قال وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، الاثنين، إن المفاوضين الروس، والأوكرانيين سيناقشون متطلبات الجانبين للسلام خلال اجتماعهم في مدينة إسطنبول.

وأضاف فيدان، الذي تستضيف بلاده الجولة الثانية من محادثات السلام المباشرة بين روسيا وأوكرانيا، في مستهل الاجتماع أن الحوار “يمكن أن يقلل الخلافات بين الجانبين ويقربهما أكثر من السلام”.

وأردف في مؤتمر صحافي: “نثمن دعم الولايات المتحدة لهذه المحادثات ونرى أنها فرصة جديدة للسلام ويمكن تحقيق الكثير من التطورات والحلول لمختلف المواضيع التي تشكل خطراً ومنها الأمن الغذائي”.

وأضاف فيدان: “جاهزون لاستضافة المحادثات، وندعم جهود تحقيق السلام ونثق بحلفائنا، لا بد لكلا الطرفين انتهاز الفرصة للتوصل إلى الحلول التي تحقق السلام”.

من جانبه، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في منشور عبر حسابه في منصة “إكس”: “أوروبا مع أميركا، تمتلك أسلحةً أفضل من روسيا. ولدينا أيضاً حلول تكتيكية أقوى، وقد أثبتت عمليتنا Spiderweb، الأحد، ذلك. يجب أن تشعر روسيا بأهمية خسائرها. هذا ما سيدفعها نحو الدبلوماسية”.

وأضاف: “عندما تتكبد روسيا خسائر في هذه الحرب، يتضح للجميع أن أوكرانيا هي من تصمد في وجهها، ليس فقط من أجلها، بل من أجل أوروبا بأكملها. اسألوا ذكائكم، ما الذي تُخطط له روسيا هذا الصيف في بيلاروس؟ إذا كانوا جريئين بما يكفي للتحضير لهجمات من هناك، فنحن بحاجة إلى مزيد من القوة معاً. وهذا يعني الآن تقوية أوكرانيا حتى نتمكن من وقف هذه الحرب ومنع انتشارها، ولهذا السبب، يُعد إنتاج الأسلحة أمراً بالغ الأهمية”.

وصول الوفدين الروسي والأوكراني

وأظهرت لقطات لـ “رويترز” أن الوفدين الروسي والأوكراني جلسا على طاولتين متقابلتين في قاعة بقصر تشاراجان في إسطنبول، بينما جلس فيدان ومسؤولون أتراك آخرون على طاولة بينهما.

وتستضيف مدينة إسطنبول التركية جولة ثانية من المفاوضات الروسية الأوكرانية، وذلك بعد ساعات من “هجوم نوعي” بالمسيرات شنته كييف على 4 قواعد جوية عسكرية داخل العمق الروسي، وآخر يعد الأكبر منذ 2022 نفذته موسكو في أنحاء مختلفة من أوكرانيا.

وجمعت إسطنبول الطرفين على طاولة واحدة في مايو الماضي لأول مرة منذ 3 سنوات.

وفي وقت سابق، أعلن متحدث باسم الخارجية الأوكرانية، وصول وفد أوكراني إلى إسطنبول لإجراء المحادثات، في حين قال رئيس الوفد الروسي فلاديمير ميدينسكي، إن بلاده تلقت من أوكرانيا نسخة من مذكرة تفاهم بشأن التسوية السلمية للنزاع، مكتوبة باللغتين الأوكرانية والإنجليزية، وفق ما ذكرته وكالة “ريا نوفوستي”.

ووصل ميدينسكي، الأحد، إلى إسطنبول على رأس وفد روسي لعقد جولة جديدة من المحادثات مع أوكرانيا، وهو ذات الفريق الذي شارك في الجولة الماضية، في حين تم توسيع تشكيلة الوفد الأوكراني من 12 إلى 14 شخصاً، لكن رئيس الوفد لم يتغير، وهو وزير الدفاع رستم عمروف.

من جانبه، قال نائب وزير الخارجية الروسي أندريه رودينكو، إن موسكو تأمل في “نتائج ملموسة” أكثر للجولة الثانية من المحادثات.

وأضاف رودينكو، في تصريحات لوكالة “سبوتنيك”، على هامش مؤتمر “روسيا والصين: التعاون في العصر الجديد”: “أعربنا لأصدقائنا في بكين عن أملنا في أن تُسفر الجولة القادمة من المحادثات مع أوكرانيا في إسطنبول (…) عن اتفاقيات أكثر تحديداً ووضوحاً ونتائج ملموسة أكثر”.

من جانبه، أفاد وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف، بأن الوفد الروسي “مستعد لتقديم مذكرة للوفد الأوكراني بشأن التسوية”، في حين قال الناطق باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، إن موسكو تعتبر أنه “من الخطأ إفشاء مواقفها التفاوضية عبر وسائل الإعلام”.

وبينما كانت الأطراف تستعد للجلوس على الطاولة في إسطنبول، أعلنت وزارة الدفاع الروسية، الأحد، أن أوكرانيا نفذت هجمات بالمسيرات على قواعد جوية عسكرية في مناطق مورمانسك وإركوتسك وإيفانوفو وريازان وأمور الروسية، وأن بعض الطائرات اشتعلت فيها النيران.

ووصلت الهجمات الأوكرانية إلى عمق المناطق الشمالية الغربية، والجنوبية الغربية، والشرقية من روسيا، فيما ذكرت حسابات أوكرانية على مواقع التواصل الاجتماعي أن الجيش الأوكراني نفذ عملية واسعة النطاق باستخدام طائرات بدون طيار ضد روسيا.

شاركها.