وجّه الرئيس الأميركي دونالد ترمب فريقه إلى توسيع دائرة الإحاطات التي تُقدم لأعضاء الكونجرس بشأن تكتيكات إدارته “المتشددة” لمكافحة المخدرات في البحر الكاريبي والمحيط الهادئ، حسبما ذكر موقع “أكسيوس”.

ونقل الموقع عن مصدرين مطلعين على المناقشات، أن ترمب وجّه خلال الأيام الأخيرة فريقه إلى تنظيم المزيد من الإحاطات استجابة لشكاوى تلقاها من مشرّعين، إذ قال الرئيس الأميركي في أحد الاجتماعات مع كبار المسؤولين: “أتلقى باستمرار اتصالات من أعضاء في الكونجرس حول هذا الأمر”.

كما ذكر “أكسيوس” عن ثلاثة مصادر أن وزير الخارجية ماركو روبيو قدم إحاطة واحدة على الأقل لأعضاء ما يُعرف بـ”عصبة الثمانية” (Gang of Eight)، وهم قادة الأغلبية والأقلية في مجلسي النواب والشيوخ، إلى جانب رؤساء ونواب رؤساء لجنتي الاستخبارات في المجلسين.

وأضاف أحد المصادر أن روبيو، يرافقه محامون من وزارة الحرب (البنتاجون)، سيقدم إحاطة أخرى لأعضاء الكونجرس في مبنى الكابيتول، الأربعاء المقبل.

وتأتي هذه الإحاطات بعد تصاعد الجدل في الكونجرس بشأن التحركات العسكرية غير المسبوقة قرب سواحل فنزويلا، إضافة إلى عمليات القتل خارج القانون التي نُسبت إلى القوات المشاركة في تلك العمليات، والتي أودت بحياة ما لا يقل عن 64 شخصاً في 15 حادثة غرق لقوارب.

وأثارت هذه التطورات دعوات من الحزبين الجمهوري والديمقراطي للحصول على مزيد من المعلومات الاستخباراتية حول آليات اتخاذ القرار في البيت الأبيض.

ومن المتوقع توسيع هذه الدائرة لتشمل عدداً أكبر من المشرعين، ربما ثمانية آخرين أو أكثر. وقال أحد المسؤولين: “نحن واثقون من المعلومات الاستخباراتية التي نملكها، وعندما عرضها الوزير روبيو على عصبة الثمانية، أبدوا دعمهم لها. ما لا يدعمه الكونجرس هو أن يُترك في الظلام دون علم بما يجري”.

غضب ديمقراطي

وأثارت إحاطة سابقة خصصت لأعضاء الحزب الجمهوري فقط في مجلس الشيوخ الأسبوع الماضي غضب الديمقراطيين.

وقال السيناتور الديمقراطي مارك وورنر، العضو البارز في لجنة الاستخبارات إن هذا الإجراء “لا يمكن الدفاع عنه وخطير. وحتى بعض الجمهوريين اعترضوا، معتبرين أن مثل هذه الإحاطات يجب أن تكون ثنائية الحزب.

وفي اليوم التالي، عُقدت إحاطة مشتركة لأعضاء لجنة القوات المسلحة في مجلس النواب، لكنها لم تُرض كثيراً الديمقراطيين الذين اعتبروا أن تبريرات الإدارة القانونية لعملياتها غير كافية.

ومنذ توليه المنصب، أبدى ترمب اهتماماً خاصاً بأميركا اللاتينية، لا سيما بمكافحة عصابات المخدرات ونظام نيكولاس مادورو في فنزويلا.

فقد أرسلت الولايات المتحدة أسطولاً بحرياً ضخماً وغير مسبوق إلى سواحل فنزويلا، بهدف اعتراض سفن تهريب المخدرات وممارسة ضغط عسكري وسياسي على مادورو للتنحي. 

وكان فريق ترمب قد دعا إلى “تغيير النظام” في فنزويلا حتى قبل تنصيبه رئيساً، بحسب تقارير سابقة لـ”أكسيوس”.

وفي عام 2020، وجهت الولايات المتحدة إلى نيكولاس مادورو تهما بوصفه زعيما لدولة تتحكم فيها “كارتلات المخدرات”، فيما ضاعف ترمب هذا العام قيمة المكافأة المرصودة للقبض عليه لتصل إلى 50 مليون دولار.  

وأشارت تقارير إعلامية حديثة إلى أن إدارة ترمب تخطط قريباً لشن ضربات مباشرة داخل فنزويلا، لكن الرئيس لم يمنح الضوء الأخضر لذلك بعد، وقال مسؤولون إنه لا توجد خطط فورية للمضي قدماً.  وأضاف مسؤول ثان: “القرار قرار الرئيس وحده، ولم يتخذ هذا القرار بعد”. 

وأكد المسؤولون أيضاً أنه لا توجد خطط لشن ضربات داخل كولومبيا المجاورة، رغم تصريح السيناتور الجمهوري ليندسي جراهام الأسبوع الماضي بأن “عمليات عسكرية” قد تجري هناك. 

وذكرت شبكة NBC NEWS، الاثنين، أن البنتاجون ووكالة الاستخبارات المركزية (CIA) كثّفا تدريباتهما استعداداً لعملية مستقبلية تستهدف عصابات المخدرات داخل المكسيك.

ولم ينف مسؤولون أميركيون دقة التقرير، لكنهم قللوا من احتمال تنفيذ أي عمل أحادي من دون دعم الحكومة المكسيكية ورئيستها كلاوديا شينباوم باردو. 
وقال مسؤول ثالث: “الرئيس ترمب يعتبر شينباوم حليفاً، ويقدّر علاقتها الإيجابية معه”. 

شاركها.