نفَّذت البحرية التركية تجربة إطلاق ناجحة لصاروخ الدفاع الجوي (Hisar-D RF) المطوَّر محلياً، والذي أُطلق من نظام الإطلاق العمودي “ميدلاس” (MIDLAS) على متن الفرقاطة TCG Istanbul.

وتُمثّل هذه التجربة، التي جرت في البحر الأسود قرب سواحل مدينة سينوب، “محطة فارقة” في جهود تركيا لبناء قدرة دفاع جوي بحري ذات سيادة كاملة، بحسب موقع Army Recognition.

وقالت شركة “أسيلسان” (ASELSAN) إن الصاروخ نجح في تدمير طائرة مسيّرة في ظروف قتالية حقيقية، ما يُظهر النضج التشغيلي للنظام.

ويقف في صميم هذا الاختبار صاروخ Hisar-D RF متوسط المدى والارتفاع، الذي طورته شركة “روكيستان” (Roketsan) خصيصاً للاستخدام البحري، وجرى تزويده بباحث راداري نشط يمكّنه من التصدي لمجموعة واسعة من التهديدات، بما في ذلك الطائرات والمروحيات والمسيّرات وصواريخ كروز والذخائر الموجهة بدقة.

ويُطلق الصاروخ من نظام الإطلاق العمودي MIDLAS، إذ يمكن لكل خلية استيعاب أربعة صواريخ، ما يوفر كثافة نيرانية عالية لحماية القطع البحرية.

منظومة متكاملة

ويتم تنسيق عملية الاشتباك عبر تكامل منظومات الرادار والتحكم في النيران التابعة لشركة Aselsan مع نظام إدارة القتال (ADVENT) التابع لشركة “هافيلسان” (Havelsan)، ما أتاح دورة اشتباك متكاملة.

وتضمنت التجربة أيضاً التحقق من أداء عدة أنظمة حيوية طورتها شركة Aselsan، إذ لعب كل منها دوراً مميزاً في الاشتباك، إذ تولى نظام التحكم في إطلاق النار HİSAR-D تنسيق عملية الاعتراض وتوزيع الأهداف، بينما وفر رادار البحث متعدد المهام CENK 4D (AESA) قدرة مراقبة واسعة النطاق مع مقاومة عالية للتشويش الإلكتروني.

أما رادار الإطباق AKREP فقدم دعماً عالي الدقة لتتبع الهدف، فيما تكفّل الباحث الراداري المحلي AGRAS بتوجيه الصاروخ في المرحلة النهائية، مدعوماً نظام ربط بيانات الصواريخ GÜDÜ الذي أتاح التواصل اللحظي بين الصاروخ ومنظومات السفينة.

اختبار الصاروخ

بدأ تطوير النسخة البحرية من صاروخ HiSAR-D بتجارب برية عام 2022، أعقبتها أول عملية إطلاق من الفرقاطة TCG Istanbul في مارس 2024.

فيما مثَّلت تجربة أغسطس 2025 أول اعتراض ناجح لهدف جوي حي، ما يُبرز التقدم السريع في قدرات الدفاع الصاروخي البحري التركي.

وجرى تطوير هذا البرنامج، بعد أن حظرت الولايات المتحدة توريد نظام الإطلاق العمودي (Mk 41)، ما دفع تركيا إلى تسريع جهودها لتطوير نظام MIDLAS  المحلي وتكييفه مع فرقاطات فئة İstif.

وعلى الرغم من تشابه الصاروخ التركي في مفهوم “التعبئة الرباعية” مع الصاروخ الأميركي المتطور Sea Sparrow المعروف اختصاراً باسم (ESSM)، إلا أنه يمنح أنقرة خياراً محلياً بالكامل بعيداً عن قيود التصدير، مع تقديم أداء تنافسي.

ومن الناحية الاستراتيجية، يضع هذا “الإنجاز” تركيا أقرب إلى القوات البحرية المتقدمة في حلف شمال الأطلسي (الناتو) مع ضمان استقلاليتها، على غرار ما حققته فرنسا وإيطاليا عبر برنامج Aster في مطلع الألفية.

تعزيز البحرية التركية

كما يُمثل دمج نظام HiSAR-D مع نظام MIDLAS خطوة نحو نشر أسلحة أكثر تطوراً، بما في ذلك نظام الدفاع الجوي بعيد المدى Siper Block I/II وصاروخ Atmaca المضاد للسفن، وكلاهما سيعززان قوة البحرية التركية بشكل أكبر.

وفي حين أن تفاصيل الميزانية لا تزال غير معلنة، فإن نظامَي Hisar-D RF وMIDLAS يشكلان ركيزة أساسية في برنامج التحديث البحري التركي تحت إشراف رئاسة الصناعات الدفاعية (SSB). 

وتم إبرام عقود مع شركات Roketsan وAselsan وSTM وHavelsan لدمج النظام في فرقاطات فئة İstif  ومدمرات الدفاع الجوي المستقبلية من فئة TF-2000. 

ويُعد دخول النظام الخدمة على متن الفرقاطة TCG Istanbul، التي بُنيت في أحواض بناء السفن بإسطنبول، بداية لنشره على مزيد من القطع البحرية.

ومن خلال الربط الناجح بين تصميم صواريخ شركة Roketsan، وتقنيات الرادار والتحكم من Aselsan، وبرمجيات إدارة القتال من Havelsan، وخبرة شركة STM في التكامل، أثبتت تركيا جدوى سلسلة الإطلاق والاعتراض العمودية محلية الصنع بالكامل.

شاركها.