أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الثلاثاء، إلغاء قمة كانت مقررة في المجر مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، قائلاً إنه “لم يشعر بأن التوقيت مناسب”، مشيراً إلى أن العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة على أكبر شركتين روسيتين للنفط تهدف إلى دفع موسكو نحو إنهاء الحرب في أوكرانيا.

ورداً على سؤال بشأن سبب تعجيل فرض العقوبات على روسيا، رغم قوله سابقاً إنه ما زال يعتقد أن بوتين يريد إنهاء الحرب، أعرب ترمب خلال لقاء مع الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو)، مارك روته، بالبيت الأبيض، عن أمله بإنهاء الحرب المستمرة بين روسيا وأوكرانيا منذ عام 2022.

وأضاف الرئيس الأميركي: “اليوم يوم كبير جداً من حيث ما نقوم به.. انظروا، هذه عقوبات ضخمة، عقوبات كبيرة جداً على شركتين روسيتين كبيرتين في مجال النفط. ونأمل ألا تستمر طويلاً، نأمل أن تُحل الحرب”، معرباً عن أمله بأن “يتحلى الرئيسان الروسي، والأوكراني (فلاديمير زيلينسكي) بالعقلانية”.

وتابع ترمب قائلاً: “نود أن نراهم يأخذون الخط (الجبهة في إشارة إلى وقف الحرب على الحدود الحالية وبدء المفاوضات) الذي تم تشكيله منذ فترة طويلة، ويعودوا إلى ديارهم.. الأسبوع الماضي قُتل ما يقرب من 8 آلاف جندي، كثير من الروس، وكثير من الأوكرانيين قُتلوا أيضاً، ونعتقد أن هذا أمر سخيف”.

وأوضح ترمب أنه قرر إلغاء لقائه المقرر مع بوتين، قائلاً: “لقد ألغينا الاجتماع مع بوتين، لم أشعر أن الوقت مناسب لذلك، لم أشعر أننا سنصل إلى النقطة التي نحتاج الوصول إليها، لذلك ألغيت الاجتماع، لكننا سنعقده في المستقبل”.

ورداً على سؤال عن مدى صدق بوتين في محادثاته، قال ترمب: “في ما يتعلق بالصدق، الشيء الوحيد الذي يمكنني قوله هو أنه في كل مرة أتحدث فيها مع فلاديمير (بوتين)، تكون لدينا محادثات جيدة، لكننا لا نصل إلى نتيجة”.

وأضاف ترمب: “الآن، انظروا، هو يقاتل في حرب. إنها حرب بين طرفين قويين، وهكذا هي الحروب، لا يمكنك التنبؤ بها أبداً. لكنني أقول إن الوقت قد حان لإبرام اتفاق”.

وعلق على سؤال عن أسباب فرض عقوبات جديدة على موسكو في هذا التوقيت، أجاب الرئيس الأميركي: “لقد شعرت فقط أن الوقت قد حان.. انتظرنا طويلاً. كنت أعتقد أننا سنتحرك قبل الشرق الأوسط”، في إشارة اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة.

وتحدث ترمب عن إنهاءه 8 حروب منذ عودته للبيت الأبيض في يناير الماضي، لكنه أضاف: “بقيت لدينا حرب واحدة فقط، وستكون التاسعة (الحرب بين روسيا وأوكرانيا)، وأعتقد أننا سنُنهيها أيضاً، وأعتقد أننا نحرز تقدماً، وعلينا أن ننجزها”.

عقوبات جديدة

وجاءت هذه التصريحات بعدما أعلنت وزارة الخزانة الأميركية، الثلاثاء، فرض عقوبات جديدة على “روسنفت” و”لوك أويل”، في ما وصفته برد على “غياب التزام روسيا الجاد بعملية السلام لإنهاء حرب أوكرانيا”، وذلك بالتزامن مع موافقة الاتحاد الأوروبي على الحزمة التاسعة عشرة من القيود ضد موسكو، والتي تشمل حظر واردات الغاز الطبيعي المسال الروسي وتوسيع قائمة الكيانات المشمولة بالعقوبات.

