قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الخميس، إنه سيتصل قريباً بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين من أجل تسوية الحرب في أوكرانيا، وسط تصاعد التحركات بشأن الانتهاء من مسألة الدعم الأميركي للضمانات الأمنية لكييف خلال الأيام القليلة المقبلة.
وأشار ترمب للصحافيين في البيت الأبيض، إلى أنه نجح في تسوية 7 حروب، لافتاً إلى أنه كان يعتقد أن حرب أوكرانيا ستكون “الأسهل بسبب علاقته مع الرئيس بوتين وأوكرانيا”.
وأجرى ترمب في وقت سابق الخميس، اتصالاً هاتفياً مع القادة الأوروبيين بشأن أوكرانيا، بعد اجتماع لـ”تحالف الراغبين” بقيادة فرنسا، وبريطانيا في باريس، لبحث نشر قوة أوروبية في أوكرانيا عقب انتهاء الحرب، كجزء من الضمانات الأمنية التي ستحصل عليها كييف.
وأعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال مؤتمر صحافي عقب الاجتماع، التزام 26 دولة بالمشاركة في “قوة طمأنة” بأوكرانيا سواء براً أو بحراً أو جواً، مشيراً إلى أنه سيتم الانتهاء من مسألة الدعم الأميركي للضمانات الأمنية خلال الأيام القليلة المقبلة.
وشدد على أن “هذه القوة لا تسعى إلى خوض أي حرب ضد روسيا، بل لضمان السلام في المنطقة”، موضحاً أن “الولايات المتحدة كانت واضحة بشأن رغبتها في المشاركة في مسألة الضمانات الأمنية”.
وقف شراء النفط الروسي
من جهته، قال مسؤول في البيت الأبيض لوكالة “رويترز”، إن ترمب أبلغ الزعماء الأوروبيين، الخميس، بأن على أوروبا التوقف عن شراء النفط الروسي الذي قال إنه يساعد موسكو في تمويل حربها على أوكرانيا.
واستخدم ترمب تلك اللهجة الحادة وسط تقدم دبلوماسي بطيء لإنهاء القتال.
وأضاف المسؤول: “دعا الرئيس ماكرون والقادة الأوروبيون الرئيس ترمب إلى اجتماع تحالف الراغبين. وأكد الرئيس ترمب ضرورة توقف أوروبا عن شراء النفط الروسي الذي يمول الحرب، إذ حصلت روسيا على 1.1 مليار يورو من مبيعات الوقود من الاتحاد الأوروبي في عام واحد”.
واقترحت المفوضية الأوروبية تشريعاً يوقف بموجبه الاتحاد الأوروبي تدريجياً شراء النفط والغاز من روسيا وينهي الاعتماد عليهما تماماً بحلول أول يناير 2028، مع سعي بروكسل إلى قطع علاقات دامت عقوداً في مجال الطاقة مع روسيا في أعقاب غزوها لأوكرانيا عام 2022.
الرسوم الجمركية
وتوقفت معظم الدول الأوروبية عن استيراد النفط الروسي في عام 2022 والوقود الروسي في عام 2023، ولم يتضح بعد ما إذا كان ترمب يشير إلى واردات المجر وسلوفاكيا المستمرة من الخام، أو واردات الوقود المستخلص من الخام الروسي، ويتم تكريره في دول ثالثة مثل الهند.
وذكر المسؤول، أن ترمب حث أيضاً على “ضرورة ممارسة القادة الأوروبيين ضغوطاً اقتصادية على الصين لتمويلها جهود روسيا الحربية”.
ويشعر ترمب بالإحباط من عدم قدرته على وقف القتال في أوكرانيا بعد أن قال في البداية، إنه سيتمكن من إنهاء الحرب سريعاً عندما تولى منصبه في يناير الماضي.
وأحجم عن فرض عقوبات جديدة على روسيا والصين، وهي من أكبر مشتري النفط الروسي. لكنه زاد من الرسوم الجمركية على واردات الولايات المتحدة من الهند، وهي مستهلك رئيسي آخر للطاقة الروسية.
وتجاهل ترمب المحادثات التي جرت هذا الأسبوع بين الرئيسين الصيني شي جين بينج والروسي فلاديمير بوتين، لكنه قال أيضاً إن الرئيسين ربما يتآمران ضد الولايات المتحدة.
ويواصل الرئيس الأميركي أيضاً الضغط على الأوروبيين لاستيعاب المزيد من العبء الذي تتحمله الولايات المتحدة في الدفاع عن أوروبا، وهو متردد في الالتزام بالمزيد من الدعم الأميركي لحرب يريد إنهاءها، بحسب “رويترز”.
وذكر المسؤول في البيت الأبيض، أن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين كانا من بين القادة الذين تحدثوا في المكالمة.
وتابع المسؤول: “كان اجتماع تحالف الراغبين بشأن الضمانات الأمنية لأوكرانيا. وشكك الرئيس ترمب في جدية الدول في الوقت الذي تواصل فيه تغذية اقتصاد روسيا وحربها. وأوضح الرئيس أن هذه ليست حربه، وأنه على الأوروبيين تكثيف جهودهم أيضاً”.
ولم يقدم المسؤول تفاصيل عن النقاش حول الضمانات الأمنية، لكن ترمب عبر في السابق عن دعمه لأوكرانيا دون تقديم تعهد محدد.
وسبق أن هدد ترمب بفرض عقوبات على الدول التي تشتري النفط من روسيا، لكنه لم يفرض رسوماً جمركية مباشرة على موسكو عندما أعلن عن رسوم جمركية كبيرة على عشرات الدول في أبريل.