أعلن الداعية السوري، الشيخ عبد الرزاق المهدي، عودته إلى العاصمة دمشق، بعد ساعات من احتجازه في تركيا، لأسباب تتعلق بالتأشيرة، اليوم الأربعاء 27 من آب.

وأوضح المهدي، عبر حسابه الشخصي على “تلجرام“، أن أمن مطار “صبيحة” في مدينة اسطنبول التركية أوقفه بسبب أن التأشيرة وصلته عبر الهاتف، والأصل أن تُرسل عن طريق السفارة، مؤكدًا ترحيله ومنعه من دخول تركيا.

وأوقفت السلطات التركية، الشيخ المهدي، الشرعي السابق لـ”هيئة تحرير الشام” (نواة الحكم السياسي والعسكري في سوريا الآن) بحسب ما نشر على حسابه في وقت سابق من اليوم.

وذكر الحساب الشخصي للمهدي (يديره طلابه) أن أمن مطار “صبيحة” في اسطنبول احتجز الشيخ فور وصوله، دون أسباب واضحة.

وأوضح الحساب أن المهدي تلقى دعوة من طلاب أتراك لإقامة مجلس في علم الحديث النبوي في تركيا، ليذهب إلى مطار دمشق الدولي، مشيرًا إلى وجود مشكلة بتأشيرة السفر، إلا أنه تابع سفره بعد إبلاغه بحل المشكلة.

شرعي سابق بـ”تحرير الشام”

الشيخ عبد الرزاق المهدي، هو داعية إسلامي يحمل فكر “السلفية الجهادية” متخصص في علم الحديث النبوي، وينحدر من ريف دمشق، وأقام خلال السنوات الماضية في شمال غربي سوريا، بمناطق نفوذ “هيئة تحرير الشام”.

ويعد المهدي من أبرز الدعاة والشرعيين في الشمال السوري، وكان حاضرًا في لجان كثيرة تشكّلت للتحكيم بين اقتتالات الفصائل سابقًا، وعرف بسعيه للتوحيد بينها.

عمل المهدي قاضيًا في “جيش الفتح” العامل في شمال غربي سوريا عام 2016، كما أسس “جيش العسرة” الذي ضمّ فصائل صغيرة، أبرزها “حراس الدين” المبايع لتنظيم “القاعدة”.

وأعلن عام 2017 انسحابه من “تحرير الشام”، بعد أشهر من تأسيسها، لعدم قدرته على “رفع الظلم وإنصاف المظلومين”، وفق تعبيره، بالتزامن مع اشتباك “الهيئة” مع فصائل “الجيش الحر”.

عرف المهدي بمناصرته لقضية المعتقلين في سجون “هيئة تحرير الشام” من المقاتلين في صفوف فصائل المعارضة، وأيد الحراك المعارض لقائد “الهيئة” حينها، “أبو محمد الجولاني” (الرئيس السوري للمرحلة الانتقالية أحمد الشرع).

الحراك برز في شباط 2024، وطالب بإسقاط “الجولاني” (الشرع) وتبييض السجون، وكانت شرارته مقتل العسكري عبد القادر الحكيم المعروف بـ”أبو عبيدة تل حديا” في سجون “تحرير الشام”.

في 4 من شباط الماضي، طالب المهدي الشرع بإصدار عفو عن جميع معتقلي الرأي من سجون إدلب، وفي مقدمتهم “أبو يحيى الجزائري” و”أبو شعيب المصري” و”أبو سفيان الجبلاوي”.

تنتظر استجابة.. مطالب بـ”تبييض” سجون إدلب

واعتبر المهدي أن تبييض السجون “واجب المرحلة”، قائلًا إن الناس يتساءلون لماذا التسامح والتلطف مع “أبواق النظام البائد من مذيعين ومذيعات وإعلاميين وإعلاميات وعساكر (الفرقة الرابعة) وجميع ميليشيات وضباط بشار وقصة التسويات”، ولا تكون هذه المعاملة مع معتقلي الرأي في إدلب، وكانوا مع المجاهدين والمرابطين في الخنادق؟”.

وذكّر المهدي الشرع بحديث عن النبي محمد، “وما زاد الله عبدًا بعفو إلا عزًا”، “فمن أحب أن يعزه الله فليصفح عن المؤمنين”، وفق تعبيره.

وأضاف، “كما أنكم توصون شرعييكم وجنودكم بأن يتعاملوا مع أبواق النظام وأشباههم باللطف واللين، فأولى أن يكون اللطف واللين مع عباد الله المؤمنين”.

لايملك المهدي صفة رسمية في الحكومة الحالية، وواظب بعد سقوط النظام على إنشاء مجالس دينية تتعلق بقراءة كتب التراث الإسلامي والحديث النبوي، ويتم معظمها برعاية وزارة الأوقاف.

المصدر: عنب بلدي

شاركها.