أعلن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، عزمه إصدار قرار بتصنيف جماعة “الإخوان المسلمين” منظمة إرهابية أجنبية، وقال إن الخطوة ستتم “بأقوى العبارات”.

وقال ترامب في تصريح لموقع “Just the News” الأمريكي، الأحد 23 من تشرين الثاني، إن “الوثائق النهائية تُعدّ حاليًا”، مشيرًا إلى أن النقاش حول التصنيف يعود إلى ولايته الرئاسية الأولى، وأن تقارير صحفية حديثة عن نشاط الجماعة أثارت مخاوف جديدة داخل إدارته.

ويأتي إعلان ترامب في ظل ضغوط من أعضاء بارزين بالكونجرس من الحزبين “الجمهوري” و”الديمقراطي” لدفع وزارة الخارجية لاعتماد التصنيف.

وكان وزير الخارجية، ماركو روبيو، أكد، في آب الماضي، أن العملية “قيد العمل”، لكنها تتطلب دراسة فروع الجماعة المتعددة حول العالم.

وفي تموز الماضي، أعاد عضوا الكونجرس ماريو دياز-بالارت (جمهوري من فلوريدا) وجاريد موسكوفيتز (ديمقراطي من فلوريدا)، طرح قانون تصنيف “الإخوان المسلمين” منظمة “إرهابية” لعام 2025، لأن الجماعة وفق قولهما “تنشر العنف وعدم الاستقرار في الشرق الأوسط”، وأن حظر دخول أعضائها ومنع وصول التمويل الأمريكي إليهم “ضرورة أمنية”.

ويتطلب تصنيف “الإخوان” كمنظمة “إرهابية” قرارًا من وزارة الخارجية الأمريكية. وفي حال أُقرّ، سيشمل:

  • تجريم تقديم الدعم المالي أو اللوجستي للجماعة.
  • تجميد الأصول المرتبطة بها داخل الولايات المتحدة.
  • حظر دخول المنتسبين لها إلى البلاد.

خطوات على مستوى الولايات

التطور الأبرز جاء من ولاية تكساس، حيث أعلن حاكم الولاية، الجمهوري غريغ أبوت، الأسبوع الماضي، تصنيف “الإخوان المسلمين” و”مجلس العلاقات الأمريكية-الإسلامية” (CAIR) كـ“منظمتين إرهابيتين أجنبيتين ومنظمات إجرامية عابرة للحدود”.

وقال أبوت، إن الجماعة و”CAIR” يسعيان لفرض الشريعة بالقوة وإقامة سيادة الإسلام على العالم، معتبرًا أن “أعمالهما في دعم الإرهاب عالميًا ومحاولة تقويض القوانين الأمريكية عبر العنف والترهيب أمر غير مقبول”.

وبموجب القرار، يُمنع أي منتمٍ للتنظيمين من شراء عقارات داخل الولاية.

وبحسب ما نشرته إذاعة “مونت كارلو الدولية”، فإن تصنيف كيانات على أنها منظمات إرهابية يقع ضمن اختصاص الحكومة الفيدرالية وليس حكومات الولايات، ولذلك، فإن هذه القرارات تأخذ طابعًا رمزيًا، أو بإمكانها حد نشاط الجمعيات على مستوى الولاية فقط.

وأثار القرار ردًا حادًا من “CAIR”، التي اتهمت أبوت بـ“ترويج خطاب معادٍ للمسلمين”، وبأنه “سياسي يضع مصالح إسرائيل أولًا”. وأضافت أن الاتهامات الموجّهة لها “قائمة على نظريات مؤامرة مفبركة”.

وفي تصعيد لاحق، أعلن مكتب أبوت، في 20 من تشرين الثاني، توجيه وزارة السلامة العامة في تكساس لفتح تحقيقات جنائية بحق “الإخوان” و”CAIR”، بهدف “تفكيك أي نشاط إرهابي أو محاولات لفرض الشريعة بشكل غير قانوني في الولاية”.

وفي الشرق الأوسط، حظرت كل من مصر والأردن الجماعة في وقت سابق، بينما صنّفت السعودية والإمارات الإخوان منظمة “إرهابية”.
وفي 2019، قالت الجماعة تعليقًا على طرح مشابه في إدارة ترامب الأولى، إنها “ستبقى أقوى من أي قرار”، مؤكدة تمسّكها بـ“عملها السلمي”، بحسب وصفها.

من “الإخوان المسلمون”؟

تأسست جماعة “الإخوان المسلمين” عام 1928 في مصر على يد حسن البنّا بهدف إقامة دولة تحكمها الشريعة.

ووفقًا لأدبيات الجماعة فإن “الإخوان المسلمين” يهدفون إلى إصلاح سياسي واجتماعي واقتصادي من منظور إسلامي شامل.

وبحسب ما تعرف عن نفسها، “تسعى الجماعة في سبيل الإصلاح الذي تنشده إلى تكوين الفرد المسلم والأسرة المسلمة والمجتمع المسلم، ثم الحكومة الإسلامية، فالدولة فأستاذية العالم وفقًا للأسس الحضارية للإسلام عن طريق منظورها”.

يوجد “الإخوان” في 52 دولة موزعين على قارات آسيا وأوروبا وأمريكا الشمالية وإفريقيا.

ما وراء الدعوة لحل “الإخوان المسلمين” في سوريا

“الإخوان المسلمون” في سوريا.. عودة في وقت حسّاس

المصدر: عنب بلدي

شاركها.