30 ديسمبر 2025Last Update :
صدى الاعلام_كشف موقع “أكسيوس” عن مطالبة الرئيس دونالد ترامب وكبار مستشاريه، رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بإجراء تغييرات جوهرية في السياسات تجاه الضفة الغربية المُحتلة، خلال اللقاء الذي جمع الجانبين أمس الاثنين، في خطوة تمثل أول تدخل مباشر من الإدارة الأمريكية الجديدة بشأن هذا الملف الحساس.
مخاوف واشنطن من انفجار الأوضاع
أوضحت مصادر لموقع “أكسيوس” أن البيت الأبيض يخشى أن يؤدي أي تصعيد عنيف في الضفة الغربية إلى تقويض جهود تنفيذ اتفاق السلام في قطاع غزة، إضافة إلى إعاقة خططه لتوسيع اتفاقيات إبراهيم قبل انتهاء ولاية ترامب الرئاسية.
وعلى الرغم من أن إدارة ترامب كانت تُنظر إليها على أنها داعمة بالكامل لإسرائيل، بينما تدهورت الأوضاع الأمنية بشكل كبير وانتقدت حكومات غربية أخرى السياسات الإسرائيلية، فإن هذا اللقاء شهد نقاشًا مطولًا وغير مسبوق حول سياسات الضفة الغربية.
ملفات ساخنة على طاولة النقاش
تناول الاجتماعان اللذان عُقدا يوم الاثنين، الأول صباحًا بحضور وزير الخارجية ماركو روبيو والمبعوث الرئاسي ستيف ويتكوف والمستشار جاريد كوشنر، والثاني بعد الظهر مع الرئيس ترامب شخصيًا، ثلاث قضايا رئيسية وفق المصادر لـ”أكسيوس”، تشمل: عنف المستوطنين ضد المدنيين الفلسطينيين، والأزمة المالية الخانقة التي تعاني منها السلطة الفلسطينية، والتوسع المتسارع في المستوطنات الإسرائيلية.
وشددت الرسالة الأمريكية على أن تصحيح المسار في الضفة الغربية بات ضرورة حتمية لإصلاح العلاقات المتوترة بين إسرائيل والدول الأوروبية، وفتح الطريق أمام توسيع اتفاقيات إبراهيم.
وطلب ترامب وفريقه من نتنياهو تجنب أي خطوات استفزازية والعمل على تهدئة الأوضاع في المناطق الفلسطينية المحتلة.
سياسات متشددة دفعت نحو الأزمة
على مدى السنوات الثلاث الماضية، انتهجت حكومة نتنياهو اليمينية المتطرفة سياسات أدت إلى مشاكل للسلطة الفلسطينية وحرمانها من الموارد المالية الحيوية، بالتوازي مع التوسع الكبير في المستوطنات وإضفاء الشرعية على البؤر الاستيطانية العشوائية، فضلًا عن التهجير القسري للتجمعات الفلسطينية واتخاذ خطوات متعددة نحو الضم الفعلي للأراضي الفلسطينية.
وتكتسب سياسة المستوطنات حساسية سياسية بالغة في إسرائيل، إذ يشكل اللوبي الاستيطاني جزءًا أساسيًا من القاعدة الانتخابية لنتنياهو، ويمارس نفوذًا هائلًا على حكومته الائتلافية وداخل حزب الليكود.
وكان ترامب قد رفع فور عودته للسلطة العقوبات التي فرضتها إدارة بايدن على المستوطنين العنيفين، وعيّن مايك هاكابي، المعروف بمواقفه المؤيدة بقوة للاستيطان، سفيرًا لبلاده في إسرائيل.
تعهدات نتنياهو وتحفظات ترامب
قال المصدر المطلع لـ”أكسيوس” إن نتنياهو تحدث بحزم شديد ضد عنف المستوطنين ووعد باتخاذ إجراءات أكثر صرامة لمواجهة هذه الظاهرة، كما وافق رئيس الوزراء الإسرائيلي على المضي قدمًا نحو المرحلة الثانية من اتفاق غزة رغم خلافاته السابقة مع فريق ترامب حول آليات التنفيذ، إضافة إلى قبوله طلب الرئيس الأمريكي باستئناف المحادثات مع الحكومة السورية بشأن اتفاق أمني محتمل.
من جانبه، رفض ترامب خلال المؤتمر الصحفي المشترك الكشف عن تفاصيل نقاط الخلاف مع نتنياهو حول الضفة الغربية، قائلًا: “أجرينا نقاشًا مهمًا وطويلًا حول الضفة الغربية. لن أزعم أننا متفقون بنسبة 100%، لكننا سنتوصل إلى نتيجة”.
وأضاف بثقة: “سيفعل الشيء الصحيح، أنا متأكد من ذلك، أعرفه جيدًا، وسيفعل الشيء الصحيح”.
ملفات إقليمية أخرى
لم يقتصر اللقاء على ملف الضفة الغربية، إذ عرض نتنياهو مخاوفه من إعادة إيران وحزب الله بناء قدراتهما العسكرية، لا سيما الصواريخ بعيدة المدى، بحسب المصادر.
وأوضح ترامب في تصريحات له أن شن ضربات عسكرية إضافية ضد إيران يبقى خيارًا مطروحًا على الطاولة.
