ترامب يزيد الضغوط على السيسي.. بعد غزة يريد تعويضات عن حربه ضد الحوثيين

30 أبريل 2025Last Update :
صدى الاعلام_نشرت صحيفة “وول ستريت جورنال” تقريرًا حول مطالب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من مصر السماح لسفن الولايات المتحدة وبوارجها الحربية بالمرور عبر قناة السويس مجانًا، مقابل دفاع أمريكا عن حرية الملاحة في البحر الأحمر ومواجهة الحوثيين في اليمن الذين أبعدوا السفن التجارية عن المنطقة في حربهم التي قالوا إنها تضامنًا مع غزة.
وقالت الصحيفة إن مصر تواجه تخفيضًا محتملًا لحزمة المساعدات وسط عمليات التخفيض التي أمرت بها إدارة الرئيس ترامب للمساعدات الخارجية، ما يضيف توترًا جديدًا في قناة السويس.
ترامب يدفع مصر لكي تعوّض واشنطن لقاء جهودها في الدفاع عن الممرات البحرية المتجهة نحو قناة السويس، بما يزيد من المصاعب على بلد يعاني مشاكل اقتصادية وتداعيات حرب غزة
وأضافت أن الرئيس الأمريكي يدفع سرًا وعلنًا مصر لكي تعوّض الولايات المتحدة لقاء جهودها في الدفاع عن الممرات البحرية المتجهة نحو قناة السويس، بشكل يزيد من المصاعب السياسية على البلد الذي يعاني من مشاكل اقتصادية وتداعيات الحرب في غزة.
وتشبه التحركات الأمريكية جهودًا مماثلة للإدارة للعثور على منافع مالية لسياستها الخارجية في أوكرانيا وغزة، وتأتي بعد أسابيع من حملة غارات جوية ضد الحوثيين في اليمن، ومنعهم من استهداف الممرات البحرية الحيوية، مع أن سلطة قناة السويس تقول إن السفن التي ترفع العلم الأمريكي لا تمثل إلا نسبة قليلة من حركة الملاحة التي تمر عبر القناة. ويقول المحللون إن تكلفة هذه الخطوة ستكون متواضعة.
وقال ترامب يوم الأحد على حسابه على موقع “تروث سوشيال”: “يجب السماح للسفن الأمريكية، العسكرية والتجارية، بالمرور مجانًا عبر قناتي بنما والسويس! هاتان القناتان ما كانتا لتوجدا لولا الولايات المتحدة الأمريكية”.
ورغم مطالب الرئيس ترامب، إلا أن شركات الملاحة البحرية العملاقة تتجنب العبور عبر البحر الأحمر بسبب استهداف الحوثيين، وتفضل الآن المرور عبر الطريق الطويل الذي يمر حول أفريقيا بدلًا من عبور مضيق باب المندب.
وطرح ترامب فكرة العبور المجاني للسفن الأمريكية هذا الشهر في مكالمة مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وذلك حسب أشخاص على معرفة بتفاصيل المحادثة. وأخبر ترامب الزعيم المصري أن الولايات المتحدة تتطلع لدعمه في العملية ضد الحوثيين، من خلال الدعم العسكري والتشارك الاستخباراتي والمساعدة في الاستهداف والتمويل، نظرًا لأن العملية ستحسن من حركة الملاحة في قناة السويس.
إلا أن الرئيس المصري اعترض، وقال إن التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار في غزة هو الوسيلة لوقف هجمات الحوثيين”، حسبما قال الأشخاص.
وعلق المتحدث باسم مجلس الأمن القومي جيمس هيويت قائلًا: “عملية الرئيس ترامب لاستعادة حرية الملاحة في البحر الأحمر ستنفع مباشرة العمال والمستهلكين الأمريكيين، وكذلك الدول الشريكة حول العالم، بما فيها مصر”.
وأضاف أنه يجب التشارك في كلفة العملية وبشكل واسع، وواحدة من الطرق للمشاركة هي السماح للسفن الأمريكية بالعبور من قناة السويس مجانًا. ولم تعلق مصر بناءً على طلب من الصحيفة، إلا أن موارد القناة تُعتبر أمرًا حساسًا نظرًا لكونها مصدرًا رئيسيًا للعملة الصعبة، إلى جانب السياحة وتحويلات المصريين من الخارج.
وأضاف السيسي تفريعة موازية للقناة بكلفة 8.5 مليار دولار أمريكي، كما أنها تمثل رمزًا للاستقلال المصري من القوى الأجنبية.
ويأتي مطلب ترامب بالمرور المجاني من القناة إلى جانب ضغوطه على مصر لاستقبال سكان غزة، حيث يريد تفريغ القطاع من أجل تحقيق فكرته لبناء ما أسماها “ريفييرا الشرق الأوسط”. وقد رفضت مصر الفكرة لأنها تمثل تهديدًا لأمنها القومي.
وتواجه مصر إمكانية تخفيض في المساعدة الأمريكية السنوية. وتقول الصحيفة إن المسؤولين المصريين الذين زاروا واشنطن هذا الربيع أُخبروا بأن مصر قد تواجه تخفيضًا مهمًا في الدعم الاقتصادي والتنموي، وذلك حسب أشخاص على معرفة بالأمر.
وأشار مايكل وحيد حنا، مدير برنامج الولايات المتحدة في مجموعة الأزمات الدولية، والخبير في أمن وسياسة مصر، إلى أن الرئيس الأمريكي يصدر “تصريحات شاملة في قضايا حساسة لمصر بدون سياسة خارجية فعالة أو مشاورة مع الحكومة المصرية”.
مضيفًا أن مصر تُركت لكي تفكك ما تعنيه هذه التصريحات، والبحث عن خطة للدفاع عن مصالحها وبطريقة لا تثير غضب ترامب.
ولعبت الولايات المتحدة دورًا في الدفاع عن القناة في الحرب التي شنتها فرنسا وبريطانيا وإسرائيل عام 1956، حيث أجبرت واشنطن هذه القوى على الانسحاب. وقد أمم جمال عبد الناصر القناة في نفس العام.
ورغم ما يدعيه ترامب من أن القناة لم تكن لتوجد لولا أمريكا، إلا أن الشركة التي حفرتها كانت فرنسية.
الرئيس المصري اعترض، وقال إن التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار في غزة هو الوسيلة لوقف هجمات الحوثيين
وأعلنت القيادة الأمريكية الوسطى، التي تدير عمليات الجيش الأمريكي في الشرق الأوسط، عن ضرب أكثر من 800 هدف منذ بداية العملية الشهر الماضي في اليمن.
كما حرّك البنتاغون مقاتلات بي-2 وحاملات طائرات إلى البحر الأحمر، في عملية مكلفة، لم تقنع بعد السفن التجارية للعودة إلى الممرات البحرية المؤدية لقناة السويس.
وكشفت محادثات المسؤولين الأمريكيين البارزين على منصة سيغنال، والتي فضحها رئيس تحرير مجلة “ذي أتلانتك”، حيث أُضيف اسمه، عن اهتمام الرئيس ترامب بالحصول على تعويضات للعملية.
وقال أحد المشاركين، كُشف أنه ستيفن ميلر، مستشار ترامب: “كما سمعت، فقد كان الرئيس واضحًا: ضوء أخضر، ولكننا سنكون واضحين لمصر وأوروبا ماذا نتوقع مقابل ذلك”. وقال إن أمريكا تتوقع منافع اقتصادية مقابل استعادة حرية الملاحة بالكامل في البحر الأحمر.