شمال شرقي سوريا.
وبعد سقوط النظام، هدد التنظيم أكثر من مرة الحكومة السورية، التي يعتبرها “مرتدة” (خارجة من الدين الإسلامي).
وكان الرئيس الشرع، قاد تنظيم “جبهة النصرة في بلاد الشام” التي بايعت تنظيم “القاعدة” ثم انشقت عنه لاحقًا، وهي نواة “هيئة تحرير الشام” عماد وزارة الدفاع الحالية.
و”جبهة النصرة” كانت رديفًا فكريًا وتنظيمًا منبثقًا عن تنظيم “الدولة”، إلا أنّ الشرع حارب التنظيم وغيّر من بنيته الفكرية من التشدد إلى الاعتدال و”البراغماتية”.
مرتبط
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
المصدر: عنب بلدي