تظاهر عشرات الآلاف في العاصمة التركية أنقرة، الأحد، احتجاجاً على دعوى أمام المحاكم ربما تُطيح بزعيم حزب الشعب الجمهوري أوزجور أوزال، وهو حزب المعارضة الرئيسي في البلاد، بعد حملة قضائية استمرت عاماً ضد مئات من أعضاء الحزب.
ومن المقرر أن يصدر القضاء، الاثنين، قراراً بشأن ما إذا كان سيبطل نتائج المؤتمر العادي الثامن والثلاثين لحزب الشعب الجمهوري في 2023، بسبب مزاعم بمخالفات إجرائية، في خطوة ربما تفضي إلى إعادة تشكيل الحزب، وتهز الأسواق المالية، وتؤثر على توقيت الانتخابات المقررة في 2028، ويمكن للمحكمة إرجاء الحكم.
وخلال ذلك المؤتمر اختير أوزجور أوزال بديلاً لكمال كيليجدار أوغلو الذي خسر أمام أردوغان في الانتخابات الرئاسية.
فيما تؤكد الحكومة التركية أن القضاء مستقل، وتنفي وجود أي دوافع سياسية.
المعارضة تدعو لانتخابات مبكرة
وقال زعيم الحزب أوزال في كلمة خلال تجمع حاشد، إن الحكومة تحاول التشبث بالسلطة من خلال تقويض المعايير الديمقراطية وقمع المعارضة، عقب انتصارات المعارضة في الانتخابات المحلية خلال العام الماضي، داعياً إلى إجراء انتخابات عامة مبكرة.
وأضاف أوزال: “هذه القضية سياسية، الاتهامات افتراء، رفاقنا أبرياء، ما يحدث هو انقلاب، انقلاب على الرئيس المقبل، وضد الحكومة المقبلة، سنقاوم”.
وكانت السلطات التركية اعتقلت في إطار تحقيقات بتهم فساد ما يزيد على 500 شخص، من بينهم 17 رئيس بلدية خلال العام الماضي في إسطنبول وغيرها من البلديات التي يديرها حزب الشعب الجمهوري.
وسُجن مئات من أعضاء الحزب بانتظار المحاكمة في إطار تحقيق واسع النطاق حول مزاعم بالفساد وارتباطات بقضايا “الإرهاب”، ومن بينهم أكرم إمام أوغلو رئيس بلدية إسطنبول والمنافس السياسي الأبرز الرئيسي للرئيس التركي.
وأثار اعتقال إمام أوغلو في مارس الماضي أكبر احتجاجات شهدتها البلاد منذ نحو 10 سنوات، حين خرج مئات الآلاف إلى الشوارع، مما أدى إلى هبوط حاد في قيمة الليرة التركية وغيرها من الأصول.
وقال إمام أوغلو في رسالة بعث بها من السجن وقُرئت أمام الحشد في أنقرة، إن الحكومة تحاول حسم نتيجة الانتخابات المقبلة مسبقاً عبر إقصاء المنافسين الشرعيين. واتهم أيضاً الحكومة بتقويض الديمقراطية من خلال “ملاحقات قضائية ذات دوافع سياسية وإجراءات أخرى لقمع المعارضة”.
وأضاف: “سينتهي عصر الأنا في هذا البلد، وسيبدأ عصر نحن، سيخسر شخص واحد وسيربح الجميع”.
وبعد قراءة الرسالة بصوت مرتفع، هتف الحشد قائلاً: “الرئيس إمام أوغلو” وسط موجة من التصفيق الحاد.