ألغى الرئيس الأميركي دونالد ترمب، بشكل مفاجئ الاجتماع المقرر هذا الأسبوع مع قادة ديمقراطيين في الكونجرس، رافضاً التفاوض بشأن مطالبهم المتعلقة بزيادة تمويل الرعاية الصحية كجزء من صفقة لتفادي إغلاق محتمل للحكومة الفيدرالية، حسبما ذكرت وكالة “أسوشيتد برس”. 

وأوضح ترمب، عبر منصة “تروث سوشيال” ، الثلاثاء، أنه يرفض الجلوس مع زعيم الديمقراطيين في مجلس الشيوخ تشاك شومر، ورئيس الأقلية الديمقراطية في مجلس النواب، حكيم جيفريز، في أول لقاء كان سيجمعه بهما منذ عودته إلى البيت الأبيض، معتبراً أن “أي اجتماع مع قادة ديمقراطيين في الكونجرس لن يكون مثمراً”. 

واتهم ترمب الديمقراطيين بأنهم “يهددون بإغلاق حكومة الولايات المتحدة ما لم يوافق الجمهوريون على زيادة التمويل للرعاية الصحية لفئات انتقدها سابقاً”، لكنه لم يغلق الباب أمام أي اجتماع مستقبلي، محذّراً من معركة طويلة ومرهقة إذا لم يتراجع الديمقراطيون عن مطالبهم.

جيفريز: “ترمب يفر دائماً”

وفي وقت سابق الثلاثاء، أصدر شومر وجيفريز بياناً مشتركاً أكدا فيه أن ترمب “وافق أخيراً على عقد اللقاء بعد أسابيع من المماطلة”.

غير أن إلغاء الاجتماع دفع الزعيمين الديمقراطيين إلى اتهام الرئيس بـ”التهرّب والانفعال”، فيما كتب جيفريز عبر منصة “إكس”: “ترمب يفر دائماً”. 

وأضاف: “ألغى ترمب اجتماعاً مصيرياً في المكتب البيضاوي معي ومع شومر.. المتطرفون يريدون إغلاق الحكومة، لأنهم يرفضون معالجة أزمة الرعاية الصحية الجمهورية التي تدمّر أميركا”.

أما شومر، فقال موجهاً كلامه لترمب عبر “إكس”: “سنجلس لنتحدث عن الرعاية الصحية عندما تنتهي من نوباتك الانفعالية”، مضيفاً أن ترمب “يهرب من طاولة التفاوض قبل أن يصل إليها”. 

ومع استمرار الجمود في الكونجرس، تقترب الحكومة من الإغلاق في الأول من أكتوبر، إذا فشل مجلسا النواب والشيوخ في تمرير تشريعات التمويل اللازمة لبداية السنة المالية الجديدة.

وغادر المشرعون واشنطن وسط التعثّر، على أن يعودوا في 29 سبتمبر.

ولم يبد ترمب خوفاً من الإغلاق الحكومي، إذ سبق أن قاد أطول إغلاق في تاريخ البلاد خلال عطلة 2018-2019، بسبب إصراره على تمويل الجدار الحدودي مع المكسيك.

وأكد الرئيس الأميركي، خلال عطلة نهاية الأسبوع، أن الخدمات الأساسية، بما في ذلك خدمات قدامى المحاربين، ستبقى مفتوحة. 

ويحاول الجمهوريون، (الذين يسيطرون على مجلسي النواب والشيوخ)، تفادي الإغلاق، فقد مرر رئيس مجلس النواب مايك جونسون، الأسبوع الماضي، مشروع تمويل مؤقت كان من شأنه إبقاء المؤسسات الحكومية “مفتوحة” حتى نوفمبر، لإتاحة وقت للمفاوضات، لكنه سقط في مجلس الشيوخ بعد رفض الديمقراطيين دعمه لغياب أولوياتهم الصحية.

ويقترح الديمقراطيون صفقة تشمل تمديد دعم التأمين الصحي المعزز المقرر أن ينتهي نهاية العام، بالإضافة إلى إلغاء تخفيضات برنامج “ميديكيد” التي أقرها الجمهوريون ضمن حزمة تخفيضات ضريبية وتقشفية سابقة.

لكن الجمهوريين وصفوا هذه المطالب بأنها مرفوضة تماماً، معتبرين أن موضوع دعم التأمين الصحي يمكن معالجته لاحقاً خلال الأشهر المقبلة. 

وكان الاجتماع المقرر الخميس سيشكل مواجهة مباشرة في البيت الأبيض، على غرار ما حدث عام 2018 حين دخل ترمب في جلسة علنية متوترة مع شومر ورئيسة مجلس النواب السابقة نانسي بيلوسي بشأن تمويل الحكومة.

شاركها.