تركيا.. زعيم المعارضة يزور إمام أوغلو وسط تصاعد الاحتجاجات

زار رئيس حزب المعارضة الرئيسي في تركيا أوزجور أوزال، الثلاثاء، رئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو المحتجز منذ أيام بتهم “فساد”، وسط تصاعد الاحتجاجات المنددة بتوقيفه.
وأمرت السلطات التركية، الأسبوع الماضي، باعتقال رئيس بلدية إسطنبول المنافس الرئيسي لأردوغان، مع حوالي 100 شخص آخر بينهم رئيسين آخرين لبلديتين ينتميان لحزب “الشعب الجمهوري” المعارض.
والتقى رئيس حزب “الشعب الجمهوري” أوزجور أوزال لمدة ساعتين إمام أوغلو في سجن سيليفري غربي إسطنبول، ووصف أعضاء الحزب الثلاثة الموقوفين بأنهم “3 أسود يقفون شامخين ورؤوسهم مرفوعة”، بحسب ما نقلته وكالة “أسوشييتد برس” الأميركية.
ورفضت الحكومة التركية اتهامات ممارسة النفوذ السياسي، وقالت إن القضاء مستقل، فيما دعا حزب “الشعب الجمهوري” الأتراك إلى النزول للشوارع.
ترشيح إمام أوغلو
وقال أوزال، الذي يلقي خطاباته اليومية من على حافلة في حديقة ساراتشاني كل مساء، إن الثلاثاء يشهد “انطلاقة عظيمة وقوية” لمظاهرات جديدة في أماكن أخرى، وتعهد بـ”مواصلة النضال”.
وأوضح أن الحزب سيطلق حملته الانتخابية بتجمع انتخابي، السبت، لدعم المرشح الرئاسي إمام أوغلو. وسينتخب مجلس البلدية، وأغلب أعضائه من حزب “الشعب الجمهوري”، قائماً بأعمال رئيس البلدية، الأربعاء.
وتابع: “إذا استفززتم هذه الساحة، أو استخدمتم الغاز المسيل للدموع أو تهجمتم، فسأغير خطتنا للأيام القادمة، وسأدعو 500 ألف شخص للحضور والتظاهر”.
وتصاعدت الاحتجاجات التي بدأت الأسبوع الماضي في إسطنبول عند احتجاز إمام أوغلو، أبرز منافس سياسي لأردوغان، وهي الخطوة التي وصفها محتجون وأحزاب المعارضة وزعماء أوروبيون وجماعات حقوقية بأنها “مسيسة وغير ديمقراطية”.
ويتجمع منذ ذلك الوقت الآلاف كل مساء في الساحات والشوارع والجامعات بأنحاء البلاد، وهم يرددون شعارات مناهضة، ويطالبون بالإفراج عن إمام أوغلو.
وقالت طالبة جامعية تشارك في الاحتجاج الرئيسي بحديقة ساراتشاني في إسطنبول لوكالة “رويترز”: “سأحاول قدر الإمكان الحضور؛ لأن الحكومة لم تنصفنا”، مضيفةً: “كنت خائفة عندما جئت أول مرة، ظننت أننا قد نعتقل، لكنني لست خائفة الآن”.
وفي الحديقة الواقعة بين مبنى البلدية وسور مجرى مياه روماني شاهق، هتف معظم المشاركين لخطابات زعماء المعارضة، بينما كان آخرون يرددون الهتافات على بعد نحو 200 متر في مواجهة المئات من أفراد شرطة مكافحة الشغب ذوي الخوذ البيضاء.
وقال أشخاص آخرون لـ”رويترز”، إنهم يتوقعون استمرار الاحتجاجات يومياً.
أردوغان: طريقهم مسدود
وبعد اجتماع مجلس الوزراء في أنقرة، الاثنين، اتهم أردوغان حزب “الشعب الجمهوري” باستفزاز المواطنين، وتوقع أن يشعروا بالخجل من “الشر” الذي ارتكبوه في حق البلاد، بمجرد أن ينتهي “استعراضهم”.
وأثناء حديثه مع مجموعة من الشبان خلال إفطار رمضاني، الثلاثاء، حثّ أردوغان على “الصبر والتحلي بالحكمة” في فترة وصفها بأنها “أيام حساسة للغاية”.
وقال: “أولئك الذين يمارسون الترويع في شوارعنا، ويريدون تحويل هذا البلد إلى الفوضى لا مكان لهم. طريقهم مسدود”.
وعبّر طبيب مشارك في احتجاج ساراتشاني عن أمله في أن يشارك أيضاً خلال الأيام المقبلة في المظاهرات عند سجن سيليفري على مشارف المدينة، حيث يحتجز رئيس البلدية.
وقال عن المظاهرات: “أتمنى ألا تتوقف أبداً، فنحن هنا من أجل العدالة والديمقراطية، ولأننا لا نعتقد أننا نعيش في بلد ديمقراطي”.
وعطل اعتصام في إسطنبول حركة المرور على جسر غلطة، الذي يعود إلى القرن التاسع عشر، ويمر عبر ممر القرن الذهبي المائي، لفترة وجيزة مساء الاثنين.
وقاد الطلاب معظم التظاهرات، ويقاطع كثير منهم حضور الفصول الدراسية في الجامعة منذ الاثنين. واعتصم العديد من أساتذة الجامعات، الثلاثاء، لمدة 24 ساعة.