هاجم الرئيس الأميركي دونالد ترمب مجدداً، الثلاثاء، رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي، جيروم باول، قائلاً إن “لا مبرر لتمسكه” بقرار عدم خفض أسعار الفائدة، وذلك قبيل جلسته المقررة أمام لجنة الخدمات المالية بمجلس النواب، فيما شدد على ضرورة خفضها نقطتين أو 3 نقاط على الأقل.
وأضاف ترمب في منشور عبر منصته Truth Social: “فات الأوان، سيحضر جيروم باول من الاحتياطي الفيدرالي إلى الكونجرس اليوم ليشرح، من بين أمور أخرى، سبب رفضه خفض سعر الفائدة”.
وتابع: “لم نتلقَّ أي تخفيضات، يجب أن تكون أسعار الفائدة أقل بنقطتين إلى ثلاث نقاط على الأقل، إذ سيوفر ذلك على الولايات المتحدة 800 مليار دولار سنوياً وأكثر، يا له من فرق سيحدثه هذا، وإذا تغيرت الأمور لاحقاً إلى السلبية، فليُرفع سعر الفائدة”.
وأردف: “آمل أن يُقنع الكونجرس هذا الشخص الغبي والمتشدد حقاً (جيروم باول).. سندفع ثمن عجزه لسنوات عدة قادمة.. لنجعل أميركا عظيمة مرة أخرى”.
وسيحظى رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي بفرصتين هذا الأسبوع، ليشرح للمشرعين سبب إصراره، هو ومعظم زملائه من صانعي السياسات، على إبقاء أسعار الفائدة ثابتة حتى سبتمبر على الأقل، متجاهلين دعوات الرئيس المستمرة لخفض تكاليف الاقتراض.
وسيدلي باول بشهادته أمام لجنة الخدمات المالية بمجلس النواب، صباح الثلاثاء، وأيضاً الأربعاء أمام لجنة البنوك بمجلس الشيوخ.
وتأتي هذه الإفادات بعد أقل من أسبوع من موافقة المسؤولين على إبقاء أسعار الفائدة دون تغيير للاجتماع الرابع على التوالي، كما تأتي في أعقاب الهجوم الأميركي الأخير على إيران، والذي زاد من المخاوف بشأن ارتفاع أسعار النفط والمخاطر على الاقتصاد العالمي.
أسعار الفائدة والاقتصاد
وبحسب “بلومبرغ”، من المتوقع أن يلتزم باول برسالته التي أصدرها الأسبوع الماضي، عندما قال إن البنك المركزي “في وضع جيد يسمح له بالانتظار لمعرفة المزيد عن المسار المحتمل للاقتصاد، قبل النظر في أي تغيير في أسعار الفائدة”.
وقال باول في تصريحات صحافية الأسبوع الماضي: “نود الحصول على المزيد من البيانات، وفي هذه الأثناء، يمكننا القيام بذلك لأن الاقتصاد لا يزال في وضع جيد”. وأضاف: “في النهاية، يجب دفع كلفة الرسوم الجمركية، وسيتحمل المستهلك النهائي جزءاً منها”.
وحتى الآن، لم تُسفر الرسوم الجمركية التي فرضتها إدارة ترمب عن ارتفاع الأسعار وارتفاع معدلات البطالة اللذين حذّر منهما صانعو السياسات.
وصرح كل من محافظَيْ بنك الاحتياطي الفيدرالي، كريستوفر والر وميشيل بومان، بأن تأثير الرسوم الجمركية على الأسعار من المرجح أن يكون قصير الأجل، وأنهما قد يدعمان خفض أسعار الفائدة في يوليو المقبل.
الصراع الإيراني والضغط السياسي
ومن شبه المؤكد أن باول سيُسأل عن التأثير الاقتصادي المحتمل للحرب الدائرة بين إسرائيل وإيران، إذ انضمت الولايات المتحدة، الحد، إلى الحرب الإيرانية الإسرائيلية بقصفها المنشآت النووية الإيرانية، وحتى الآن، لم تشهد أسعار النفط ارتفاعاً كبيراً.
وخلال مؤتمره الصحافي الأسبوع الماضي، كان باول حذراً في تعليقاته حول الصراع وتداعياته المحتملة.
وقال: “بالطبع نحن نراقب، مثل الجميع، ما يحدث.. عادةً عند حدوث اضطرابات في الشرق الأوسط، قد نشهد ارتفاعاً حاداً في أسعار الطاقة، لكنها عادةً ما تنخفض، لا تُحدث هذه الأمور عادةً آثاراً دائمة على التضخم.
ومن المتوقع أن يضغط المشرّعون الجمهوريون على باول لتقديم تبرير واضح لموقفه المتردد، ومن شبه المؤكد أن بعضهم سيتخذ نهجاً أقل حدة من ترمب.
وستتاح لمراقبي الاحتياطي الفيدرالي فرصة لاستطلاع آراء باول بشأن التغييرات التنظيمية الرئيسية الجاري العمل عليها، كما من المرجح أن يُجيب باول على أسئلة حول مقترح طرحه مؤخراً السيناتور الجمهوري تيد كروز من تكساس لمنع الاحتياطي الفيدرالي من دفع فوائد على احتياطيات البنوك.
وزعم كروز أن هذه الخطوة ستوفر 1.1 تريليون دولار على مدى عقد من الزمن، لكن العديد من المحللين جادلوا بأنها ستُعرّض قدرة الاحتياطي الفيدرالي على التحكم في أسعار الفائدة قصيرة الأجل للخطر.
ومنع رئيس لجنة المصارف في مجلس الشيوخ تيم سكوت ربط المقترح بحزمة ترمب للضرائب والإنفاق التي لا تزال قيد الدراسة في الكونجرس، لكنه لم يرفض الفكرة رفضاً قاطعاً.