وقالت “الخزانة الأميركية”، في بيان، إن الخطوة تهدف إلى “زيادة الضغط على قطاع الطاقة الروسي، وتقويض قدرة الكرملين على جمع الإيرادات لتمويل آلة الحرب، ودعم الاقتصاد المتضرر”.

ويرى وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت أن “الوقت حان لوقف القتل، وإعلان وقف فوري لإطلاق النار”، مشيراً إلى أن “رفض الرئيس فلاديمير بوتين إنهاء هذه الحرب العبثية دفع الوزارة إلى فرض عقوبات على أكبر شركتين تمولان آلة الحرب الروسية”.

وأضاف: “وزارة الخزانة مستعدة لاتخاذ مزيد من الإجراءات إذا لزم الأمر لدعم جهود الرئيس دونالد ترمب لإنهاء حرب أخرى، وندعو حلفاءنا للانضمام إلى هذه العقوبات والالتزام بها”.

وشملت العقوبات شركتي “روسنفت”، و”لوك أويل” وعدداً من الشركات التابعة لهما داخل روسيا، والتي تعمل في مجالات الاستكشاف، والإنتاج، والتكرير، وبيع النفط والغاز.

وأكدت الوزارة أن جميع الممتلكات والمصالح العائدة للأشخاص والكيانات المشمولة بالعقوبات داخل الولايات المتحدة أو في حيازة أشخاص أميركيين “سيتم تجميدها، ويجب الإبلاغ عنها لمكتب مراقبة الأصول الأجنبية (OFAC)”.

وحذرت الخزانة الأميركية من أن أي مؤسسة مالية أجنبية تتورط في معاملات كبيرة، أو تقدم خدمات لأشخاص أو كيانات مدرجة ضمن القوائم قد تواجه عقوبات أميركية ثانوية، مشيرة إلى أن الهدف من العقوبات “ليس العقاب، بل إحداث تغيير إيجابي في السلوك”.

وأوضحت الوزارة أن الكيانات المملوكة بنسبة 50% أو أكثر من قبل الشركات أو الأفراد المدرجين ستُعتبر بدورها خاضعة للعقوبات، حتى إذا لم تُذكر أسماؤها صراحة.

وختم البيان بالتأكيد على أن “الولايات المتحدة ستواصل استخدام جميع صلاحياتها لدعم عملية السلام، وأن تحقيق سلام دائم يعتمد كلياً على استعداد روسيا للتفاوض بحسن نية”.

وازدادت حدة الحرب مؤخراً بين كييف وموسكو بعد سلسلة هجمات مكثفة استهدفت البنية التحتية للطاقة، في وقت عبّر فيه ترمب، الذي تعهّد بإنهاء الحرب المندلعة منذ غزو روسيا لأوكرانيا عام 2022، عن إحباطه المتزايد من نظيره الروسي فلاديمير بوتين بسبب استمرار الهجمات.

وسبق أن هدد ترمب بفرض “عقوبات كبيرة” ورسوم جمركية على روسيا إذا لم تنهي حربها في أوكرانيا خلال فترة محددة، لكنه في الوقت نفسه أبدى تردداً في فرض عقوبات فورية، قائلاً إنه “إذا شعرت أننا قريبون من صفقة، فلن أتسرّع بذلك حتى لا أفسدها”.

وفي بداية الشهر الجاري، وافقت دول مجموعة السبع، الولايات المتحدة واليابان وكندا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا، على تنسيق العقوبات وتكثيفها ضد موسكو، بسبب حربها على أوكرانيا من خلال استهداف الدول التي تشتري النفط الروسي، وبالتالي تساعد في التحايل على العقوبات.

وتسعى القوى الغربية إلى الاستفادة من “تباطؤ الاقتصاد الروسي” من خلال تقليص المزيد من عائدات موسكو التي لا تزال كبيرة من صادرات النفط والغاز.

شاركها.