تربية دجاج الزينة والقتال.. نشاط رائج في اللاذقية
اللاذقية – ليندا علي
لم تعد تربية الدجاج في محافظة اللاذقية مقتصرة على الاستفادة من منتجاته كالبيض واللحوم، في ظل ارتفاع أسعار المادتين لأرقام غير مسبوقة في الأسواق، إنما صارت هناك عدة أنواع يجري تربيتها إما بغرض الزينة وإما لاستخدامها في قتال الديوك.
بدأ علي (28 عامًا)، وهو موظف حكومي، بتربية الدجاج بغرض التجارة قبل عامين تقريبًا، وقال إن هناك عدة أنواع جديدة في سوريا، مثل الدجاج “الفيومي” و”البراهما”، إضافة إلى الديوك المقاتلة، كذلك “النمساوي” و”البلدي” وغيرها الكثير.
الشاب الذي يحقق ربحًا جيدًا، قال إن سعر الدجاج يتوقف على نوعه، فهناك “الفيومي” الذي يتراوح سعر الدجاجتين مع ديك منه بين 500 ألف و2.5 مليون ليرة سورية، و”البراهما” يصل إلى ثلاثة ملايين ليرة، بحسب وزن الديك والدجاجات، أما الديوك التي تستخدم في المراهنات فيتراوح ثمن الواحد منها بين مليون وحتى 12 مليون ليرة (الدولار الأمريكي يقابل 13850 ليرة).
ويعتبر إنتاج الدجاجة من البيض عاملًا أساسيًا لارتفاع سعرها، فالنوع “الفيومي” ينتج نحو 300 بيضة في السنة، لذلك يرتفع سعر البيضة الواحدة خلال موسم التفقيس بشهر نيسان إلى ما بين 5 آلاف و20 ألف ليرة للبيضة الواحدة، وخلال الأيام العادية يصبح سعرها كأي بيضة بلدية أخرى بنحو 3000 ليرة.
وأضاف علي أن سبب ارتفاع سعر دجاج “البراهما” وبيضه يعود لكونه أحد أنواع دجاج الزينة، حيث يشتريه أصحاب “الفيلات” والمزارع الكبرى بقصد الزينة كالطاووس، وسوقه يقتصر على بعض مناطق دمشق، خصوصًا في يعفور.
أما الديوك التي تستخدم في المبارزة فسوقها هو الأكثر شهرة، كما ذكر الشاب، لافتًا إلى وجود حلبتين اثنتين في اللاذقية، الأولى في البصة والثانية في جبلة، حيث يحضر أصحاب الديوك المتبارزة، لتبدأ المنافسة بينها عبر بث مباشر في إحدى المجموعات الخاصة، التي يحضرها أشخاص من الخليج والعراق، ويكون لهم موفدون سوريون في حلبة السباق، ويضعون مراهنات عليها، وقد يدفع أحدهم مبالغ طائلة ثمنًا للديك الفائز.
ويمنع قانون العقوبات السوري العام المقامرة ويعاقب عليها، وبالتالي يمنع المراهنات لأنها نوع من أنواع المقامرة، التي صنفها القانون السوري من الجرائم التي يرتكبها أشخاص خطرون بسبب عادات حياتهم.
ولم ينص القانون بشكل صريح على ذكر المراهنات، لكنها تعتبر نوعًا من المقامرة، فتعريفها في القانون ورد في المادة “618” من قانون العقوبات، وهي ألعاب القمار التي يتغلب فيها الحظ على المهارة أو الفطنة، وذكر القانون “الروليت” و”البكارا” و”البوكر المكشوف” وغيرها وما يتفرع عنها على أنها ألعاب مقامرة.
ولا تعد ألعاب القمار جريمة إلا إذا حصلت في أحد المحال العامة، أو المباحة للجمهور، أو في منزل خاص اتخذ لهذه الغاية.
تربية الدجاج للاستفادة من بيضه
اعتادت العائلات الريفية تربية الدجاج للاستفادة من بيضه، وأشهر أنواعه “النمساوي” و”البلدي”، وازدادت التربية نتيجة ارتفاع سعر البيض، فوجود 20 دجاجة بياضة على سبيل المثال، يضمن دخلًا يوميًا يقدر بـ60 ألف ليرة سورية، علمًا أن الدجاج لا يكلّف كثيرًا إلا بحال مرضه، وهو يأكل من الطبيعة غالبًا، أو بقايا الأطعمة.
تعيش سميحة (59 عامًا) في إحدى القرى التابعة لمنطقة القطرية بريف اللاذقية، وقالت إنها حرصت على زيادة أعداد الدجاج لديها منذ عام 2023، وتمتلك اليوم نحو 22 دجاجة بياضة، وتعتبر مصدر دخلها الأساسي، إضافة إلى الأرض الصغيرة التي تمتلكها، وتزرع بها بعض أنواع الخضار الورقية بقصد البيع أيضًا.
وانتشرت تربية الدجاج مؤخرًا في المدينة ذاتها، حيث يستغل بعض الأهالي قرب منزلهم من الحدائق، ويربون الدجاج فيها، كما هو الحال في حي الرمل الشمالي ودمسرخو، إضافة إلى الضواحي مثل بسنادا وسقوبين.
المرض الذي يفتك بالدجاج
لم يكن حظ المربين هذا العام جيدًا، مع انتشار مرض طاعون الدجاج أو “نيوكاسل” كما يطلق عليه علميًا، حيث تسبب بنفوق أعداد كبيرة من الدجاج على امتداد الريف.
وأفقد الطاعون بسام (45 عامًا)، وهو مزارع يعمل في مزرعة تابعة لقرية البهلولية، 10 دجاجات وديك “براهما” كان ثمنها يصل إلى أكثر من أربعة ملايين ليرة، ولم ينفع أي دواء اشتراه للعلاج.
وقال بسام، إن الطبيب البيطري نصحه بلقاح لدجاجاته مرة كل أربعة أشهر، وأضاف أن ثمن الجرعة الواحدة منه 20 ألف ليرة للنوع المصنع محليًا، و85 ألف للنوع الأجنبي، والجرعة الواحدة تكفي ألف دجاجة، وقد اشترى النوع المصنع محليًا مؤخرًا، لعل بقية دجاجاته تنجو من الجائحة.
وقالت طبيبة بيطرية فضلت عدم الكشف عن اسمها، إن قدرة مقاومة الدجاج لمرض “نيوكسل” تعود لمدى قوة مناعته، وأضافت أن سبب انتشار الجائحة بهذه الكثافة مؤخرًا سببه جهل العديد من المربين بطريقة العلاج، مع غياب الدور التوعوي للوحدات الإرشادية، التي لو كانت تقوم بدورها بالطريقة الصحيحة لما كان وصل الحال إلى نفوق الدجاج.
وتنصح الطبيبة البيطرية المربين بحبس الدجاج داخل المكان المخصص له، وعدم السماح له بالخروج، خصوصًا إن كان في المحيط أي دجاج مريض، لضمان عدم انتقال العدوى، كذلك الحرص على إعطاء اللقاح بشكل دوري، وهو رخيص الثمن ويجنب المربين الخسائر.
مرتبط
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
المصدر: عنب بلدي