ترامب يطالب بإجراء انتخابات في أوكرانيا مدن باتت تشبه غزة
![](https://sharqakhbar.com/wp-content/uploads/2025/02/68zdCSmNyG_1739919375-780x470.jpg)
أعرب الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الثلاثاء، عن ثقته من إمكانية التوصل إلى اتفاق مع موسكو، عقب محادثات مسؤولين كبار من الولايات المتحدة وروسيا في العاصمة السعودية الرياض، وصفها بـ”الجيدة جداً”، متوقعاً عقد لقاء مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين قبل نهاية فبراير الجاري.
ورداً على سؤال بشأن ما إذا كان على ثقة من إمكانية التوصل إلى اتفاق مع روسيا عقب محادثات الرياض، أجاب ترمب للصحافيين عقب التوقيع على أوامر تنفيذية: “أنا أكثر ثقة، كانت (المحادثات) جيدة جداً، وروسيا تريد القيام بشيء ووقف (الحرب) البربرية والوحشية”.
وتحدث ترمب، من منتجع مار الاجو الذي يملكه في بالم بيتش بولاية فلوريدا، عن المشاهد “الفظيعة” خلال الحرب المستمرة منذ 3 سنوات، وخسارة الجانبين الروسي والأوكراني آلاف الجنود، وقال: “سيفاجأ الناس بعدد قتلى الحرب”.
انتخابات في أوكرانيا
وعن مدى دعمه لطلب روسيا إجراء انتخابات رئاسية في أوكرانيا، أشار ترمب إلى أنه “يحب” الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي “على المستوى الشخصي”، لكنه أضاف: “أنا لا أهتم بالعلاقة الشخصية، أنا أهتم بتنفيذ المهام المطلوبة.. لدينا قيادة سمحت بالحرب التي كان يجب ألا تحدث”.
ولفت إلى أن “أوكرانيا لم تجر انتخابات، إذ إنها في حالة الأحكام العرفية.. ونسبة تأييد القيادة الأوكرانية قلت بنحو 4%.. كما أن كثيراً من المدن مدمرة ومبانيها منهارة”، موضحاً أنه “منذ وقت طويل لم يتم إجراء انتخابات، هذا ليس مطلب روسيا، بل هو مني، ومن دول عدة”.
وتابع: “كثير من المدن تشبه قطاع غزة، وكثير من المباني منهارة.. لقد تعب الناس من الحرب، ويريدون رؤية شيء يحدث”، مشيراً إلى أن لديه “القوة لإنهاء الحرب المستمرة منذ 3 سنوات”.
وسبق أن قالت روسيا منذ فترة طويلة إن زيلينسكي “لم يعد يتمتع بسلطة قانونية”، بعد أن انتهت فترة ولايته في مايو 2024، فيما لم تُعقد أي انتخابات رئاسية منذ ذلك الحين.
ويمنح دستور أوكرانيا رئيس البرلمان سلطة التصرف في حال كان الرئيس غير قادر على القيام بذلك، بحسب وكالة “رويترز”، لكن السلطات الأوكرانية تقول إن زيلينسكي يظل “الرئيس الشرعي” بناء على الأحكام العرفية التي لا تزال سارية منذ بدء الغزو الروسي في فبراير 2022، مشيرين إلى أن ظروف الحرب لا تسمح بإجراء انتخابات.
ووقّع الرئيس الأوكراني، في 6 نوفمبر 2024، تشريعاً لتمديد الأحكام العرفية الحالية والتعبئة العسكرية العامة الراهنة في أوكرانيا لمدة 90 يوماً أخرى. وجرى تمديدها مرة أخرى حتى 9 مايو 2025.
نشر قوات أوروبية
وعن إمكانية سحب القوات الأميركية من أوروبا، ذكر ترمب: “لم يطلب أحد مني ذلك، لا أعتقد أنه يجب القيام بذلك، ولا أريد القيام بذلك”.
وفي سؤال عن احتمالية نشر قوات أوروبية في أوكرانيا بموجب اتفاق السلام المحتمل مع روسيا، قال الرئيس الأميركي: “إذا أرادوا القيام بذلك فهذا عظيم، وأنا أؤيده، أعتقد أن هذا سيكون جيداً”.
وأضاف: “لن ننشر قوات هناك؛ لأننا بعيدون جداً.. إن وجود قوات هناك سيكون أمراً جيداً، لن أعترض على ذلك أبداً”، لافتاً إلى وجود دول “صديقة” مستعدة لنشر قوات بالمنطقة.
محادثات الرياض
وأجرى مسؤولون من الولايات المتحدة وروسيا محادثات استمرت أكثر من 4 ساعات في العاصمة السعودية الرياض، الثلاثاء، هي الأولى بين البلدين لبحث ملفات عديدة، من بينها إنهاء الحرب في أوكرانيا، وآفاق تطبيع العلاقات الثنائية، وسط تفاؤل من الجانبين بشأن إمكانية تحقيق تقدم في العلاقات خلال الفترة المقبلة.
واتفقت موسكو وواشنطن خلال محادثات الرياض التي وصفت بـ”الناجحة” و”الإيجابية”، على 4 مبادئ أساسية تشمل: “الإسراع بتعيين السفراء وبدء المشاورات على مستوى نواب وزراء الخارجية لإزالة القيود على أنشطة البعثات الدبلوماسية في البلدين”، و”تعيين واشنطن لفريق رفيع المستوى للمساعدة للعمل على إنهاء الحرب في أوكرانيا”، إلى جانب إقامة حوار للاتفاق على سبل استئناف التعاون في المجال الاقتصادي، بما في ذلك الطاقة والفضاء وغيرها من المجالات ذات الاهتمام المشترك.
كما تم الاتفاق على البدء في مناقشة “التعاون الجيوسياسي والاقتصادي الذي قد توفره نهاية الحرب في أوكرانيا للولايات المتحدة وروسيا”، وأخيراً، “التزام جميع المشاركين في المحادثات بضمان إحراز تقدم مثمر”، بحسب ما ذكره وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو.
وأشارت الخارجية الأميركية، إلى أن الجانبين اتفقا على تشكيل “فرق رفيعة المستوى في أقرب وقت ممكن، للبدء بالعمل على مسار لإنهاء الصراع في أوكرانيا بطريقة مستدامة ومقبولة من جميع الأطراف”.