نشر أعضاء ديمقراطيون في لجنة الرقابة بمجلس النواب الأميركي، الجمعة، صوراً قالوا إنها تعود إلى ممتلكات الملياردير الراحل جيفري إبستين، المدان بجرائم جنسية، وتُظهر عدداً من الشخصيات البارزة التي كانت ضمن دائرة علاقاته، من بينهم الرئيس الحالي دونالد ترمب، والرئيس الأسبق بيل كلينتون، والمذيع ستيف بانون، والملياردير بيل جيتس، وآخرون.
وذكرت شبكة CNN أن الصور الجديدة قد تسلط الضوء على علاقات إبستين ببعض هذه الشخصيات. وبحسب اللجنة، يبلغ عدد الصور المنشورة 19 صورة، ولم تُظهر أيٌّ منها سلوكاً غير مشروع، ولا يُعتقد أنها تتضمن ظهور قاصرات. كما أنها لم توضح زمان التقاطها.
وقالت اللجنة إن الصور مأخوذة من مواد تم الحصول عليها ضمن تحقيقها المستمر. وتظهر إحدى الصور ترمب مع 6 نساء، وقد أُخفيت وجوههن، بينما تُظهر صور أخرى بانون وإبستين يلتقطان صورة أمام مرآة، وكلينتون مع إبستين وجيسلين ماكسويل، وشخصين آخرين، إضافة إلى صورة لبيل جيتس مع الأمير أندرو. كما ظهر رئيس جامعة هارفارد السابق لاري سامرز في بعض الصور.
البيت الأبيض: “خلق رواية زائفة”
من جانبها، قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض أبيجيل جاكسون، في بيان، إن الديمقراطيين “ينتقون صوراً بعناية مع عمليات إخفاء عشوائية لخلق رواية زائفة”.
وأضافت أن بعض الديمقراطيين ارتبطوا بإبستين عبر وثائق مسرّبة، مشيرة إلى زعيم الأقلية في مجلس النواب، حكيم جيفريز، والنائبة ستايسي بلاسكت، التي تبادلت رسائل نصية مع إبستين خلال جلسة استماع عام 2019. كما قالت إن مجموعة استشارية ديمقراطية طلبت من إبستين المشاركة في عشاء لجمع التبرعات مع جيفريز في مارس 2013، وهو ما قال جيفريز إنه لا يتذكره.
وأضافت جاكسون أن الإدارة دعت إلى الشفافية، ونشرت آلاف الصفحات من الوثائق، وطالبت بمزيد من التحقيقات بشأن أصدقاء إبستين.
خلاف داخل اللجنة حول “انتقاء الصور”
وبينما قال النائب روبرت جارسيا، أبرز الديمقراطيين في لجنة الرقابة، إن نشر الصور “مهم” في سياق الشفافية، أشار إلى أن الديمقراطيين لم يراجعوا سوى ربع نحو 95 ألف صورة سُلّمت للجنة.
في المقابل، اتهم متحدث باسم اللجنة الديمقراطيين بـ”انتقاء الصور”، وإجراء عمليات إخفاء “موجّهة” لخلق رواية سياسية، مؤكداً أن ما نُشر “لا يُظهر مخالفات”.
من جهته، اتهم متحدث باسم اللجنة بـ”انتقاء الصور وإجراء عمليات إخفاء موجّهة لخلق رواية زائفة عن الرئيس ترمب”. وأضاف: “تسلّمنا أكثر من 95 ألف صورة، والديمقراطيون نشروا مجرد حفنة منها.. خدعة الديمقراطيين ضد ترمب تم دحضها بالكامل. لا شيء في الوثائق التي تلقيناها يُظهر أي مخالفات.. من المخزي أن يستمر جارسيا والديمقراطيون في تقديم السياسة على العدالة للضحايا”.
ولم يُتَّهم بيل كلينتون قط من قبل سلطات إنفاذ القانون بأي مخالفات تتعلق بجيفري إبستين، وقد أكد متحدث باسمه مراراً أنه قطع علاقته بإبستين قبل اعتقال الأخير بتهم فدرالية عام 2019، وأنه لم يكن على علم بجرائمه.
أما المتحدث باسم بيل جيتس، فقد نفى بشكل متكرر أن يكون إبستين قد عمل معه، فيما قال جيتس سابقاً إنه يندم على لقائه، موضحاً في مقابلة مع أندرسون كوبر على CNN عام 2021: “كان خطأً فادحاً أن أمضي وقتاً معه، وأن أمنحه مصداقية بوجودي هناك”.
في أعقاب تلك الرسائل، وصف ترمب والبيت الأبيض القضية بأنها “خدعة”، وقالت المتحدثة كارولين ليفيت إن الرسائل “لا تثبت شيئاً على الإطلاق، سوى أن الرئيس ترمب لم يرتكب أي خطأ”.
وبموجب قانون أقره الكونجرس، الشهر الماضي، يتعين على وزارة العدل نشر جميع ملفات إبستين التي بحوزتها بحلول 19 ديسمبر.
وحذّر النائب الجمهوري توماس ماسي، الذي قاد الجهود لتجاوز قيادة الحزب وإقرار التشريع، من أن الوزارة سترتكب جريمة إذا لم تلتزم بالموعد النهائي. وقال: “إنها جريمة إذا لم يفعلوا. الأمر ليس مجرد ازدراء للكونجرس بسبب عدم الرد على مذكرة استدعاء. هذا قانون جديد بعواقب جنائية إذا لم يُنفَّذ”.
