وقع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، الاثنين، اتفاقاً دفاعياً تتجاوز قيمته 10 مليارات دولار تشتري بموجبه أنقرة 20 مقاتلة من طراز “يوروفايتر تايفون” بريطانية الصنع، في خطوة وصفتها الحكومة البريطانية بأنها “أكبر صفقة تصدير لمقاتلات منذ عقود”.

وجرى توقيع الاتفاقية في المجمع الرئاسي بالعاصمة أنقرة، عقب لقاء ثنائي مغلق بين أردوغان وستارمر، تلاه اجتماع موسع بحضور وفدي البلدين، وفقاً لوكالة الأنباء التركية “الأناضول”.

واعتبر الرئيس التركي خلال مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الوزراء البريطاني أن اتفاقية المقاتلات “علامة جديدة على العلاقات الاستراتيجية بين تركيا وبريطانيا بصفتهما حليفين وثيقين”، لافتاً إلى أنها “ستفتح الباب أمام مشاريع مشتركة في الصناعات الدفاعية”.

وتابع: “عازمون على زيادة حجم تجارتنا مع بريطانيا إلى 30 مليار دولار في المرحلة الأولى ثم إلى 40 مليار دولار”.

من جهته، وصف ستارمر، في مقطع فيديو نُشر على منصة “إكس”، الصفقة مع تركيا بأنها “اتفاق كبير”، مشيراً إلى أنها ستوفر 20 ألف وظيفة في مختلف أنحاء بريطانيا.

وقال مكتب رئيس الوزراء البريطاني، في بيان، إن ستارمر وقع صفقةً قيمتها 8 مليارات جنيه إسترليني (10.74 مليار دولار) مع تركيا لشراء 20 طائرة “يوروفايتر تايفون” المقاتلة، معتبراً أنها أكبر صفقة تصدير لمقاتلات منذ عقود.

وذكر أن الاتفاقية “ستعزز القدرات القتالية المتقدمة لتركيا، بما يدعم قوة حلف شمال الأطلسي (الناتو) في منطقة رئيسية، ويُحسن في الوقت نفسه القدرة التشغيلية المشتركة بين سلاحي الجو في البلدين”.

وتوقع مكتب ستارمر أن يتم تسليم الدفعة الأولى من المقاتلات إلى تركيا في عام 2030.

صفقة تصدير كبرى

من جانبه، قال وزير الدفاع البريطاني جون هيلي إن “هذه صفقة تصدير كبرى أخرى لبريطانيا، وهي أكبر صفقة تصدير مقاتلات منذ عقود، إذ ستضخ مليارات الجنيهات في اقتصادنا، وتُبقي خطوط إنتاج طائرات تايفون البريطانية تعمل لفترة طويلة في المستقبل”.

واعتبر أن “تركيا حليف مهم في حلف الناتو وحارس لمنطقة البحر الأسود”، مضيفاً: “من خلال تزويد أنقرة بمقاتلات تايفون المتطورة، ستعزز هذه الصفقة قدرة الناتو على الردع، وتُسهم في جعلنا جميعاً أكثر أماناً”.

ووفقاً لوكالة الأنباء التركية “الأناضول”، تهدف الاتفاقية إلى تعزيز التعاون الدفاعي والعسكري بين تركيا وبريطانيا.

من جهتها، قالت مجموعة الدفاع البريطانية (BAE Systems) إنها تتوقع جني إيرادات 4.6 مليار جنيه إسترليني (6.17 مليار دولار) من الصفقة، إذ ستصنع الشركة في إطار الاتفاق مكونات هياكل الطائرات، وستتولى تجميعها النهائي وتزويدها بالأسلحة في مقاطعة لانكشاير ببريطانيا.

وأعلنت (BAE Systems) أن حزمة الأسلحة ستوفرها شركة (MBDA) الأوروبية لصناعة الصواريخ، التي تملك (BAE) 37.5 % فيها.

وسبق أن وقعت تركيا وبريطانيا، في يوليو الماضي، “اتفاقاً مبدئياً” لشراء 40 طائرة “تايفون”، وذلك بموافقة أعضاء “كونسورتيوم يوروفايتر” وهي ألمانيا، وإيطاليا، وإسبانيا، التي تمثلها شركات (إيرباص)، و(BAE Systems)، و(ليوناردو).

وسعت تركيا، التي تشهد استقراراً في علاقاتها مع الغرب منذ سنوات، إلى شراء مقاتلات “يوروفايتر”، وكذلك طائرات F-35 الأميركية الصنع، لدعم أسطولها المتقادم المكون في معظمه من طائرات F-16.

وتتجه أوروبا على نحو متزايد إلى تركيا، ثاني أكبر جيش في حلف شمال الأطلسي والمصدر الرئيسي للطائرات المسيرة المسلحة، لتعزيز جناحها الشرقي، وربما دعم أي قوة مستقبلية لتحقيق الاستقرار في أوكرانيا بعد الحرب.

وذكرت وكالة “رويترز”، الأسبوع الماضي، نقلاً عن مصدر مطلع، أن تركيا تقترب من إبرام صفقة تتلقى بموجبها على الفور 12 طائرة “تايفون”، وإن كانت مستعملة، من مشترين سابقين مثل قطر وسلطنة عمان لتلبية احتياجاتها الفورية، على أن تحصل على مزيد من الطائرات الجديدة من بريطانيا في السنوات المقبلة.

وتسعى تركيا، التي تريد سد الفجوة قبل أن تصبح مقاتلاتها المحلية من طراز “KAAN” جاهزة خلال السنوات المقبلة، إلى الحصول على طائرات “تايفون” منذ عام 2023.

شاركها.